المقالات

الانتخابات العراقية وأزمة الثقة

885 03:49:00 2009-09-25

علاء الخطيب كاتب وإعلامي

بقراءة موضوعية للواقع السياسي العراقي هذه الأيام يجد المتابع أن الأئتلافات الجديدة هي إئتلافات ولدت من رحم التحالفات السابقة مع بعض التطور الجيني لها نظرا ً لسياق المتغيرات التي حدثت على الساحة السياسية العراقية ,وثمة من يقول أن العملية الديمقراطية تسيرضمن سياقتها الطبيعية وأن هناك عملية تداولية رغم الظروف التي تواكبها , لكن الشئ المهم يبقى هو أن لا تتعارض البرامج الحزبية والطائفية والقومية مع البرنامج الوطني , ولكن يبدو أن في العراق معادلتان داخلية وخارجية ولكل من هاتين المعادلتين تأثيرهما على العملية الإنتخابية وعلى برامج الكتل السياسية , ولعل المعادلة الخارجية هي الأكثر تأثيرا ً في تشكيل الإئتلافات, ولعلها مصدر عدم الثقة الشائعة بين الكتل السياسة , فقد شاهدنا أن الكتل السياسية والأحزاب تعد العدة منذ مدة ليست يالقصيرة لتشكيل إئتلافات وتحالفات وتسعى لبلورة أشكالها وإعطائها الصبغة المناسبة للمرحلة القادمة, وما تتقبله أطراف المعادلة الخارجية , ولم نجد مْن يطرح برنامجا ً إنتخابيا يحاكي به عقل الناخب العراقي ,

ولعل هذه النقطة هي النقطة الملفته للنظر في الانتخابات العراقية على العكس تماما مع بقية الدول الديمقراطية, فلا أحد يتكلم عما تقدمه برامج هذه الإئتلافات الإنتخابية للإنسان العراقي. فالمواطن العراقي قد تعرف على أسماء الإئتلافات ولكنه لم يتعرف على البرامج السياسية والاقتصادية أو التنموية لهذه الإئتلافات , وهناك ملاحظة مهمة طفت على السطح السياسي في العراق وهي جديرة بالتوقف والتأمل وهي أن هذه الإئتلافات تجمعت كيانيا ً وتشكلت هيكليا ً بين قوى وكتل سياسية غير منسجمة ومتباعدة في برامجها الفكرية ومشتركاتها السياسية, فقد بدت وكأنها مشروع مصالح ذاتية,خصوصا ً وأننا نسمع بين الحين والآخر عن توزيع المناصب والاستحقاقات وأن الطرف الفلاني رفض الدخول بالائتلاف الفلاني لأنه لم يعطى ضمانات بحصولة على المنصب الذي يريد , لذا شكك بعض المحللين من ان هذه الكتل جائت بمشروع دولة ,

ومن هنا نشأت أزمة ثقة جديدة وإن كانت موجودة أصلا ً ولكنها هذه المرة بحلة جديدة فبعد أن كانت الصبغة طائفية أصبحت مصالحية , ومما لاشك فيه ان التراكمات السابقة وترسباتها قد اوجدت ذاكرة سلبية أكتنفت العقل السياسي العراقي,ونشرت حالة من التوجس وازمة من الثقة حتى بين الأطراف المأتلفة , إذا ما بدى لنا أن هناك مكونات كبيرة مسيطرة وأخرى صغيرة وغير فاعلة جائت بها ظروف المحاصصة السياسية التي مر بها العراق ولم تكن وليدة ضرورة أو حاجة , هذه الكتل الصغيرة تحاول أن تجد لها موطئ قدم في الخارطة السياسية الجديدة وتعلن عن وجودها في البرلمان بعد أن عجزت أن تجد لها موطئ قدم في المجتمع العراقي , فمن الطبيعي أن تكون إنفلونزا ثقة بين الكتل السياسية , مع وجود قانون للأحزاب غير واضح ومكشوف أو غير مقر أصلا ً. ويمكن إجمال اسباب هذه الأزمة في الآتي : 1- غياب المعادلة الوطنية . 2- غياب برنامج انتخابي وطني واضح ومعلن. 3- وجود أجندات خارجية لها صدى في الداخل. 4- وجود مصالح لدى الكتل الكبرى قد تنتفي بعد الإنتخابات .

لذا سعت جميع الأطراف للحصول على ضمانات مكتوبة أو مواقف معلنة لتثبيت حقوقها ونصيبها من كعكة الحكومة القادمة , ولعل ما نراه من تبادل للإتهامات والتراشق الإعلامي بين السياسيين كان خير دليل على أزمة الثقة هذه, والتي قد تقود الى حكومة ضعيفة وغير قادرة على إدارة البلد في المرحلة القادمة وهذا ما نخشاه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
مهدي اليستري : السلام عليك ايها السيد الزكي الطاهر الوالي الداعي الحفي اشهد انك قلت حقا ونطقت صدقا ودعوة إلى ...
الموضوع :
قصة السيد ابراهيم المجاب … ” إقرأوها “
ابو محمد : كلنا مع حرق سفارة امريكا الارهابية المجرمة قاتلة اطفال غزة والعراق وسوريا واليمن وليس فقط حرق مطاعم ...
الموضوع :
الخارجية العراقية ترد على واشنطن وتبرأ الحشد الشعبي من هجمات المطاعم
جبارعبدالزهرة العبودي : هذا التمثال يدل على خباثة النحات الذي قام بنحته ويدل ايضا على انه فاقد للحياء ومكارم الأخلاق ...
الموضوع :
استغراب نيابي وشعبي من تمثال الإصبع في بغداد: يعطي ايحاءات وليس فيه ذوق
سميرة مراد : بوركت الانامل التي سطرت هذه الكلمات ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
محمد السعداوي الأسدي ديالى السعدية : الف الف مبروك للمنتخب العراقي ...
الموضوع :
المندلاوي يبارك فوز منتخب العراق على نظيره الفيتنامي ضمن منافسات بطولة كأس اسيا تحت ٢٣ سنة
محمود الراشدي : نبارك لكم هذا العمل الجبار اللذي طال إنتظاره بتنظيف قلب بغداد منطقة البتاويين وشارع السعدون من عصابات ...
الموضوع :
باشراف الوزير ولأول مرة منذ 2003.. اعلان النتائج الاولية لـ"صولة البتاوين" بعد انطلاقها فجرًا
الانسان : لانه الوزارة ملك ابوه، لو حكومة بيها خير كان طردوه ، لكن الحكومة ما تحب تزعل الاكراد ...
الموضوع :
رغم الأحداث الدبلوماسية الكبيرة في العراق.. وزير الخارجية متخلف عن أداء مهامه منذ وفاة زوجته
غريب : والله انها البكاء والعجز امام روح الكلمات يا ابا عبد الله 💔 ...
الموضوع :
قصيدة الشيخ صالح ابن العرندس في الحسين ع
أبو رغيف : بارك الله فيكم أولاد سلمان ألمحمدي وبارك بفقيه خراسان ألسيد علي ألسيستاني دام ظله وأطال الله عزوجل ...
الموضوع :
الحرس الثوري الإيراني: جميع أهداف هجومنا على إسرائيل كانت عسكرية وتم ضربها بنجاح
احمد إبراهيم : خلع الشيخ خليفة بن حمد آل ثاني لم يكن الاول من نوعه في الخليج العربي فقد تم ...
الموضوع :
كيف قبلت الشيخة موزة الزواج من امير قطر حمد ال ثاني؟
فيسبوك