احمد عبد الرحمن
قد لانأتي بجديد حينما نقول ان المجلس الاعلى الاسلامي العراقي كان ومازال من اشد الداعين الى اجراء الانتخابات البرلمانية العامة المقبلة في موعدها المقرر مطلع العام المقبل. وقد لانأتي بجديد ايضا حينما نقول ان المجلس الاعلى الاسلامي العراقي، يصر على اعتماد نظام القائمة المفتوحة في الانتخابات المقبلة. صحيح ان هناك عقبات ومصاعب مختلفة تواجه الاستحقاق الانتخابي المقبل، لكن ما ينبغي التأكيد عليه والتذكير به، ان جانبا من تلك العقبات والمصاعب مسألة عادية وطبيعية في سياقات العمل السياسي، لاسيما اذا كانت الظروف غير طبيعية بالكامل، والتحديات الخارجية والداخلية كبيرة وكثيرة، وكذلك انه لابد من العمل الجاد والمخلص والمكثف من قبل كل القوى والتيارات السياسية الوطنية للدفع بالعملية السياسية الى الامام وتجنيبها المنزلقات الخطيرة والمنعطفات الحساسة، والنقاط الحرجة، ولاشك ان تعطيل اجراء الانتخابات ينطوي على رسالة سلبية الى حد كبير، اذ ان ذلك يخدم بالدرجة الاساس اعداء العراق، وينسجم مع توجهاتهم واجنداتهم السيئة.
وهؤلاء هم انفسهم الذين يروجون الاكاذيب والافتراءات عبر بعض وسائل الاعلام عن محاولات المجلس الاعلى تأجيل الانتخابات لاسباب ودوافع سياسية خاصة به، واكثر من ذلك يروجون بأن المجلس الاعلى يسعى الى اقرار واعتماد نظام القائمة المغلقة انطلاقا من مصالح وحسابات سياسية خاصة هي الاخرى. ان مثل تلك الاكاذيب والادعاءات والتخرصات لااساس لها من الصحة، والمجلس الاعلى الاسلامي العراقي، تميز بخطابه الواضح، ومواقفه الصريحة والمعلنة حيال مختلف القضايا الوطنية التي تمس مصير العراق العراقيين، وتتعلق بحاضرهم ومستقبلهم.
لايوجد هناك ما يبرر ان يظهر المجلس الاعلى مواقف وتوجهات خلاف قناعاته، او خلاف توجهاته ومتبنياته، فهو حينما يؤكد على ضرورة اجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها المقرر دون تأجيل، ويشدد على اعتماد نظام القائمة المفتوحة، فأنما ينطلق من قراءات واقعية وموضوعية، للحالة السياسية في العراق، ومراجعات علمية ومدروسة للتجارب الانتخابية السابقة، اضافة الى طبيعة رغبات وتوجهات الجمهور. فالمجلس الاعلى الاسلامي العراقي اكد في مناسبات سابقة عديدة، ومازال يؤكد، حرصه على المصالح والمباديء والثوابت الوطنية، ويرفض اختزال القضايا الوطنية الكبرى وتجييرها لصالح مصالح فئوية ضيقة، وحسابات انية مرحلية، ومسيرته السياسية والجهادية الطويلة اثبتت ذلك، بحيث انه لم يعد هناك مجال للتشكيك او التشهير الذي لايمكن ان يقنع عموم الناس، سواء انصاره ومريديه، او الاخرين.
https://telegram.me/buratha