سالم كمال الطائي
"لا أنتَ ولا أبوك يخليني بهذا المكان لولا الأميركان" قالها "صدام حسين" لرئيس المحكمة "رؤوف" من قفص الإتهام بعد جدال بينه وبين القاضي المذكور. تُرى ما الذي جعل صدام حسين بأنه لا يمكن أن يتواجد في قفص الإتهام لولا قوة وجبروت الأميركان الذين ساعدوا صدام حسين ورفاقه! لتولي الحكم في العراق لركوب قطارهم المشهور والذي قالوها بصراحة في مؤتمراتهم الحزبية وبرروا خيانتهم وتعاونهم مع المخابرات الأميركية الـ "سي, آي, أي" لأسباب فنية!!؟ ثم حدث ما حدث في تلك السنين العجاف على الشعب العراقي بل السنين الدامية الأليمة وما تبعها من مآسي لا يحتملها إنسان!.
الذي جعل صدام حسين يتفوه بتلك الكلمات, وبأن الأمير كان وحدهم هم الذين يستطيعون الإطاحة به وبجبروته هو غدره وقسوته وطغيانه وحسمه للأمور بكل ما في صدره من غل وخوف!! من المصير الذي ينتظره إذا ما تمكن منه الخصوم والأعداء, فأوغل بالقتل والاغتيال والخطف والاعتقال والأحكام الجائرة الحاسمة والإعدامات المستمرة ولأسباب لا تستحق السجن سنة أو سنتين أو شهر أو شهرين.. كانت التهم جائرة على الشبهة والظن كما فعل الطغاة من قبله واتخذ منهم نبراساً يستضيء به في الفتك بالضعفاء الأبرياء من الناس, مستنداً إلى أجهزة المخابرات المختلفة والتنظيمات العسكرية والمدنية التي مهمتها مراقبة ومحاسبة الناس وملاحقتهم وإدانتهم لأبسط الأفعال وأتفه المطالبات.
قام صدام حسين بأبشع المجازر البشرية وأشبع سجونه بالأحرار الأبرياء وملأ معتقلاته السرية والمعروفة بآلاف الشباب والشيوخ وحتى النساء والأطفال على مرأى ومسمع من العالم كله, ومن الدول العربية والإسلامية كلها ومن الشخصيات العربية المعروفة ومن أدبائهم! وشعرائهم! ورجال الدين وخطباء المساجد ولا أحد من هؤلاء تجرأ وطالب صدام حسين بالعدل والإنصاف!!
كما أن المنظمات الدولية التي تدعي الدفاع عن حقوق الإنسان, والمنظمات الإنسانية العربية لم تتدخل وتطالب نظام المافيا الصدامية حينذاك بالتوقف عن قتل الناس وتضييعهم ونفيهم واعتقالهم عشوائياً حيث كانت أعماله الإجرامية واضحة لكل ذي عقل نير أو لكل إنسان بسيط لكثرتها وعمقها وآلامها التي شملت آلاف الناس المظلومين.
هكذا إذن دام حكم صدام وبعثه ثلاثة عقود وكان يمكن أن يدون ثلاثة عقود أخرى عندما يستلمها "عدي" و"قصي" ولوصل دمها للرجاب!!؟ ولا نسمع أي صوت ينادي بإنهاء هذا الظلم والتعدي والطغيان لو "الأمير كان"!!؟
إننا نطالب قادتنا والمسئولين اليوم أن يمارسوا كل أنواع القسوة والردع ضد المجرمين وأزلام صدام والإرهابيين القتلة وأن ينزلوا بهم القصاص العادل دون الالتفات إلى ما يسمى بمنظمات حقوق الإنسان العربية أو الأجنبية ولجم أفواهها وطردها من البلد إذا لزم الأمر وإلا فسوف يستمروا هؤلاء المجرمون بغيهم وإجرامهم, أما القول بعدم إعدام المجرمين المدانين بحجة أن السيد رئيس الجمهورية قد وقع على تلك الوثيقة الدولية, ,إننا نقول له "بللهَ واشرب ميها" واحمي أهلنا من الأشرار ووافق -أنتَ ومن معك -على قرارات الإعدام وفقا لقرار رب العالمين الذي يقول "ولكم في القصاص حياة يا أولي الألباب" صدق الله العظيم.. ولا تصيرون أخيار على حساب الأبرياء والضحايا الذين قتلوا مظلومين ذبحاً وقطعاً للرؤوس بأبشع الأساليب الهمجية ..فما هو سبب العطف عليهم؟ أهو الخوف؟ أم النفاق؟ أو العطف على الإنسانية.. وأي إنسانية لهؤلاء المجرمين وبشاعة إجرامهم يا سيادة الرئيس المحترم. وأخيراً نقول لرجال الحكم الحاليين "إذا لم تكونوا ذئاباً..أكلتكم الذئاب" وإذا لم تتغدوا بهم فسوف يتعشون بكم" وتذكروا موقف المرحوم "عبد الكريم قاسم" صاحب المقولة المعروفة "عفى الله عما سلف" ثم كيف أنهم قتلوه أبشع قتلة أمام أنظار العالم كله وبكل منظماته الإنسانية المزيفة ولا أحد ترحم عليه ولا شجب الطريقة التي أعدم فيها.. فهل أنتم سامعون..قارئون ...فاعلون أم أن مصيركم مصير "عبد الكريم قاسم" .. تحياتي
https://telegram.me/buratha