نور الحربي
لازال الحكام العرب يخوضون في دماء الشعب العراقي ولعل كلماتهم ومواقفهم يدلان على ذلك رغم مرور ست سنوات على زوال ديكتاتورية البعث وهذا ما اتضح بعد ان القى الرئيس الليبي معمر القذافي كلمته في اجتماع الجمعية العمومية للامم المتحدة حيث تسأل القذافي ومعه الحق في ذلك عن جدية بعض الدول الغربية الكبرى في التعامل مع قضايا العالم المختلفة متناسيا ان نظامه الديكتاتوري الشبيه بنظام صدام المقبور متهم بدعم الارهاب والارهابيين وحادثة لوكربي اثبتت ذلك بالدليل القاطع كما ستثبت الايام تورط القذافي ونظامة في تغذية الكثير من الحروب الاهلية في افريقيا ودعمه بعض الفصائل المتقاتلة بالمال والسلاح كل ذلك من اجل السيطرة على زعامة افريقيا وهي زعامة فارغة لافائدة منها لان شعوب افريقيا لاتؤمن بوحدة واتحاد لايخرجها من دائرة الجوع والفقر وتفشي الامراض وهذا ما لايستطيع القذافي تقديمه لهذه الشعوب المنكوبة لانه وبأختصار لايفهم غير لغة الرجل الواحد والقائد الاوحد الذي يبدد ثروات شعبه و بلاده ويجند كل طاقات الدولة لخدمة اغراضه واهوائه ونزواته كما كان المجرم صدام لذلك رايناه يدافع وبحماسة (خوف ) عن صدام ويستفسر لماذا فعلت امريكا وبريطانيا ذلك رغم انه كان من صنائع مخابراتهما وهو من وراء ذلك يتسأل عن مصيره ومستقبله كونه خارج من نفس الدائرة وبنفس الطريقة لاسيما وانه اكمل اربعين عاما في حكم الشعب الليبي ان لغة القذافي واصراره على عدم الاعتراف بالعراق الجديد واكثر من ذلك انه قابل مجموعات متعددة من النفعيين والمرتزقيين بهدف تقويض الحكومة وتأسيس مجموعات مقاتلة لاجل ايجاد موطىء قدم في الساحة العراقية حاله حال دول عربية اخرى اشترت البعض وجندتهم لمحاربة التجربة العراقية الديمقراطية واغلب هولاء من بقايا البعث او من المؤمنين بحكم طائفة معينة للعراق بعيدا عن رأي الشعب العراقي وخياراته المتاحة واولها الانتخابات ... لعل ماقصده القذافي هو لماذا يعدم الرؤساء مع مالهم من قدسية فهم محقون وان اخطاؤا ولايجب ان يسألهم احد لماذا تبيدون شعوبكم وتقتلون خصومكم ومعارضيكم وتفقرونهم بينما تغدقون الاموال على المتزلفين والحثالات...
ان اعتراض القذافي على ارادة الشعب العراقي الذي تمكن من اعدام جلاده ومحاكمته محاكمة عادلة لم يحض بها اي عراقي من ضحاياه ماهو الا تحريض غير مباشر وتدخل سافر في شوؤن العراق وهذا ما لاينبغي السكوت عليه مطلقا لان امثال القذافي من الفارغين والغاصبين لن يهدأ لهم بال الابعودة المجرمين والقتلة للتسلط على العراقيين ... لقد اثبت العروبيون حقدهم على العراق وخوفهم من تجربته وبعدهم عن الشعوب التي طالما تبجحوا بخدمتها وهذا ليس الاشاهد بسيط على حجم التدخل والتحريض الذي تقوم به الحكومات العربية في العراق ولعل الارهابيين والانتحاريين القادمين الى العراق والعديد منههم ممن يحمل الجنسية الليبية قد تأثروا بمثل هذا الخطاب العنتري ان لم تكن حكومتهم قد دفعت بهم فداءا للقائد الضرورة القذافي الذي يريد ان يثبت ان مشروع الديمقراطية في العراق لن ينجح مع وجود حكام مثله في السلطة ... فمتى يتعض امثال القذافي ويكفوا عن اذية العراق وشعبه ؟؟؟.
https://telegram.me/buratha
![](https://telegram.org/img/t_logo.png)