المقالات

أعادة الأهوار بين الحقيقه والخيال

1566 23:18:00 2009-09-25

خيون العكيلي

منذ سقوط نظام صدام حسين عام 2003 ولغاية الان نتابع تصريحات وادعاءات غير واقعيه بعضها للأسف من مختصين في الموارد المائيه حول اعادة الاهوار. و لاحضنا ظهور كتاباتفي دوريات أجنبيه وأنعقاد مؤتمرات لأعادة جنة عدن (الاهوار), ولم يتطرق أحد ويوضح لنا كبفية توفير الموارد المائيه اللازمه لاعادتها في وقت يعاني فيه العراق من شحه مائيه خطيره. بغض النظر عما يدعيه البعض من ان الاهوار مشروع بيئي حيوي فأن الاهوار, وحسب دراسة الموازنه المائيه للعراق والتي وضعت في سبعينات القرن الماضي من قبل خبراء سوفيت وعراقيين, تعتبرجزء من منظومة السيطره على فيضانات نهري دجله والفرات وبالخصوص فيضان المائة سنه. وهذا يعني ان دراسة الموازنه المائيه العراقيه لم تخصص أي حصه مائيه لأدامة الاهوار بل ان المياه التي كانت تغذي الاهوار في تاريخنا الحديث هي موجات فيضانيه يتم توجيهها الى الاهوار لتلافي غمر المدن والقصبات والأرضي الزراعيه. السؤال الأن : هل من المتوقع حصول موجات فيضانية كبيره في حوضي دجله والفرات بحيث يطلق فائض مائي يكفي لأعادة الأهوار الى كما كانت عليه في عام 1974 مثلاً ؟ وجواباً على هذا السؤال لايمكن الجزم بذلك حيث توجد أحتماليه ولو صغيره جداً بأن تحصل موجات فيضانيه كبيره لايمكن السيطره عليها وسيضطر مشغلوا الموارد المائية الى أطلاق تصاريف مائية تغمر مناطق الأهوار. أما الأحتمال الأكثر واقعية واللذي هو اساس التخطيط الشامل للموارد المائية فأن نهري دجلة والفرات مسيطر عليهما بالكامل من قبل الدول المتشاطئه (تركيا-سوريا-عراق). حيث قامت هذه الدول وخصوصا تركيا لأنشاء منشأت خزنية وتنظيمية وأروائية تكفي لأستيعاب تصاريف معظم الموجات الفيضانية المتوقعه. وبهذا يمكن القول بأن وظيفة الأهوار كمشروع فيضاني قد أنتهت.

في بداية التسعينات وبعد الانتفاضه الشعبانيه بدأ نظام صدام عملية تجفيف الاهوار من خلال مجموعة اعمال هندسيه واروائيه الهدف منها أيقاف تحويل اي مياه, وتحت اي سيناريو فيضاني, الى الأهوار ولأهداف سياسيه وانتقاميه معروفه. وقد نجح فعلا في ذلك. ومن الجدير يالذكر ان العراق بصوره خاصه ودول المنطقة بصوره عامه تعرضوا الي موجة جفاف شديده للأعوام 1997الى 2002. موجة الجفاف هذه كانت كافيه لتجفف الاهوار عدة مرات لو لم يقم صدام بتجفيفها. بعد سقوط النظام طرح البعض من الأختصاصيين العراقيين المغتربين وبدعم من قوات التحالف وبعض الدول والبرنامج البيئي لللامم المتحده موضوع اعادة الاهوار ضمن مشروع شامل وطموح لتنمية المنطقه . وقد عقدت الؤتمرات والدورات التدريبيه والندوات وتم صرف الملايين من الدولارات على هذا المشروع والذي للاسف يعتبر مشروعا غير واقعيا لسبب بسيط هو عدم توفر المياه الازمه لاعادة الاهوار. وعندما تبينت هذه الحقيقه اي حقيقه عدم توفر المياه اللازمه لأعادة الأهوار, بدأت الدول التي ساندت المشروع وقامت بتمويله كأيطاليا واليابان بأيقاف دعمها المادي للمشروع . لكن للأسف لازالت الحكومه العراقيه متمثله بوزارات الموارد المائية والبيئة وشؤون الاهوار وبدعم من بعض الاختصاصيين المغتربين مصرين على موضوع اعادة الاهوار وتنميه المنطقه وتبذير الاموال على مشروع ليس له وجود الا في خيالهم.

إن واقع الموارد المائيه في العراق متمثلا بنهري دجلة والفرات واقع مأساوي في الوقت الحاضر وينذر بكارثة مائية في المستقبل بسبب ما تقوم به تركيا بالدرجة الاولى وسوريا بالدرجة الثانية في السيطره على مياة النهرين في الاعالي وتحويلها الى خزانات مائيه هائله بلغ عددها في تركيا وحدها 22 خزان ضمن مشروع ما يسمى جنوب غرب الاناضول (الكاب). مشروع الكاب بدأ في الستينات وأنجز في معظمه في التسعينات من القرن الماضي. السعة الخزنيه لمشروع الكاب على نهر الفرات فقط تتجاوز التسعين مليار متر مكعب وهي أكثر من ثلاثة اضعاف المعدل السنوي لواردات النهر الكليه. لقد قامت تركيا بأنشاء مشروع الكاب الضخم دون الاخذ بنظر الاعتبار حاجة العراق المائية أو التنسيق مع الحكومات العراقية المتعاقبة.

في أواخر الثمانينات من القرن الماضي وقعت سوريا وتركيا وبدون العراق بروتوكولاً مائيا تعهدت تركيا بموجبه بأطلاق 500 مترا مكعبا بالثانية من المياة في نهر الفرات عند نقطة الحدود السوريه -التركيه دون الأشارة لنوعية هذه المياة أو درجة ملوحتها. أي أن بئامكان تركيا وبموجب هذا الأتفاق أن تحول مياه رديئة النوعيه الى سوريا والعراق. وبعد سنتين تقريباً من توقيع هذا البروتوكول تم توقيع بروتكولاً بين سوريا والعراق وزعت بموجبه هذه ال500 متر مكعب بنسبه %60 للعراق و %40 لسوريا دون الاشارة الى نوعية المياة أيضاً. وللعلم أن هذه الكميه من المياه لا تلبي ثلث الأحتياجات المائية العراقية على نهر الفرات. إما بالنسبه لنوعية المياة التي تطلقها تركيا فقد أثبتت الأحداث أن معضمها يأتي من ما يسمى بالراجع الاروائي أو بتعبير أدق من مياة البزل الزراعي.

لا أريد أن أستبق الاحداث ولكن الوقائع تشير الى أن النقص في التصاريف المائية الداخله الى العراق في نهر الفرات ادى الى تدهور نوعية مياة النهر بشكل خطير وخصوصاً في أقسامه الجنوبية. فمياة النهر وأبتداءاً من شمال مدينة السماوه رديئة النوعية( عالية الملوحه) وغير صالحة للشرب أو الزراعة. وأن جزء كبير من تصاريف النهر الداخلة الى محافظتي السماوه والناصرية وثم شط العرب هي مياة بزل زراعي. بالرغم من أن السبب الرئيسي لتدهور نوعية مياة نهر الفرات الداخلة للمحافظات الجنوبية هو نقص الواردات المائية الداخلة الى العراق الا أن تلكؤ وزارة الموارد المائية في تنفيذ مبزل الفرات االشرقي أدى الى تفاقم المشكله لان تنفيذ هذا المبزل وربطه بالمصب العام سيحول مياة البزل التي تصب في نهر الفرات حالياً الى المصب العام الأمر الذي سيؤدي الى الحد من مشكلة الملوحه في نهر الفرات ولو بشكل جزئي.

أما نهر دجله فأن مياهه ملوثه من الناحية الفعليه مؤخر سدة الكوت. أن مستوى ملوحة مياه دجله في مدينة العماره أعلى من المستوى المسموح به للأستهلاك المنزلي ( وهو 1000 جزء بالمليون حسب المواصفه العراقية) في معظم أوقات السنه. وهذا يعني أن سكان محافظة ميسان أبتداءاً من شيخ سعد وحتى القرنه لاتتوفر لهم المياه الصالحه للشرب حسب المواصفه العراقية (المذكوره أعلاه) لهذه المياه وهي أعلى من المواصفه العالميه (المواصفه العالميه حددت ملوحة المياه الصالحه للشرب ب 500 جزء بلمليون أو أقل).

بناءا على ما تقدم (وهو مختصر لواقع الموارد المائية) فأن أيجاد أو تخصيص حصة مائية لأعادة الاهوار وأدامتها يعتبر ضربا من الخيال. أن الاهتمام يجب أن ينصب أولاًعلى تحسين نوعية مياه نهر الفرات في الجنوب ليتمكن أهالي ثلاث محافظات عراقية هي السماوه والناصريه والبصره من أستغلال النهر للشرب والزراعة. حيث أن حرمان هذه المحافظات من المياه العذبة أمر غير مقبول ويعتبر تقصير من جانب الحكومة العراقية. أن الحكومة العراقية مدعوة لأتباع كل الوسائل السلميه وحشد المجتمع الدولي وهيئة الأمم المتحدة للضغط على تركيا وأجبارها على أطلاق ما يكفي من المياه ذات النوعبة الجيدة لتلبية أحتياجات العراق المائيه خصوصا في الجنوب وكذلك تلبية متطلبات المحافظه على بيئة نهر الفرات. وفي هذا الصدد فأن الدراسات تشير الى الحاجة الى أطلاق ما يقارب ال180 متر مكعب في الثانية في النهر للمحافظه على أيكولوجية النهر. أن هذه الكميه من المياه تعتبر حصة النهر ولا يسمح لأي مستفيد أن يستخدمها بل تذهب الى الخليج لتساهم أيظاً في تحسين نوعية مياه شط العرب. وهذا ما يطلق عليه علمياً الجريان البيئي. أن تركيا وسوريا والعراق ملزمين وحسب القوانيين الدولية بالمحافظه على بيئة صحية لنهر الفرات.

أما الموضوع الثاني الذي يجب التركيز عليه فهو تنفيذ المشاريع الاروائية والتي لها حصه مائية ضمن الموازنه المائية العراقية كمشروعي شرق وغرب الغراف في الناصرية ومشروع شنافية-ناصرية والذي يمتد من الديوانية الى الناصرية ومشوع كوت-بتيرة والذي يمتد من الكوت وحتى العمارة ومشروعي العمارة وشط العرب اللذيان يغطيان المناطق الزراعية بين العمارة والبصره. أن هذه المشاريع ذات أهميه بيئية وأقتصادية قصوى بالنسبه للجنوب وتشكل لبنة البنية التحتية للمنطقة. هذه هي التنمية الحقيقية التي يجب أن تركز عليها الحكومة العراقية بدلا من هدر الأموال في ما يسمى أعادة الأهوار. وأن نركز على رفع المستوى المعيشي والصحي لسكان الأهوار الذين هجرهم وشردهم نظام صدام حسين بأن تدفع لهم تعويضات مادية مناسبه عن الأضرار التي لحقت بهم. والتوقف عن صرف الملايين في فنادق عمان وتركيا ودول أخرى لمناقشة موضوع أعادة ألأهوار. لو كان الماء موجودآ فلنقدمه الى أهل البصره والفاو والناصريه والسماوه وباقي مدن الجنوب المحروم ليرووا عطشهم. وأخيرآ نصيحتي الى مجلس محافظة ذي قار بأيقاف العمل بمشروع تحويل مياه المصب العام الى هور الحمار لأن هذا العمل سيقضي والى الأبد على ما تبقى من بيئة الهور.

خيون العكيلي

مدرس الهيدرولوجي الجامعة المستنصريه

مجاز دراسيا في الوقت الحاضر

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
خيون العكيلي
2009-09-27
الأستاذ أبو هاني الشمري المحترم: هذه تكمله فيما يخص سداد ونواظم نهر دجله من الكوت ونزولآ بأتجاه الجنوب أما نهر دجله فتوجد منظومة سدة الكوت التي تنظم توزيع مياه النهر على جزءة الذاهب الى العماره ونهري الغراف والدجيله. ثم تأتي سدة العماره على عمود النهرالرئيسي وناظمي الكحلاء والمشرح وناظم نهر المجر الكبير. والى الجنوب من العماره يوجد ناظم الكساره. أما على نهر الغراف فتوجد خمسة نواظم وينتهي في منظومة البدعه المكونه من سدة البدعه وناظم شط الشطره. وبهذا فأن نهر دجله هو الآخر مسيطر عليه بالكامل
خيون العكيلي
2009-09-26
الأستاذ أبو هاني الشمري السلام عليكم أستاذي أولآ لاتوجد مياه عذبه تذهب الى الخليج لا 500 متر مكعب بالثانيه ولا أقل. استطيع أن أثبت لك هذا بالأرقام لاحقآ أن شاء الله. ياسيدي لو أن هناك مياه عذبه تذهب الى الخليج ليس 500 ولكن 50 متر مكعب بالثانيه لأ ستفاد منها اهل السماوه والناصريه والعماره والبصره والفاو للشرب بدلآ من المياه المالحه التي أصبحت تهدد وجودهم. ألآن أهالي الفاو وعدة مناطق في الجنوب بدأوا يهجرون اماكنهم لعدم توفر عصب الحياة "الماء" الذي جعل الله س و ت منه كل شيء حي.
خيون العكيلي
2009-09-26
أما موضوع النواظم والسداد فهي موجوده وكافيه. فعلى نهر الفرات وبعد سدة الهنديه وعلى عمود النهر الرئيسي توجد سدتي الكوفه والعباسيه قرب مدينة الكوفه. والى الجنوب منهما يوجد ناظمي اليعو وأبو عشره. وجنوب مدينة الناصريه ومقدم سوق الشيوخ توجد خمسة نواظم على الفرات وفروعه الكرمه والعكيكه وغليوين والحفار. وعلى شط الحله المتفرع من الفرات مقدم سدة الهنديه توجد نواظم الهاشميه والديوانيه ومنظومة الرميثه. أذن نهر الفرات منظم ومسيطر عليه لدرجه كبيره من القائم وحتى سوق الشيوخ وليس كما متوفر لديك من معلومات.
خيون العكيلي
2009-09-26
أما مايخص ناظم شط العرب الذي تطرقت اليه في موضوعك فأرجوا أن تعلم بأن هذا االمقترح موجود منذ سبعينات القرن الماضي. وقد أجريت دراسه مفصله للموضوع من قبل الأستشاري البولندي (بول سيرفس) ولم يؤيد أنشاء الناظم. لأنه وجد في حينه أن مياه الخليج المتغلغله في شط العرب ثصل الى 33 كم شمال الفاو في أعلى تقدير ولا يمكن أن تصل الى البصره. وأذا أُريد أنشاء هذا الناظم فيجب أن تعاد الدراسه وفق المعطيات المستجده وليس عشوائيآ.
خيون العكيلي
2009-09-26
وأذا أُريد أنشاء هذا الناظم فيجب أن تعاد الدراسه وفق المعطيات المستجده وليس عشوائيآ. سيدي أنا أتفق معك أن سياسة وزارة الموارد المائيه الحاليه سياسه مناطقيه تركز على الشمال وتهمل الجنوب وقد تطرقت الى هذا الموضوع بالتفصيل في مقالا سابقه ودعوت الوزاره لأن تهتم بالجنوب ولكن لا من مجيب. ولعلمك أن صناع القرار في الوزاره يعلمون علم اليقين بأستحالة أعادة الأهوار ولكنهم لا يفصحون عن هذا خوفآ على مناصبهم ومجاملةً لبعض السياسيين الذين يتاجرون بموضوع الأهوار وسكان الأهوار. مع تقديري. خيون العكيلي
ابو هاني الشمري
2009-09-26
الاخ الاستاذ خيون العكيلي: ان ماتطرقت اليه فيه نوع من الصحة ولكن ليس كلها .. ففي السابق كان يتم تحويل مياه الفيضان الى الاهوار ولكن هذا لايعني بأن الاهوار هي واقع حال موجود بسبب تحويل تلك المياه فقط لان العراق حاليا يستطيع اعادة الاهوار الى سابق عهدها اذا ما استغل المياه الواردة اليه بالشكل الصحيح رغم ردائتها في فصل الصيف بسبب الجفاف الذي تمر به كرتنا الارضية ومنطقة الشرق الاوسط وافريقيا بالخصوص … اما عن كيفية اعادة الاهوار الى سابق عهدها فيتم باقامة نواظم قاطعة على نهري دجلة والفرات جنوبي بغداد وعند مسافات يتم احتسابها وتحديدها طبقا لمعطيات كثيرة يعرفها الاخوة المعنيين في هذا الشأن لتخدم اكبر رقعة ممكنة من الاراضي الزراعية لان المياه المحجوزة في مقدم كل ناظم قاطع يمكن تحويلها الى قنوات يتم انشائها لتخدم المناطق المشمولة بها وبالامكان تحويل المياه الزائدة لتغذية الاهوار حتى في فصل الصيف وحتى في هذه الايام التي يعاني منها العراق في شحة بالمياه الواردة اليه من دول الجوار … ولقد فصّلتُ في مقالات سابقة هذه المشاكل وحلولها وبالخصوص اذا ماعلمنا ان نهر الفرات غير مخدوم بأي بناء يسيطر على منسوب المياه فيه بعد سدة الهندية حتى دخول المياه الى الخليج العربي...ولكم ان تتصوروا لو ان هذه الكمية من المياه الذاهبة الى الخليج قد تم تحويلها الى الاهوار في هذا الفصل من الصيف والشحة وكم سيكون لها تأثير على واقع تلك الاهوار وكذلك الحال بالنسبة الى نهر دجلة فقد تم افتتاح ناظم العمارة عام 2004 ومابعد هذا الناظم تذهب المياه هدرا الى الخليج … ويقال بأن وزارة الموارد المائية قد اعدت خطة لبناء ناظم على شط العرب وهي خطوة صغيرة بالاتجاه الصحيح اذا ماتم تنفيذها لان حوض نهري دجلة والفرات بحاجة الى اكثر من عشرة نواظم قاطعة في جنوب العراق وربما اكثر للسيطرة على منسوب المياه فيهما وفي مناطق محدده... وهذا عمل كما تعرفون يحتاج الى مبالغ ضخمة لما سيتبعه من فتح انهار جديدة وما يناسبها من جسور ومنشآت عديدة تخدم تلك القنوات.. ان ما اريد قوله ان المشكلة الاساسية هي تخلف بلدنا بشكل كبير في استخدام موارده المائية بالطرق العلمية الصحيحة وخصوصا في جنوب العراق وقد كانت الحكومات السابقة تصب كل اهتماماتها ومشاريعها الخزنية للسيطرة على المياه في المناطق الشمالية من العراق وتركت اهم منطقة زراعية يمكنها ان تغطي العراق بكل حاجاته الا وهي المناطق الجنوبية .. ولولا قيام المهندس الانكليزي وليم ولكوكس بوضع الخرائط المهمة لواقع المياه ومشاريع الري والسدود في العراق ومقترحاته المهمة وماتبعها من قيام بريطانيا بانشاء سدتي الكوت والهندية في بدايات القرن الماضي لما شاهدنا اي منشأ في مناطق جنوب العراق … لذا يجب ان يحول جهد وزارة الموارد المائية وتشكيلاتها ودوائرها الى بناء النواظم التي اشرت اليها اعلاه وابتداءا من بغداد نزولا نحو الجنوب وترك جميع المشاريع المزمع اقامتها في شمال العراق لعدم الحاجة الضرورية اليها في الوقت الحاضر على الاقل والاهتمام بالمياه الذاهبة الى الجنوب والسيطرة عليها قبل ذهابها للخليج بلا فائدة … هناك امر مهم يجب الاستفادة منه وهي مياه المبازل الجارية في المصب العام ويجب تحويلها الى الاهوار ايضا بدلا من ذهابها الى الخليج رغم ارتفاع نسبة الملوحة فيها ولكنها مفيدة بلا شك. فإذا ماتمت تلك الاعمال الضرورية المشار اليها اعلاه فحتما سترجع الاهوار الى سابق عهدها والى مساحتها المطلوبة لاتنسى ان المياه الذاهبة الى الخليج بدون اي فائدة اكثر من 500 متر مكعب بالثانية بكثير وفي هذا الصيف , وفي هذه الايام التي نقول ان المياه التي تصل الينا شحيحة!!! ويمكنكم اجراء الحسابات الضرورية بعد ذلك وايضا كمية المياه التي ستصل الى الاهوار في فصل الشتاء بعد ان تكون الدول المجاورة مجبرة على اطلاق كميات كبيرة في نهري دجلة والفرات الى العراق.
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك