المقالات

تفعيل محاكم وتعطيل اخرى

849 15:02:00 2009-09-25

ابو ميثم الثوري

التصعيد الاخير لمواجهة العمليات الارهابية وداعميها عبر تشكيل المحكمة الدولية حظى باهتمام وتفاعل الكثيرين من ابناء شعبنا ومازالت هذه المحكمة ستمنع على الاقل التدخل في شؤوننا وحقن دمائنا وتخفيف العمليات الارهابية النوعية التي تعصف بواقعنا الامني فهي ستكون مقبولة شعبياً وليس احد يمتلك ذرة من الوطنية ان يقدم مصالح الجوار الاقليمي على مصالحنا الوطنية وعلى حرمة دمائنا الغالية وخاصة تلك الدول التي تدعم الارهابيين والبعثيين الصداميين.هذه الدعوة العراقية لتشكيل المحكمة الدولية لمحاكمة الارهاب والداعمين له ينبغي ان تكون خالصة بعيدة عن كل الاعيب السياسة والاستهلاك المحلي وتبرير اخطاء الاجهزة الامنية واختراقاتها الخطيرة مثلما حصل في الاربعاء الدامي من الشهر الماضي.

تشكيل وتفعيل هذه المحكمة دولياً لا يعفي حكومتنا من معالجة اخطاء الاختراق الحاصل في الاجهزة الامنية والمطالبة بتسليم البعثيين الصداميين في سوريا للعراق لا يمنع اساساً من تطهير اجهزتنا الامنية من المندسين والمتغلغلين.والمفارقة الخطيرة في هذا السياق ان العراق بدأ خطوات عملية وتصعيدية لتشكيل المحكمة الدولية لمحاكمة الارهابيين المتورطين في تنفيذ عمليات ارهابية داخل العراق واعتبارها جرائم حرب بينما محاكمنا الداخلية مترددة في محاكمة الارهابيين القتلة وتنفيذ حكم الاعدام العادل بحقهم بل يتم تهريب ارهابيين كبار محكومين بالاعدام من سجن في تكريت بطريقة مكشوفة لا يستبعد ان تكون عملية تهريبهم من السجن قد جرت بمساعدة ضباط بعثيين متغلغلين في اجهزتنا الامنية.هذه الازدواجية في المواقف تضع الحكومة امام تساؤلات جدية وتحتاج الى اجابات صريحة دون مزايدات او حملات انتخابية مبكرة وتصعيدات غير مدروسة.

لماذا لا يتم تفعيل المحاكم الداخلية العراقية لمحاكمة الارهابيين القتلة؟ ولماذا لا يتم تنفيذ الاعدام بالمجرمين الضالعين بعمليات قتل ارهابية ضد الابرياء؟ ولماذا لا نحقق بالاختراقات الامنية التي جرت يوم الاربعاء الدامي ونطهر اجهزتنا الامنية من المندسين؟ ولماذا لا نكشف الخلايا الارهابية التي ساعدت على اطلاق سراح الارهابيين المحكومين بالاعدام من سجن تكريت؟ لماذا نطالب السوريين بتسليم البعثيين المجرمين بينما نطالب البعثيين بالعودة الى العراق ومنحهم مناصب امنية خطيرة في وزارتي الدفاع والداخلية؟ لما نسوق ازماتنا الداخلية واخطائنا الامنية والخروقات الاخيرة بافتعال ازمات خارجية بطريقة منفعلة ومرتجلة دون دراسة مستفيضة للواقع الاقليمي والدولي والمحلي؟هذه التساؤلات يطرحها الشارع والواقع بقوة وتحتاج الى اجابات صريحة ومقنعة دون الانشغال بتجييش مشاعر الاخرين بالعودة الى طريقة النظام السابق في اختلاق الازمات!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك