ابو هاني الشمري
اعلنت وزارة النفط على لسان ناطقها الرسمي عاصم جهاد بأنها سوف لن تقوم بتزويد اصحاب العربات التي تجرها الخيول بالنفط الابيض لعدم توفر شروط السلامة والامان وللمظهر غير الحضاري الذي لاينسجم والتطور المطلوب لمدينة بغداد اضافة الى ان السيارات الحوضية البديلة يجب ان تتوفر فيها عدادات نظامية لتجهيز المواطنين بالكمية المضبوطة بالنفط لاباستخدام(تنكة مخسفة)تأخذ من المواطن نصف الكمية التي يشتريها من هؤلاء الذين لايخافون الله في الكيل الذي عندهم !!
كل ذلك جميل ونحن معه في كل شئ إلا في مسألة التوقيت لانه جاء في الوقت الخطأ إذ كان على الوزارة ان تصدر هكذا قرار في بداية الصيف لان الناس ليسوا بحاجة الى النفط الابيض طوال اشهر عديده وهي بذلك تكون قد اعطت لاصحاب تلك المركبات الوقت الكافي لشراء وتسجيل سياراتهم مع عدم وقوعهم ضحية لاصحاب معارض بيع السيارات وبالخصوص الحوضية لان تحول هؤلاء الباعة الى شراء تلك السيارات وفي وقت قصير سيؤدي حتما الى قيام اصحاب المعارض برفع اسعارها بشكل يتناسب وجشع المضاربين اما لو كان هناك مجال طويل لعدة اشهر فأن ذلك سيؤدي حتما الى ان هذه الشريحة من الباعة سيكون لها الوقت الكافي لاجراء التحويل المطلوب ... هذا اولا .. وثانيا جاء هذا القرار والشتاء على الابواب, ولان بلدنا سأم الازمات فهو بأمس الحاجة لان يكون بعيدا عن ازمة جديدة اسمها النفط الابيض في هذا الشتاء .. ولاننسى ان المتربصين بنا كثيرون وهم يتحينون الفرص علينا وهذه واحدة منحتها لهم وزارة النفط من حيث تدري او لاتدري وعلى طبق من ذهب...
فهلّا أجّل المعنيون في وزارة النفط قرارهم هذا حتى نهاية فصل الشتاء القادم وأراحوا بغداد من ازمة نفط ابيض متوقعة سيتم افتعالها بهذه الحجة الجاهزة(منع العربات التي تجرها الخيول من بيع النفط للناس) لتخرج عليهم القنوات والصحف والاعلام المعادي ليقول ان (حسين الشهرستاني اتفق مع شركة معينة تبيع التناكر على تصريفها قبل هذا الشتاء مقابل عموله دفعوها له)!!او ربما سيخرج علينا احد المحللين من قناة الشرقية او الجزيرة ليدعي بأن عاصم جهاد افتتح شركة توزيع للنفط على المواطنين لديها عشرات التناكر !!!او ربما سيؤول بعض المحليين هذا القرار الى قيام وزارة النفط بأخذ رشاوى من اصحاب المركبات القديمة والممنوعة لقاء استمرار اشتغالهم في الشتاء القادم بعد ان تشتد ازمة النفط!!وربما ستكون هناك تحليلات غابت عن بالي سيتحفنا بها محللوا تلك القنوات(الستراتيجيون) حول ازمة النفط الابيض المقبلة في العراق واسبابها...اخوتي مسؤولي وزارة النفط اقطعوا دابر الفتنه القادمة لازمة النفط قبل حدوثها وأجّلوا قراركم الى مابعد الشتاء لتعطوا فسحة كافية للجميع مواطنين وباعة ووزارة...والله من وراء القصد.
https://telegram.me/buratha
