المقالات

الائتلاف الوطني ... التسرع ام الاسراع

943 09:54:00 2009-09-28

ابو ميثم الثوري

 قد يقال بان الائتلاف الوطني كان متعجلاً ومنفعلاً بالاعلان عن تشكيلته وان التأني والتريث والانتظار كان اجدى خاصة ان الانتخابات البرلمانية تبعد عنا اكثر من ثلاثة اشهر. وهذا الاعتراض الذي يبديه بعض المترددين لتبرير تراجعهم وترددهم لم يكن وجيهاً ومقبولاً من وجوه عديدة نشير الى اليها اجمالاً:- ان ائتلاف حاكم يمثل اكبر كتله في البرلمان واكبر تشكيل سياسي ونيابي في البلاد لابد ان يتشكل بوقت مبكر لوضع الاسس والثوابت التي تتطلب وقتاً اكبر.- ان الترتيبات الائتلافية والتحالفات السياسية والاصطفافات الحزبوية بدأت في الكواليس السرية قبل الاعلان عن تشكيل الائتلاف الوطني بينما الائتلاف الوطني اعلن انبثاقه امام الشعب بوضوح وشفافية ولن يلجأ الى الغرف المعتمة والكواليس المظلمة رغبة منه لاطلاع الشعب على كل مجريات وتفاصيل تكوينه.- الواقع الاقليمي والتحديات الدولية والتجاذبات السياسية ومحاولات استنساخ التجربة الانتخابية في لبنان اقليمياً تحتم على الائتلافيين ترتيب اوضاعهم واستباق الواقع التخطيطي لاجهاض الائتلاف الحاكم.- التأخير في الاعلان والانتظار طويلاً سيفوت على الائتلاف انضمام الكثير من قواه الفاعلة الراغبة بالانضمام اليه وسيعرض الائتلاف الجديد الى المزيد من المؤامرات والتصدعات اذا لم يحسم امره.- الاعلان مبكراً عن الائتلاف الوطني لا يحمل مضاعفات او تداعيات خطيرة بل بالعكس سيضع حداً لكل المناورات والمماطلات التي تراهن عليها بعض القوى لكسب الوقت وتوجيه ضربة استباقة للائتلاف الوطني.- بعد انهيار الائتلاف العراقي الموحد السابق وتنصل الكثيرين منه وتحامل بعض القوى التي اوصلها الى الائتلاف الى المواقع المرموقة وحقق لها المكاسب السياسية كان لا بد ان يتشكل الائتلاف الوطني الجديد لكي يكون بديلاً فعلياً للائتلاف العراقي الموحد ويعتبر كل المواقع والمراكز التي ترتبت اثر الائتلاف العراقي الموحد ملغاة ولابد من وضع آليات جديدة في البرلمان الحالي واعادة التحالفات في مجالس المحافظات وفق التطورات الجديدة التي طرحها الائتلاف الوطني.- هناك من حاول جعل الائتلاف العراقي الموحد (السابق) جسراً لتحقيق اغراضه السلطوية من جهة ويجامل الاخرين بمهاجمة ائتلافه واتهامه بالطائفية من جهة اخرى والاعلان المبكر عن تشكيل الائتلاف الوطني يضع حداً للنفاق السياسي والازدواجية في المعايير التي يمارسها الاخرون.فاذا كان الائتلاف الوطني قد انطلق مسرعاً فانه لم يكن متسرعاً بالتأكيد وثمة فرق بين الاسراع والتسرع ، واذا كان الاعلان عن الائتلاف من البر فان خير البر عاجله.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك