احمد عبد الرحمن
تترقب اوساط جماهيرية واسعة، وقوى وتيارات سياسية عديدة الاعلان النهائي عن الائتلاف الوطني العراقي خلال الفترة القليلة القادمة، وفق ما اعلن قياديون في الائتلاف نفسه في تصريحات لبعض وسائل الاعلام. ومثلما كان الاعلان الاولي له قبل اربعة اسابيع حدثا سياسيا مهما للغاية، فأن الاعلان النهائي سيكون هو الاخر حدثا لايقل اهمية عن حدث الاعلان الاولي ان لم يفوقه في الاهمية، لانه يرسم الجزء الاكبر من معالم المشهد الانتخابي الجديد، وكذلك معالم المرحلة السياسية لما بعد الانتخابات البرلمانية المزمع اجراؤها بداية العام المقبل.
ان تشكيل الائتلاف الوطني العراقي في ظل الظروف الراهنة التي تمتاز بقدر من الارتباك وعدم الاستقرار والتعقيد، ومن طيف واسع من الحالة السياسية العراقية، انما يطلق رسالة واضحة ومعبرة عن الارادة الصلبة للعراقيين من اجل مواصلة مشروعهم الوطني، وانجاح التجربة السياسية الديمقراطية، ومواجهة كل التحديات والصعاب التي يواجهونها من مصادر وجهات داخلية وخارجية مختلفة لاتريد لهم.
وطبيعي ان ما تحقق من منجزات ومكاسب على مختلف الاصعدة والمستويات في المرحلة السابقة، ما كان له ان يتحقق لولا وجود ارادة سياسية مخلصة وجادة لدى القوى المكونة للائتلاف العراقي الموحد، ومعها قوى وطنية اخرى ساهمت بفاعلية في العملية السياسية، وان القدر الكبير من التحديات التي واجهتها العملية السياسية خلال الاعوام الخمسة الماضية، ارتبط في جانب كبير منه بوجود مشاريع واجندات سياسية خارجية وداخلية اريد من ورائها ضرب المشروع السياسي الوطني، واضعاف القوى المخلصة الحاملة للوائه والمدافعة عنه، والتي كان الائتلاف العراقي الموحد مظلة العدد الكبير والمهم منها.
ان التوجه الى توسيع الائتلاف الذي تم تبنيه منذ وقت مبكر وبمبادرة شجاعة من قبل عزيز العراق سماحة السيد عبد العزيز الحكيم (رضوان الله تعالى عليه) من خلال اعادة القوى التي غادرته في وقت من الاوقات، واستيعاب القوى الوطنية الخيرة، انعكس ايجابيا واثمر عن نتائج طيبة، وسيثمر عن المزيد من النتائج الايجابية والطيبة في المستقبل، لاسيما وان ابواب الائتلاف لن توصد بوجه من يرغب في الدخول اليه بشرط الالتزام بمنهجه وبرنامجه السياسي ورؤيته. ان حجم الحملات السياسية والاعلامية والمحاولات المحمومة اليوم ضد الائتلاف الوطني العراقي، التي طفى جزء غير قليل منها على السطح، ومن المتوقع جدا ان تزداد ضراوة بعد الاعلان النهائي عنه، تتمحور حول هدف واحد الا وهو افشال هذا المشروع الوطني العراقي، وهذا هو التحدي الكبير الذي ينبغي مواجهته بكل شجاعة. والحفاظ على الائتلاف الوطني العراقي بوجه الزوابع والعواصف التي ستهب عليه، يمثل نجاحا ومكسبا كبيرا للقواعد الجماهيرية الواسعة والعريضة التي يعبر عن تطلعاتها وطموحاتها في رؤية عراق افضل سياسيا وامنيا واقتصاديغا واجتماعيا.. وانها بلا شك طموحات وتطلعات كل العراقيين بلا استثناء.
https://telegram.me/buratha