المهندس بهاء صبيح الفيلي
كل العراقيين ابدوا بآرائهم أو لنقل تشكلت عندهم آراء واستنتاجات معينة حول الأربعاء الدامي كل حسب قناعاته الشخصية أو حسب ميوله السياسية أو الدينية أو نتيجة تأثير الإعلام, واليوم أود أن القي الضوء على دور سوريا في العمليات الإرهابية التي تجري في العراق ودور حكومة مالكي. إن الجارة سوريا أحست بالخطر الأمريكي, وهو يدق أبوابها, أصبحت أمريكا في شرقها وإسرائيل في غربها, الشيء الأكيد هو لجوء سوريا للدفاع عن نفسها وخصوصاً إن أمريكا كانت تتوعد جهاراً نهاراً بأنها تستهدف الإطاحة بالنظام السوري والإيراني, ولكن هل سوريا متورطة فعلاً في قتل العراقيين؟
بالطبع سوريا لم تقم وحتى لم تحرض على قتل العراقيين, ولكنها قامت بغض النظر عن الإرهابيين الذين بدئوا بزعزعة استقرار العراق أو بكلام آخر إنها لم تدقق بهوياتهم ( هويات الإرهابيين ) الذين زرعوا الرعب في قلوب البسطاء والأبرياء وسفكوا ما سفكوا وخربوا ما خربوا, وهذا الشيء كان معلوماً للكل, أمريكا والحكومة العراقية والأحزاب السياسية وكل المتتبعين للأحداث في العراق, ونحن لا نعلم علم اليقين إن سوريا كانت تقوم بذلك عن عمد, وبالرغم من ادعاء سورية إنها كانت لا تتعمد ذلك ولكنني أرجح إنها كانت تقوم بذلك عن عمد, واعتقد إن الحكومة السورية وفي الفترة الأخيرة قامت بضبط حدودها بصورة ما, وكانت عملية ضبط الحدود تتلاءم مع ما كان يستجد على الساحة, ولكن كل ذلك لم يكن دليل إدانة ضد الحكومة السورية, ولم تتوفر لحد ألان أي دليل مادي ملموس يدين الحكومة السورية لا عند الأمريكان ولا عند العراقيين, فأمريكا تكن العداء السافر للنظام السوري وان امتلكت دليلاً واحداً لكانت اتخذتها مبرراً لشن هجوم على سوريا وإسقاط نظامها, ولذلك الحديث غير ذلك لا يعتبر إلا لغواً ولا قيمة له.لقد سمعت من احد المسئولين في الحكومة العراقية ومن على شاشات التلفزيون إن هناك أدلة وصور تثبت وجود معسكرات للإرهابيين داخل سوريا ولكن لم يقل المسئول كيف وصلت هذه الصور إليه, لابد إن الأمريكان هم الذين وفروا هذه الصور.
إن العراق موقعة اتفاقية أمنية مع الاحتلال الأمريكي وبموجب هذه الاتفاقية ( المادة الثامنة والعشرون ) تحمي أمريكا العراق بصورة ما, إذا كانت هناك أدلة مادية تدين سوريا فان أمريكا تقيم الدنيا ولا تقعدها إلا بإسقاط النظام في سوريا, ولكن أين هذه الأدلة؟ حكومتنا الموقرة إلى ألان لم تتجرأ وتقدم دليلاً مادياً تثبت تورط النظام السوري, في رأي الخاص إن الحكومة العراقية لا تمتلك أي دليل, ويوما بعد آخر اشك أكثر بالاعترافات التي أدلى به المتهم الذي عرضته الحكومة العراقية!! وأتمنى أن أكون على خطأ وتعرض الحكومة العراقية الأدلة المادية على الملأ لكي نجدد الثقة بها.
أنا لا ابري سوريا والبعثيين من الجرائم التي ترتكب بحق العراقيين, ولكن الحكومة العراقية وبعد الانهيار الأمني وسقوط ما سمي دولة القانون بدأت بالتخبط, وبدل أن تقيم مؤتمراً صحفياً توضح وجود خلل في الجهاز الأمني, والأسباب الحقيقية التي أدت إلى هذا الخلل اظهروا إنهم ( القوات الأمنية ) القوا القبض على المتهم الرئيسي الذي اعترف عن طيب خاطر بما قام به من جريمة بشعة تقشعر له الأبدان, وطبعاً هناك جوقة من الإعلاميين يساعدون على طمس الحقيقة ويشاركون في تظليل الشعب العراقي, المالكي لا يريد أن يعترف بوجود مشاكل في الجهاز الأمني, لأن وجود أية مشاكل تعني انهيار ما كان يدعي به, وقام بالحل الأسهل رمي المشكلة خارج الحدود,
والحقيقة المشكلة خارج الحدود وداخل الحدود أيضا, ولكن هل وجهت الحكومة أصابع الاتهام نحو الأردن والسعودية, ولماذا لا نوجه الاتهام نحو أمريكا قد تكون متورطة هي وما تسمى منظمة مجاهدي خلق مع فلول البعثيين والتكفيريين وخصوصاً إن الأمريكان التقوا البعثيين في تركيا في الفترة الأخيرة, إن الحكومة العراقية استغلت الحادث استغلالاً إعلامياً لمصلحة دعائية بحتة دون أن تقدم دليلاً مقنعاً, ولكي تتجنب السخط الجماهيري عمدت لهذه التمثيلية, وحال انتهاء الفترة الانتخابية تعود عن رأيها أو تغيرها 180 درجة, فالحكومة التي لا تعترف بأخطائها, ستستمر في تكرار الأخطاء, وقد توصل بالبلد إلى حافة الانهيار, فهذه الحكومة تتصرف كطفل صغير حينما نوجه سؤال له لما قمت بالخطأ يقول أنا لم أقم بذلك وإنما أخي هو الذي قام بذلك, فالطفل يخاف من العقاب والحكومة تخاف الانهيار الشعبي, ولكن كل ذلك يتم على حساب هذا العراقي البريء الذي يقتل كل يوم.
المهندس بهاء صبيح الفيلي
https://telegram.me/buratha