المقالات

المحكمة الدولية والصفقات السياسية

953 17:34:00 2009-09-06

ميثم المبرقع

تشكيل المحكمة الدولية لمحاكمة الارهابيين والداعمين لهم قضية مشروعة وقانونية واخلاقية ولا تصب ضد احد بالضرورة ولا يمكن ان تكون عامل استفزاز ضد الجوار الاقليمي العربي والاسلامي. عندما تكون العمليات الارهابية بحجم تفجيرات الاربعاء الدامي وتطال السيادة والكرامة والانسان العراقي فان القضاء العراقي لا يمكنه ان يحقق بقضايا مدعومة من وراء الحدود وقد يكون قاصراً وعاجزاً عن تحقيق ادنى ما نريده تحقيقه في الملف القضائي. لكن تسييس المحكمة الدولية عادة لا يجعلنا نطئمن كثيراً بجدوى وفحوى هذه المحاكم فان المحكمة الدولية في قضية اغتيال الرئيس رفيق الحريري تم تسييسها وتصفيقها وانهائها وسدل الستار عنها بمجرد تدخل دولة عربية كبيرة ذات نفوذ قوي في لبنان.وتجربة الجامعة العربية في معالجة الازمات العراقية والتوترات في العهد البائد والجديد تجربة مريرة لا تدعو الى الاطئمنان والتفاؤل فقد كانت هذه الجامعة الموقرة صدى للحكومات القائمة فقد وقفت ضد المبادرات العربية التي كانت تحمل حلولاً للازمات العربية.

وما نخشى على المحكمة الدولية توظيفها انتخابياً ومغازلة الشارع العراقي الغاضب على الخروقات الامنية الحاصلة وخاصة يوم الاربعاء الدامي في 19 آب الماضي وان استغلال هذه القضية لاغراض انتخابية مبكرة تشعرنا بالمتاجرة بالدم العراقي والضحايا العراقية الجسيمة. امام القادة العراقيين مسؤولية تأريخية ووطنية واخلاقية بتوجيه مسارات الشارع العراقي وتهذيب المزاج العام الشعبي بالاتجاه الصحيح وان يقود القادة العراقيون الشارع ولا ينقادون وراءه من اجل حصد الاصوات ولو على حساب حصد الرؤوس والاشلاء العراقية.

كفانا عنتريات وشعارات وهوسات فالعراق يحتاج الى وعي قيادي يجنبه الازمات والتوترات ويقود الشارع ويهذب انفعالاته ويوجه مساراته وليس الانسياق دوماً وراء الانفعالات التي بلورتها عقود الظلام الصدامي في مرتكزات الوعي العراقي باستعداء الاخوة الكويتيين والايرانيين والكرد ورجالات المعارضة في المنفى. هذه التعبئة الخاطئة ينبغي تهذيبها وتصحيحها والتناغم مع نبض الشارع العراقي لابد ان يخضع لمصالح البلاد العليا دون ادخال البلاد والعباد في دوامة الازمات ولابد ان يبقى ملف المحكمة الدولية متحركاً ومؤثراً وبعيداً عن كل استقطابات سياسية او اغراض انتخابية ومآرب لا اخلاقية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك