حسن الطائي
في 15 يوليو 2008، اندلعت آزمة مفاجئة في سماء العلاقات بين سويسرا وليبيا، إثر إقدام السلطات القضائية في كانتون جنيف على اعتقال هانيبال القذافي، نجل الزعيم الليبي معمر القذافي وزوجته ألين، في أعقاب شكوى تقدّم بها ضدّهما خادمان يعملان لديهما. وعلى الرغم من سحب الشكوى وحفظ القضية في الأسابيع التاليًة، استمرت الأزمة قائمة. ورغم زيارة الرئيس السويسري شخصيا إلى طرابلس يوم 20 أغسطس 2009 وتقديمه اعتذارا علنيا عما حدث، إلا أن مواطنين سويسريين لا زالا ممنوعين من مغادرة التراب الليبي. بحجة تجاوزهم قوانين الاقامة في ليبيا؟
والقضيًة كانت واضحة فقد آقدم النظام الليبي علي إتخاذ سلسلة إجراآت عقابية ضد سويسرا تزامنا مع عمليًة آعتقال نجل القذافي هانيبال،حيث إنخفظ مستوي التعامل التجاري بين البلدين الي آدني مستوى، وتم سحب آكثر من سبعة مليار فرنك سويسري هي عبارة عن مجموعة إيداعات مصرفيًة في البنوك السويسرية، وتم إيقاف تصدير النفط الليبي الي سويسرا، وتوقيف تبادل الرحلات الجويًة بين البلديين الي اجلٍ غير مُسَمى، وتلبدت العلاقات بغيوم رماديًة سببها آعتقال نجل الزعيم الاوحد في الشمال الافريقي الذي إشتشهر بتهورهُ ونزقهُ المبالغ فيه، وسوابقهُ معروفة في باريس وفي آكثر من عاصمة آوربيًًة وعليًة آكثر من قضيًة في باريس .كما هو معروف عن انجال القذافي الذين يتماثلون من حيث الاسلوب والممارسة، بانجال المقبور صادم حسين، الذي ينعتهُ القذافي بالقديس،
وقد آقام لهُ نصبا تذكاريا في طرابلس، تخليدا رمزيا يُعبر عن مدى تخلف ذهنيًة قائد الفاتح من سبتمر العقيد القذافي، الذي اوصلهُ نبوغة الذهني الاعجاب بصدام حد الانصهار، ولم يترك مناسبة إلا وعبر عن سخطة وتبرمهُ من إعدام جرذ العروبة الصنديد، ومشهور عن السيد القذافي بسلوكيات متبدلة وغريبة حتي تتجاوز العرف البداهي، كما آنهُ ناكر للجميل وصلف الي مستوي عصيُ علي الفهم، ويستطيع إستخدام الثروات الماليًة التي تنعم بها ليبا في اهداف خاصة بعيدة عن مصلحة الشعب الليبي، إنما في معالجة التهورات السياسية التي كان يُنفذها بآسم افكار فنطازيًة لاتتقاطع وواقع العالم المعاصر، إنما تخرصات من وحي مخيَلتهُ الخاوية ،
ومازالت ملفات التعويضات الناتجة عن السياسيات الخاطئة التي إلتزم بها العقيد القذافي في مختلف يقاع العالم مفتوحة ، إبتداً من إختطاف السيد موسى الصدر وليس إنتهاءً بدعم الجيش الحمهوري الايرلندي ،وآخيرا دعوتهُ لآنفصال حنوب السودان ،ومساندة جبهه البوليساريو لغرض مس وحدة التراب المغربي وإثارة الفتن بين آبناء الشعب المغربي الواحد، ولسنا بحاجة الي تثبيت التهور السياسي الليبي، فهوا معروف ولايحتاج الي تعريف، لكن المثير للسخريًة والقرف هو دعوة العقيد الليبي معمر القذافي الى إلغاء سويسرا من الخارطة الجغرافية وتوزيعها علي دول الجوار، متناسيا آن سويسرا بلدا محايدا يقوم علي ركائز دستوريًة دوليًة،
ويُعتبر من البلدان المتقدمة في معظم الصعد، وتعتبر نموذجا مثاليًا في الانسجام والتعايش بين مختلف الاعراق، كما آنها كانت النموذج الامثل دستوريآ في قيام الولايات المتحدة الامريكيًة بعدما قام آول وزير خارجيًة امريكي توماس جفرسن بدعوة نمذجة النظام السويسري في آمريكا، فسويرا تمتلك عراقة علي الصيد الدولي تجعل دعوة القذافي الي تقسيمها الي تحويلهُ مثار للسخيريًة، كما آن سويسرا وقفت مع القذافي في فترةالحصار التي استمرت إثناعشرعاما، في وقت لم يقف معهُ آي نظام عربي، وكانت المنفذ الوحيد لهُ في تلك الازمة الحالكة التي مر بها الشعب الليبي، فهل جزاء الاحسان إحسانا؟ ياسعادة مللك ملوك آفريقيا... ام آن إ بنك هانيبعل فوق كل القيم والاخلاق ؟ .كما يقول الشاعر العربي : إذا آنتَ آكرمتَ الكريم ملكتَهُ وإن آنتَ اكرمتَ اللئيم تمردا . هذا ولم يَزل المحتجزين السويسريين رهن الحجز التعسفي الليبي دون آي وازع آخلاقي؟ آلم يكفي الزعيم ظلم الشعب الليبي حتي يصل ظلمهُ العابر للحدود الي الشعب السويسري
حسن الطائيصحافي عراقي
https://telegram.me/buratha