المقالات

يا وزراء ومسئولي حكوماتنا! - إنْ اسْتَطَعْتُم - !؟ أنقذوا كرامة المواطن العراقي

1187 21:23:00 2009-09-07

سالم كمال الطائي

المواطن العراقي البسيط قد ابتلى بالمشاكل ومنغصات العيش المتواضع منذ عقود ولا زال يعاني مرة ومرة أخرى ينزف دماً ويمزق أشلاء متناثرة! البلاء ينصب على رأس المواطن! و "راس الخلفوه" من كل حدب وصوب, ومن تحت ومن فوق!, آخر مصائبه وليس أخيرها هي مراجعته دوائر الدولة ومواجهته موظفيها ومستخدميها وعمالها!! الجدد من المنتسبين لغرض إنجاز معاملاته المختلفة, فيلاقي ما يلاقي من التعسف واللامبالاة وعدم الاهتمام في إنجاز معاملاته وما يعانيه في الذهاب والإياب خلال هذه الزحمة في كل مكان, وما يلاقيه من ردود وصدود وما يكابده في وقوفه وانتظاره في هذا الحر القاسي الذي يضيف إلى معاناته وآلامه ثقلا وحزنا إضافيا. وليكن في علمكم وربما أنتم تعلمون جيداً ولكنكم راضون!! أن موظفي الإدارات الجديدة هم من أكسل الموظفين وأبشع الموظفين وأفسد الموظفين وأكثرهم قبولا للرشوة وأسوأهم استعدادا للسرقة والنهب والتزوير إلا ما ندر منهم أو لديه بقية من ضمير فهو في طريقه إلى الإفساد في هذه البيئة النتنة من بعض الموظفين في دوائر دولتنا المسلمة الشيعية الديمقراطية!!؟ الحرامية الطائفية وموظفيها الذين يعمل كل منهم بما يمليه عليه انتماءه الطائفي والعشائري وليس ما يمليه عليه القانون والنظام والأخلاق الوظيفية.

المواطن في مراجعاته اليومية إلى أكثر الدوائر الحكومية مهان ومسحوق الكرامة وكأن الموظف الذي هو مكلف بخدمة المواطن لقاء أجر أو راتب.. كأنه مدير شرطة أو ضابط أمن (الأمن المعروف لدى أبناء الشعب العراقي والذي يعني الخوف والإرهاب والإهانة والموت) كما أن هناك ظاهرة غياب الموظف الذي تتطلب المعاملات توقيعه كثيرة كما أن الأسباب كثيرة.. وعادت حليمة إلى عادتها القديمة!! وعاد الفراش هو الذي يحكم وعاد الجايجي هو الذي يمشي المعاملات!! وعادت المنظفة هي الواسطة المرتشية كما كان في عهد النظام المقبور لكون هؤلاء هم مَنْ يعتمد الحزب والطائفة والعشيرة في التجسس و مراقبة أعداء "النظام"!!. وظاهرة التسكع واللامبالاة لتمشية أمور الناس قد أصبحت سمة أكثر الدوائر الحكومية عند الموظفين والموظفات "الأنيقات والمخططات والمحمرات" وأحاديث الطبخ واللبس والمودة والحمرة والكحلة في الدوائر هو المكان المفضل لتناولها!؟ وظاهرة الجدية المطلوبة في إنجاز معاملات الناس مفقودة وظاهرة التلكؤ والتأخير والتأجيل صارت مشهودة وضاربة أطنابها في ضمير هؤلاء أشباه البشر, فالمدير والمعاون والموظفين والموظفات في أكثر إدارات الدولة ذات المساس بالمواطنين يرون معاناة المراجعين ويسمعون صراخهم وتوسلهم!! بأحط الناس وأقذرهم و المكلفين بإنجاز المعاملات أو البعض منهم حتى لا نظلم الطيبين والمخلصين.. وكيف أن الناس يقفون طوابير أو مكدسين وراء بعضهم بعضا أو مجاميع حائرة تتدافع - من خلال فتحة صغيرة في شباك - للمس يد الموظف والمواطن يقف تحت أشعة الشمس في العراء والسادة الموظفين يتمتعون في أجواء "سياحية" من المناخ المعتدل!؟ والمعطر!! ولا تهز "شواربهم" -إن كانت لهم شوارب- تلك الصرخات ولا يوقظ ضمائرهم ذلك العويل والتوسل من النساء المراجعات بما يحملنَ من هموم ومآسي وأحياناً أطفال رضع وأخريات أخذ منهن الدهر القاسي مأخذه ويأتون متعكزين منهكين ومنهكات, ولا يكلف ذلك المدير وذاك الموظف نفسه في إبداء أي مساعدة أو حل لهذه المأساة في المراجعات وأساليبها ونظامها ثم إنجاز المعاملات, بل أن المدير من أجل التخلص من هذه الفوضى!! "ودوخة الراس" يعطي نفسه إجازة والأسباب حاضرة وكثيرة للتخلص من هذه الفوضى!؟ والإزعاج! ويوكل أمر قضاء حاجات المراجعين البؤساء إلى "معاونه"! وكثيراَ ما تجد التوقيع على المعاملات من قبل "معاون المدير" أو "وكيل المدير" أو وكيلته! ثم تستمر المأساة والمعاناة وتأجيل المعاملات وبكل بساطة إلى.. "تعال باجر", لأبسط الأسباب وأكثرها شيوعاً أن الموظف "ما عنده خلك" ومزاجه غير رائق اليوم أو راسه يوجعه أو ما بقى وقت الساعة تجاوزت الثانية عشر ظهراً!! وساعات الدوام تنتهي في الساعة الثانية أو الثالثة بعد الظهر!؟ أما ماذا يجري في تلك الساعات بعد الثانية عشر.. الله أعلم!؟

يا ترى يا مسئولين.. هل الذين يتصرفون هكذا تصرف مع المواطن "الغلبان" في دوائر الدولة هم من "البعثيين" أم من بقايا وحثالة الطوائف والعشائر والمحسوبية والمنسوبية؟؟ إن دوائر الدولة اليوم يطبق فيها نظام "تعيين العائلة" لأسباب أمنية!؟؟ والمحسوبة على هذه الطائفة أو تلك العشيرة أو ذلك الحزب أو أقارب الوزير فهي ذات سلطة وسلطان بحيث لا يستطيع محاسبتها أي إنسان!! وأليكم مثلا واقعيا من رحم التفجيرات الأخيرة, فقد ظهرت على شاشات التلفزة امرأة تشتغل موظفة في وزارة المالية أو الخارجية هدف التفجيرات الأخيرة وقالت تصف الواقعة وهي على سرير المستشفى تقول:"كنتُ أنا وزوجي وأخي في الشعبة الفلانية نعمل سوية وإذا بالزجاج يضربنا من شدة الانفجار" وهكذا فإن، أكثر دوائر الدولة اليوم تتشكل على هذا النمط "في اللهف والخمط"!! الذي يتبع الأسس اللاشرعية في التعيين كالواسطة والرشوة والمحسوبية..لا على أساس الكفاءة والاختصاص والنزاهة والإخلاص. و الله يكون في عون المواطن المغلوب على أمره فإن معانات مراجعات الدوائر أضافت إلى معاناته الكثيرة مثل انقطاع الكهرباء وشحة المياه وسوء خدمات أمانة العاصمة والحر الشديد والعواصف الترابية القاتلة وغلاء الأسعار وقلة الأمن ثم معانات مراجعة الدوائر؛ هذه الظاهرة الخطيرة المريرة التي لا علاقة لها بالإرهاب ولا القاعدة ولا البعثيين!! بل من قبل أخواننا الموظفين المتسيبين بلا حسيب ولا رقيب والمواطن يصرخ ولا من سميع ولا مجيب.. حذاري! من انفجار الناس المظلومين المضغوطين فإن، انفجارهم سوف يفوق انفجار وزارتي المالية والخارجية, فلقد بلغ السيل الزبى؛ و وطفح الكيل ولم يبق في القوس منزع.. كما يقولون!!

وقد أصبح من أهم انجازات المسئولين هي التصريحات والوعود فقط وأصبح الكذب لديهم عادة مستديمة بلا حياء ولا خجل والأعذار جاهزة وكثيرة, فوزير الكهرباء يكذب و يبرر كذبه بالأعذار الواهية.. ووزير التجارة كذاب وحرامي, أما أمين العاصمة (حفظه الله) فقد فاق الكل.. في الكذب والمماطلة وآخر دليل على ذلك هو العاصمة بغداد أصبحت أوسخ عاصمة في الشرق الأوسط!!؟ واللي ما يصدق فليذهب إلى قلب العاصمة بغداد في الباب الشرقي وساحة التحرير وساحة الطيران والأزقة والشوارع المحيطة بهذا المركز المهم وليرى أكوام الزبالة والفوضى على الأرصفة ونحن في السنة السابعة لعملية التغيير التي لم تغير غير مناطق سكن المسئولين الكبار!!؟ أرحموا الناس .. يا ناس واتقوا شرهم يوم الحساب!!

نود أن نذكر السادة المسئولين أن هناك خمسة عائلات كانت تعيش في الخارج وتحديدا في أوروبا عادت إلى أرض الوطن!! ومعها أطفالها وأولادها وأموالها!! وكانت تراجع دوائر التربية في سبيل إدخال أولادها إلى المدارس وفي خضم هذه الفوضى واللامبالاة وعدم مساعدتهم في إنجاز معاملات أولادهم عاد البعض منهم من حيث أتى معززٌ مُكرّم؛ والباقون يحزمون حقائبهم للعودة من حيث أتوا قبل فوات الأوان!! لما لاقوه من سوء المعاملة والمماطلة في إنجاز معاملاتهم في إدارات المراجعة في التربية.. وكانوا قد انخدعوا بوعود المسئولين بأنهم سوف يلقون الترحيب والتسهيل عند عودتهم .. فهل هذا يرضيكم يا مسئولين؟؟ وحدث بلا حرج عن المواطنين الآخرين "المقيمين العاديين"!! المراجعين في دوائر الدولة .. فهم أتعس حالا وليس لديهم الفرصة مثل أولئك "العائدون" فأين يذهبون!!

سالم كمال الطائي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
Army
2009-09-08
الحل الامثل هو حل مؤسسات الدولة . مع صرف رواتب عاطلين عن العمل
صبا
2009-09-08
والله لقد شفيت غليلنا ولكم عيب عيب يامسؤلين اتسمون انفسكم مسؤلين كل هذه الأمور التي تحدث بها الأخ صحيحية ومليون صحيحةابتدأ من وزارة الهجرة ودوائرها ودوائر النقل وأخواتها وباقي الدوائر الله يكون بعون العراقيين وين ما كانو بالعراق وخارج العراق اما وزارة الخارجية فهذه حدث ولا حرج فهي مقفولة للأكراد هي وسفاراتهه ودورهه دور ما بي كل معنى والله يستر من تاليهه. صبا العمر العراق
زيــــد مغير
2009-09-08
لا أعرف لماذا لا تزال دوائر الدولة تعمل بنفس الاسلوب الذي كان في أيام النظام العفلقي الأسود, ما تزال الأمور بيد كتاب العرائض المسنودين من قبل مدراء الدوائر ..أما آن الأوان ليبدع المدير ويسيطر على دائرته ألا يوجد اسلوب مشابه للدول المتقدمة ..في آخر زيارة للعراق شاهدت أكثر من دائرة يملؤها الهرج والمرج والأوساخ وعدم الألتزام والخربطة ..والعيب بالمدراء ..أين قول النبي الأكرم (كلكم راع وكلكم مسؤول عن رعيته) ومن المؤكد أن أي دائرة مخربطة يعني مديرها مخربط يعني بيته مخربط يعني تربيته مخربطة
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك