عبد الحمزة الخزاعي
كنت في صيف عام 1989 اقبع في احد الزنازين المظلمة لنظام البعث الكافر المجرم ، بتهمة الانتماء لحزب الدعوة الاسلامية، وكنت قد تعرضت طيلة عامين ونصف العام لشتى صنوف التعذيب والاذلال والامتهان، بسبب عدم اعترافي عن التنظيم الذي انتمي اليه والاشخاص الذين كنت اعمل معهم.
وقبل ايام قلائل، وانا اطالع اخبار وتقارير مفادها ان حزب الدعوة الاسلامية الذي اتشرف للانتماء اليه والذي يترأسه حاليا السيد رئيس الوزراء نوري المالكي، يبحث تشكيل ائتلاف مع شخصيات وقوى سياسية مختلفة من بينها جبهة الحوار الوطني برئاسة صالح المطلك، والتيار الوطني المستقل برئاسة محمود المشهداني، واخرين ممن هم على شاكلتهم. وانا اطالع تلك الاخبار والتقارير، تساءلت في سري اين كان المطلك والمشهداني حينما كنت اتعرض لمعاناة انسانية رهيبة في زنازين البعث المجرم؟.
حقيقة لااعرف جوابا محددا وواضحا لهذا التساؤل، لكن ما متأكد منه ومتيقن ان المطلك والمشهداني والعليان ووووو... اذا لم يكن جزءا من منظومة القمع والاستبداد البعثي الصدامي، فأنهم كانوا بمأمن منها وبعيدين بعد السماء عن الارض عما عشته من ظروف قاسية خلال عامين ونصف، ومثلي الاف او ملايين الشرفاء والمخلصين من اتباع حزب الدعوة الاسلامية وغير حزب الدعوة. لااعرف هل يريديني قائدي السيد نوري المالكي حفظه الله ورعاه ان اصوت للمطلك والمشهداني والعليان بعد ان يتحالف معهم؟.. مهما حاولت لن استطيع مخالفة ضميري، ولست على استعداد للشطب على تأريخي، ولست على استعداد لاعطاء صوتي لمن كانوا سببا بقتل وترويع ملايين الابرياء والشرفاء.
لن اتخلى عن مبادئي وقيمي، ولن اتخلى عن تأريخي، ولن اتخلى عن انتمائي الى حزب الدعوة الاسلامية، ذلك الانتماء الذي اعتبره وسام شرف لي، لكنني اقول للسيد المالكي اعتذر جدا لانني لن اصوت لقائمة فيها كل من هب ودب.. قائمة فيها من سقط المتاع، اكثر مما هو فيها من الاسماء والعناوين الثمينة في جوهرها وتأريخها وتضحياتها.
https://telegram.me/buratha