سليم الرميثي
ست سنوات مرت على حكومتنا الرشيدة وهناك الكثير من الامور بقيت تتراوح مكانها رغم انها بسيطة لو توافرت الجهود المخلصة والنية الحسنة لدى المسؤولين العراقيين في الدولة العراقية الحديثة.لكن سوء الخدمات بصورة عامة ومعاناة المواطن المستمرة جعلت الكثير من ابناء وطننا في حيرة من امرهم ولايدرون ماذا يفعلون امام هذا الاهمال المتعمد من قبل بعض المسؤولين في الدوائر الرسمية. لو اخذنا مثلا مجال التعليم لوجدناه من سيء الى اسوا لان المناهج التعليمية رغم تغيير البعض منها الا انها بقيت دون المستوى الذي من خلاله يستطيع الطالب مواكبة التطور العلمي في العالم.كذلك الدوائر الرسمية وكوادرها ايضا بقيت على حالها وربما اسوا بسبب الفساد وروتين القوانين البالية والقديمة بحيث لو اردنا عمل معاملة ما في اي دائرة حكومية فنحن بحاجة الى توقيع الفراش والفراشة والجايجي لازم يتدخل مع كم ورقة امريكية لتسهيل المعاملة(مع احترامنا الشديد لكل الكسبة ومهنهم). وهناك معاملات يتطلب من اصحابها امور تعجيزية لايستطيعون توفيرها في ايام وهكذا يستمر انجاز بعض المعاملات سنة او اكثر.
احد الاخوان بعد ان ملّ من انجاز معاملته نصحه احد اصدقائه وقال له بالحرف الواحد(روح للجايجي يخلص معاملتك)وهذا ماحصل بعد معانات طويلة... انتهت بواسطة الجايجي خلال نصف ساعة. اما عمل البلديات في المدن يكاد يكون معدوم وان وجد فهو بطيء جدا لايتناسب مع الوضع المزري لوضع كل مدينة وهذا يشمل طبعا تنظيف الشوارع والمجاري وتعبيد الطرق وفي هذه المسالة هناك تقصير واضح من قبل العمال والموظفين الذين لاهم لهم سوى انتظار نهاية الدوام وهم يتثائبون على كراسيهم. اما خدمات الكهرباء والماء وهي الاهم فلا نتحدث عنها لانها اصبحت الوجبة الرئيسية لحديث الشارع العراقي ولا من مجيب.
نحن نعلم ان هناك حرب بين شعب العراق وقوى الارهاب العالمي وهذا ليس بالشيء الهين ولكن لو بقينا نتحجج بهذا السبب عندها نحقق غاية الارهابيين ومن ورائهم غاية اسيادهم. عليه يجب ان يكون هناك وعي شامل وعام للمواطن البسيط والعامل والموظف والمسؤول اينما كان والا فان هذه المعاناة ستستمر الى الاجيال القادمة وهذا الذي لانتمناه لمستقبل ابنائنا. هذا لايعني ان مسؤولية مايحدث يقع على عاتق الدولة فقط وانما هناك جزء كبير يقع على عاتق المواطن نفسه بل وفي اكثر الاحيان الشعوب هي التي تصنع حياتها .
هناك جزء كبير من المسؤولية يتحقق في اختيارنا نحن كشعب لممثلينا في البرلمان او المجالس البلدية بحيث نكون دقيقين في اختيارنا للاشخاص الذين سيقودون البلد الى الامام وليس للخلف. ويجب الدقة والتأني في الاختيار لان من تنتخبه ايها المواطن انما يمثلك انت فان كان جيدا ومخلصا فمعنى ذلك انك وابنائك ستحصلون على مستقبل افضل وان كان العكس معناه العودة الى الخلف ولاتقدم. فلا نجعل افة الحزبية والعشائرية وكل انواع العصبية تاكل مستقبلنا ومستقبل اجيالنا. مع احترامنا وتقديرنا لكل الغيورين والمخلصين على شعبهم ووطنهم.
https://telegram.me/buratha
