المقالات

ابواب الائتلاف الوطني العراقي

737 17:38:00 2009-09-09

احمد عبد الرحمن

يعكس العدد الكبير للقوى والتيارات والشخصيات المنضوية تحت مظلة الائتلاف الوطني العراقي، وتنوع اتجاهاتها ومتبنياتها الفكرية والسياسية،وانتماءاتها القومية والمذهبية والدينية، شمولية الائتلاف وسعته وانفتاحه ليعبر عن النسيج الاجتماعي والسياسي العراقي. فالائتلاف الوطني العراقي، لايمثل عنوانا جديدا، بل هو استمرار للائتلاف العراقي الموحد، مع دخول قوى وشخصيات سياسية جديدة اليها، وعودة الكتل المنسحبة، وكذلك مراجعة وتعديل نظام الداخلي وهيكلياته وسياقات عمله، ارتباطا بطبيعة المتغيرات والتحولات الحاصلة، وكذلك تعبيرا عن الاستفادة من تجربة المرحلة السابقة، التي اتاحت الوقوف على نقاط القوة من اجل تعزيزها وترسيخها والمحافظة عليها، والوقوف كذلك على نقاط الضعف من اجل معالجتها وتلافيها وتجنبها في المراحل اللاحقة.ولعله امر مهم وينطوي على دلالات ومعان كبيرة ان يثمر الحراك السياسي الذي انطلق بمحورية المجلس الاعلى الاسلامي العراقي-وبفضل جهود ومبادرات زعيمه الراحل عزيز العراق السيد عبد العزيز الحكيم (قدس سره الشريف)-قبل عدة شهور عن توافقات بين مجموعة من القوى والتيارات والشخصيات السياسية الوطنية، افضت الى المحافظة على الائتلاف العراقي القائم حاليا كخطوة اولى، وتقويته وتعزيز صفوفه كخطوة ثانية، وخوض الاستحقاق الانتخابي المقبل من خلاله كخطوة ثالثة، لضمان استمرارية المشروع الوطني العراقي بزخم ودفع اكبر، وبالتالي تحقيق المزيد من النجاحات للعملية السياسية، التي اجتازت خلال الاعوام الماضية عقبات كبيرة، وتغلبت على تحديات خطيرة، كان من الممكن ان تعيد الامور الى الوراء كثيرا لو لم يتم التعامل معها بحنكة وحكمة ورجاحة عقل.ان التوافق والاتفاق على استمرار الائتلاف وتعزيزه وتقويته انما يعكس شعورا كبيرا بالمسؤولية الوطنية لدى مختلف الاطراف المعنية، ويعبر عن حرص كبير هو الاخر على المصالح الوطنية العامة، وتقدير وادراك مسؤول لطبيعة الاجندات والمخططات الساعية الى تفتيت وتفكيك المشاريع الوطنية، واحداث اكبر قدر من التشضي والتشرذم في الوضع العراقي، حتى يصبح من اليسير تمرير المشاريع الخارجية التي تتقاطع مع المشروع الوطني، وتصطدم بمصالح البلد وثوابته ومقدراته.

والحملات الاعلامية والسياسية التي انطلقت منذ وقت مبكر من منابر مختلفة في الداخل والخارج لافشال الجهود الوطنية لاعادة تشكيل الائتلاف الوطني العراقي، تعد دليلا واضحا لايحتمل البحث والنقاش على ان اعداء هذا البلد بصرف النظر عن عناوينهم ومسمياتهم مازالوا يعلمون جاهدين لوضع العصي في دواليب مسيرة البناء الحقيقي للعراق، ولاعادة عجلة التأريخ الى الخلف. وبقدر ما يتوحد اصحاب التأريخ النضالي المشرف واصحاب المواقف الوطنية، بقدر يكون مصير مشاريع الاعداء هو الفشل.

ان ابقاء ابواب الائتلاف الوطني العراقي مشرعة لمن يرغب بالانضمام اليه، خطوة مهمة للغاية، واستمرار الحوارات والنقاشات مع مختلف الاطراف لتوسيع اطاره ومساحة تمثيله، يعد خطوة اخرى مهمة للغاية ايضا، وعدم التسرع بالاعلان النهائي له ينطوي على تقدير سياسي صائب وسليم لابد ان تكون له انعكاسات ومعطيات ايجابية كبيرة وكثيرة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك