المقالات

فضحية هانيبال في سويسرا، تتخذ آبعادا إنسانيًة مهولة، تفضي الى مستوى بدائيًة رموز الحكم في ليبيا..؟

1445 19:29:00 2009-09-08

حسن الطائي

في 15 يوليو 2008، اندلعت آزمة مفاجئة في سماء العلاقات بين سويسرا وليبيا، إثر إقدام السلطات القضائية في كانتون جنيف على اعتقال هانيبال القذافي، نجل الزعيم الليبي معمر القذافي وزوجته ألين، في أعقاب شكوى تقدّم بها ضدّهما خادمان يعملان لديهما. وعلى الرغم من سحب الشكوى وحفظ القضية في الأسابيع التاليًة، استمرت الأزمة قائمة. ورغم زيارة الرئيس السويسري شخصيا إلى طرابلس يوم 20 أغسطس 2009 وتقديمه اعتذارا علنيا عما حدث، إلا أن مواطنين سويسريين لا زالا ممنوعين من مغادرة التراب الليبي. بحجة تجاوزهم قوانين الاقامة في ليبيا؟

والقضيًة كانت واضحة فقد آقدم النظام الليبي علي إتخاذ سلسلة إجراآت عقابية ضد سويسرا تزامنا مع عمليًة آعتقال نجل القذافي هانيبال،حيث إنخفظ مستوي التعامل التجاري بين البلدين الي آدني مستوى، وتم سحب آكثر من سبعة مليار فرنك سويسري هي عبارة عن مجموعة إيداعات مصرفيًة في البنوك السويسرية، وتم إيقاف تصدير النفط الليبي الي سويسرا، وتوقيف تبادل الرحلات الجويًة بين البلديين الي اجلٍ غير مُسَمى، وتلبدت العلاقات بغيوم رماديًة سببها آعتقال نجل الزعيم الاوحد في الشمال الافريقي الذي إشتشهر بتهورهُ ونزقهُ المبالغ فيه، وسوابقهُ معروفة في باريس وفي آكثر من عاصمة آوربيًًة وعليًة آكثر من قضيًة في باريس .كما هو معروف عن انجال القذافي الذين يتماثلون من حيث الاسلوب والممارسة، بانجال المقبور صادم حسين، الذي ينعتهُ القذافي بالقديس،

 وقد آقام لهُ نصبا تذكاريا في طرابلس، تخليدا رمزيا يُعبر عن مدى تخلف ذهنيًة قائد الفاتح من سبتمر العقيد القذافي، الذي اوصلهُ نبوغة الذهني الاعجاب بصدام حد الانصهار، ولم يترك مناسبة إلا وعبر عن سخطة وتبرمهُ من إعدام جرذ العروبة الصنديد، ومشهور عن السيد القذافي بسلوكيات متبدلة وغريبة حتي تتجاوز العرف البداهي، كما آنهُ ناكر للجميل وصلف الي مستوي عصيُ علي الفهم، ويستطيع إستخدام الثروات الماليًة التي تنعم بها ليبا في اهداف خاصة بعيدة عن مصلحة الشعب الليبي، إنما في معالجة التهورات السياسية التي كان يُنفذها بآسم افكار فنطازيًة لاتتقاطع وواقع العالم المعاصر، إنما تخرصات من وحي مخيَلتهُ الخاوية ،

ومازالت ملفات التعويضات الناتجة عن السياسيات الخاطئة التي إلتزم بها العقيد القذافي في مختلف يقاع العالم مفتوحة ، إبتداً من إختطاف السيد موسى الصدر وليس إنتهاءً بدعم الجيش الحمهوري الايرلندي ،وآخيرا دعوتهُ لآنفصال حنوب السودان ،ومساندة جبهه البوليساريو لغرض مس وحدة التراب المغربي وإثارة الفتن بين آبناء الشعب المغربي الواحد، ولسنا بحاجة الي تثبيت التهور السياسي الليبي، فهوا معروف ولايحتاج الي تعريف، لكن المثير للسخريًة والقرف هو دعوة العقيد الليبي معمر القذافي الى إلغاء سويسرا من الخارطة الجغرافية وتوزيعها علي دول الجوار، متناسيا آن سويسرا بلدا محايدا يقوم علي ركائز دستوريًة دوليًة،

ويُعتبر من البلدان المتقدمة في معظم الصعد، وتعتبر نموذجا مثاليًا في الانسجام والتعايش بين مختلف الاعراق، كما آنها كانت النموذج الامثل دستوريآ في قيام الولايات المتحدة الامريكيًة بعدما قام آول وزير خارجيًة امريكي توماس جفرسن بدعوة نمذجة النظام السويسري في آمريكا، فسويرا تمتلك عراقة علي الصيد الدولي تجعل دعوة القذافي الي تقسيمها الي تحويلهُ مثار للسخيريًة، كما آن سويسرا وقفت مع القذافي في فترةالحصار التي استمرت إثناعشرعاما، في وقت لم يقف معهُ آي نظام عربي، وكانت المنفذ الوحيد لهُ في تلك الازمة الحالكة التي مر بها الشعب الليبي، فهل جزاء الاحسان إحسانا؟ ياسعادة مللك ملوك آفريقيا... ام آن إ بنك هانيبعل فوق كل القيم والاخلاق ؟ .كما يقول الشاعر العربي : إذا آنتَ آكرمتَ الكريم ملكتَهُ وإن آنتَ اكرمتَ اللئيم تمردا . هذا ولم يَزل المحتجزين السويسريين رهن الحجز التعسفي الليبي دون آي وازع آخلاقي؟ آلم يكفي الزعيم ظلم الشعب الليبي حتي يصل ظلمهُ العابر للحدود الي الشعب السويسري

حسن الطائيصحافي عراقي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
حسين السلامي
2009-09-09
الاستاذ الطائي المحترم تركيزك على نفسية القذافي وجنونه وتناقضاته يفرض عليك ان تأخذ الحذر من هذا المجنون اتمنى لك الصحة والسلامة
زيــــد مغير
2009-09-08
كنا نتعاطف مع القذافي أيام حكم بطل الجحور القائد المغرور صديم حيث كان صديم ينعت الرئيس الليبي بالألقاب (الغبي , الأرعن , التافه , الخبل ,معمر الكذابي و أبن اليهودية ) ولكن عجبا ً بعد أن نال صديم القصاص العادل فاجئنا الكذابي بموقفه المخزي تجاه من كان يهينه دائما ً ...صدق المثل الشعبي حينما قال( الطول طول النخلة والعقل عقل الصخلة)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك