فراس الغضبان الحمداني
تتحدث كتب الدعاية عن مصطلح التسميم السياسي ، وحين سالت احد خبراء الدعاية السياسية عن هذا المفهوم قال لي : يقصد بذلك دس السم في العسل والنموذج ما تعرضه قناة الشرقية من برامج ظاهرها توحيدي وجوهرها خبث سياسي يمهد للعنف وينفذ أجندات ضد التجربة العراقية ، وهناك قنوات أخرى تلعب نفس الدور وبإشكال أخرى .
وهذا الأمر نتحدث عنه من وجهة نظر الرأي العام وليس من وجهة نظر الحكومة ، فان نقد الحكومة وبطريقة موضوعية يعد من الأمور الواجبة لان دور وسائل الإعلام إن تكون ناطقة باسم الشعب وسلطة رابعة تنتقد كل السلطات لان في ذلك ممارسة لحرية التعبير ولكن في حدود التوظيف الإعلامي بعيدا عن تنفيذ الأجندات السياسية المدفوعة الثمن من أطراف دولية وإقليمية ومحلية .
ونرى إن استخدام الإعلام والإعلاميين لتنفيذ هذه الخطط السياسية يعد عملا خطيرا وانتهاكا لحرية التعبير وهو أكثر خطرا على مستقبل الإعلام من القمع نفسه لان تحويل الإعلاميين إلى أدوات بيد السياسيين يجردهم من حريتهم وكرامتهم ويجعلهم دمى متحركة تخون نفسها أولا وتخون الشعب ثانيا وتخون الرسالة الإعلامية ثالثا ولعمري إن لهذا السقوط والانحطاط ليس بعده انحطاطا وسقوطا إلا المتاجرة بالشرف .
وليسمح لي الزملاء إن نتحدث بموضوعية ونركز حديثنا على قناة الشرقية مع احترامنا وتقديرنا لعدد قليل من الإعلاميين والفنانين الذين اضطروا للانضواء تحت هذه الخيمة الجرداء لأسباب تتعلق بكسب الرزق أو كونهم مازالوا مخدوعين بهذه القناة وصاحبها ذو التاريخ العريق في إبرام الصفقات السرية مع أجهزة المخابرات الصدامية وبعدها السعودية والبريطانية وحتى الأمريكية التي يتظاهر بمعاداتها .
فهم جميعا يقومون بتمويل مشاريعه وتحقيق أحلامه النرجسية والعيش في مدن الضباب والإدمان في صالات الروليت في فنادق الدرجة الأولى واقتناص الصبايا الباحثات عن المجد والمال والمتاجرة بكل شيء من اجل إن تبقى جيوبه ممتلئة وأرصدته عامرة بالدولارات والإسترليني والريال السعودي ، وهذه ليس اتهامات بل حقائق اعترف بها البزاز نفسه في إحدى المحاكم في لندن عندما خسر الدعوى التي إقامتها عليه الشيخة القطرية موزة وأجبرته المحكمة إن تنشر الفضيحة على شكل دعوى في جريدة الزمان .
ما إرادته المحكمة هي إشارة واضحة إن هذه الجريدة ليست مستقلة كما تقول العبارة الموضوعة قرب ( الترويسة ) وإنما هي تتلقى أموالا تتحكم سياستها وفي مقدمة ذلك ما تلقاه رئيس التحرير من أموال السعودية في شتم الشيخة موزة .
ولا نريد إن نشير إلى الزيارات المتكررة لسعد البزاز وهو ربيب المخابرات الصدامية إلى السعودية وبلدان خليجية أخرى والأردن وسوريا لغرض التباحث عن الكيفية التي يستطيع فيها التشويش على التجربة الديمقراطية العراقية بحجة الفساد ووجود الاحتلال ، لكن ما يجري داخل الغرف المغلقة هو حرب صدامية وخليجية ضد ما يسمونه الشيعة الروافض الذين استولوا على حكم صدام وابعدوا السنة عن كراسي الحكم .
من الطبيعي القول إن سعد البزاز يمتاز بالذكاء فهو لا تعنيه الشيعة ولا يكترث للسنة فهو يحبذ من يدفع له ولأسرته التي تعيش حياة مرفهة على حساب معاناة الشعب العراقي الذي يكتوي يوميا بنفاق الشرقية .
إن تحليل مضمون برامج الشرقية ومواضيع الزمان واستقطاب بعض العناصر المشبوهة كلها تؤشر بأنها تسير في ظل مخطط سعودي واضح المعالم ولكن وللأسف الشديد إن العناصر المنفذة يحملون الجنسية العراقية ويعملون في ارض العراق وخارجه مستثمرين الحرية المتاحة أو نقل حتى الفوضى من اجل بث السم السعودي والخليجي والسلفي المتطرف في الجسد العراقي تحت شعارات واهية وكاذبة هي فساد الحكومة ومظلومية المواطن الذي يرمي لهم سعد البزاز الفتات بعد إن يشهر بهم ويتاجر بفقرهم ومرضهم عبر شرقيته الصفراء وهو بعد ذلك يتاجر بهذه الماسي ويقبض من خلالها ملايين الدولارات يخسر اغلبها في لياليه الحمراء وصالات الروليت والإنفاق على ملذاته وبعض مرتزقته .
وهنا دعونا نسال كل الذين ستغيظهم هذه المقالة أيها الزملاء الذين تعرفون البزاز وماضيه الكحلي نحن لا نعترض على مهنيته الإعلامية وتوظيفها في إعلام صدام ومخابراته بل نقول ماهي الرسالة التي يحملها سعد البزاز وماذا يريد بالضبط ولماذا لا يأتي إلى البلاد ويناضل مع بقية الإعلاميين من اجل خلق عراق جديد ومحاربة الفساد ، وبعد ذلك أي مصداقية تبقى للإنسان وهو يريد إن يحارب الفساد الداخلي بفساد خارجي لان الأموال الأجنبية والعربية لا يمكن إن تدفع بالمجان ولا تصل إلى الشرفاء بل لأصحاب الأجندات الذين يتطوعون لوضع السم بالعسل للعراقيين وفي شهر رمضان بل وفي كل الشهور لكي يشعر إمبراطور السعودية بالسعادة وأسرة الصباح بالارتياح وباقي العربان وهم يشاهدون من على شاشة الشرقية كيف يتساقط الشهداء الأبرياء العراقيين بأموالهم الخسيسة وفعلهم الجبان .
أيها السادة الكرام من يمتلك الدليل على مصداقية مشروع البزاز فليقدمه لي وللقراء وسأكون أول الذين يقدمون له الاعتذار ونتوجه أميرا للإعلام الحر ولكني اعرف مسبقا ( إن فاقد الشيء لا يعطيه ) .
https://telegram.me/buratha