المقالات

نموذج الانسانية

946 18:27:00 2009-09-12

احمد عبد الرحمن

مثلما كانت لحظة ولادته نقطة تحول مهمة وحاسمة في مسيرة البشرية، وليس بمسيرة الاسلام فحسب، فأن لحظة استشهاد امام المتقين وسيد الوصيين علي ابن ابي طالب عليه السلام،كانت هي الاخرى نقطة تحول وانعطافة في مسيرة البشرية لاتقل اهمية من حيث دلالتها ومعانيها الظاهرة والباطنة عن لحظة الولادة.وبين لحظة الولاة ولحظة الشهادة.. مسيرة تمتد بالحسابات المادية لخمسة عقود من الزمن، لكن بالحسابات فوق المادية لايبدو ان لها نقطة نهاية، ولا فيها توقف عند منعطف معين، لانها تجاوزت حدود الزمان والمكان، وتعدت ما هو منظور بالعين وملموس بالحس، ومدرك بالذهن.لايمكن ان نجادل في تلك الحقيقة وامام المتقين وسيد الوصيين حاضر بيننا في كل عهد، وفي كل مكان، وفي كل زمان.. حاضر معنا في منهجه، وفي سلوكه، وفي عظمته، وفي شجاعته، وفي زهده ، وفي تقواه.عظمته في بساطته، وغناه في زهده، وقوته في تقواه، وشجاعته في تمسكه بالحق.من مثل الامام علي علي السلام، خاض غمار الحروب من اجل اعلام كلمة الاسلام المحمدي الاصيل؟.من مثل الامام علي علي السلام، ترك ارثا وتراثا انسانيا عظيما لكل الاجيال، ولكل الامم والشعوب، ولكل الازمان؟.من مثل الامام علي عليه السلام، صاغ منظومة متكاملة للسلوك الانساني السليم والصحيح؟.من مثل الامام علي عليه السلام، ترك للبشرية اسفارا عظيمة كنهج البلاغة ومكارم الاخلاق؟.من مثل الامام علي عليه السلام لم يسجد لصنم، بل سجد لله عز وجل فقط لاغير؟. ومن مثل الامام علي عليه السلام، التقى عنده المسلمون والنصارى، وكل دعاة وانصار الحق والعدل واصحاب المباديء والقيم الانسانية النبيلة؟.لم تنته حياة امير المؤمنين وسيد الوصيين وامام المتقين في الحادي والعشرين من شهر رمضان المبارك من عام 40 للهجرة، وانما كان استشهاده بمثابة انعطافة في مسيرة البشرية، ونقطة تحول، وترجمة عطاء خمسة عقود من الزمن..ترجمة لم تغب-ولن تغيب-مصاديقها مادام نبض الحياة متواصلا ومستمرا ولم يتوقف، ومادام الصراع بين الخير والشر، وبين الظلم والعدل، قائما... كيف لا وقد مثل الامام علي عليه السلام الانموذج الانساني العظيم بعد خاتم الانبياء والمرسلين محمد صلى الله عليه واله وسلم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك