بقلم:فائز التميمي
تناقلت الأنباء ومنها الصباح الجديد أخباراً عن إعلان الإنـذار في صفوف حزب الدعوة وأخبار أخرى تنفي ذلك.وإن هنالك ما ينـذر بشر ومنها تصريحات الخطباء في يوم الجمعة وبالأخص ما قاله إمام جامع براثا . ولست بصدد الدفاع عن هـذا أو الهجوم على ذالك بل إن ما قاله وخصوصاً بشأن الكهرباء هو رد على تصريحات مترادفة من السيد رئيس الوزراء والسيد سامي العسكري وغيره في أوقات متفاوتة وبعضها وصل حد التباكي وإن السبب هم نواب المجلس!! وقد تكلم إمام براثا بالأرقام فإن كان متوهماً بها فردوا بنفس الطريقة!! ثم بالله عليكم تصريحات بشأن الكهرباء ما علاقتها بالإعلان عن ائتلاف دولة القانون!!.
فبعد إنتخابات مجالس المحافظات خرجت علينا أقلام ومقالات تقول أن قوات الأمن ستنشر في يوم تسلم المجالس الجديدة أعمالها خوفاً من أحداث شغب من أعضاء المجالس القديمة !! ولم يحدث حادث واحد يخل بالأمن!! إذن من أين هـذه تأتي هـذه المخاوف؟ ولماذا كل هـذا التهويل والتخويف!!. إذا رجعنا الى الماضي القريب فإنه خلال عام واحد حصل إنشقاق السيد الجعفري والسيد العنزي عن حزب الدعوة وكـذلك كان تململ واضح ممن سموا أنفسهم في بيانهم الدعاة الأوائل كل ذلك يضعنا أمام بعض الإحتمالات:
(1) وجود خطوط كثيرة مثل خط لندن وخط سوريا وخط إيران وخط الداخل فقد تكون هـذه الخطوط متفقة من حيث المبدأ ولكن قد تختلف في التفاصيل ولـذلك فإن إعلان إئتلاف دولة القانون قد يواجه بتحديات داخل الحزب.وإن كان هـذا الإحتمال ضعيف لأن كل الحزبيين سوف يؤجلون مشاكلهم الى ما بعد نتائج الإنتخابات لحفظ وحدة الحزب.
(2) الإحتمال الأقوى: هو أنه من باب الدعاية والتشويق . فقد تقوم كثير من الأحزاب بمثل هكـذا سيناريو سواءً كانت إسلامية أو علمانية. وهو سلوك تشترك به كثير من الأحزاب والتيارات المختلفة وليس عيباً إذا لم يتجاوز الحدود أو أن يكون على حساب الآخرين. والأمثلة تضرب ولا تقاس: فقبل أن يعلن العراق عام 1972م تأميم النفط ( وإتضح بعدها أن بريطانيا كانت تريد التخلص من عبء المصاريف فألقتها على عاتق العراق وليس تأميماً حقيقياً) أعلن حزب البعث إنـذاراً ونشر الإشاعات بشأن إحتمال تدخل بريطاني وكأنه يريد إعادة ما فعله ناصر وقد حصل على دعم شعبي لا بأس به ذلك الوقت لعدم علم الناس بخفايا الأمور.
إن ما سبق نشره وتداوله في الإعلام من محاولات إغتيال السيد المالكي وكـذلك ما نقلوه عن تهديد إيران لهم كله يصب في صالح الدعاية لإئتلاف دولة القانون على أساس أنّ قائمتهم هي الوطنية والمستقلة الوحيدة التي يستهدفها السعوديين في خططهم لإغتيال المالكي والإيرانيين في تهديدهم لهم إن لم يدخلوا في الإئتلاف الوطني.والخوف هو أن هواجس وتصريحات من هنا وهناك قد تهيء الجو لنسف العملية السياسية بنفس تلك السيناريو الـذي يروجون له للدعاية ولكن مع فارق أن محاولة إغتيال تحدث في المستقبل لرئيس الحكومة من قبل مرتزقة إيرانيين مجندين من قبل السعودية فتضرب السعودية عصفورين بحجر.
فتتخلص من رئيس وزراء شيعي( وهي عقدة السعودية الأولى ) والإعترافات ستكون ضد إيران( عقدة السعودية الثانية) وهـذا إذا أراد ان يحدث فهو بعد إعلان نتائج الإنتخابات وإذا فاز مرشح إئتلاف دولة القانون!!.أما في حالة خسارته فسيكون الدعم العربي لصالحه لا حباً به بل نكاية برئيس آخر شيعي يفوز من قائمة أخرى. أما إذا فلت الوضع من الشيعة ( لا الخيط ولا العصفور) فلا داعي لهـذا السيناريو فقد تحقق المطلوب.
الأيام القادمة حبلى بالأحداث !! وأخشى ما نخشاه أحداث نخترعها نحن ثم تصبح حقيقة مؤلمة!!.ولست أتكلم من فراغ:ففي حزيران عام 1967م إنتشرت شائعة أن عبد الحكيم عامر قد حاول الإنتحار ومنعوه والظاهر أنه عملها بطريقة مسرحية ليجلب إليه الإنتباه وكان في موقع قوة حيث كان قائد القوات الخاصة الجنرال هريدي مؤيداً له. وقد سهـّل بعمله ذلك قتله في 14 سبتمر من نفس العام وإدعت الحكومة أنه إنتحر وصدّق الجميع آنـذاك لأن له سابقة فيها.!!.
https://telegram.me/buratha