عبد الحمزة الخزاعي
يبلغ عمري الان 57 عاما وبضعة شهور.. وشاركت في ما يعرف بحرب الشمال عام 1974، لاخضاع ما كان نظام حزب البعث يطلق عليه بالعصاة الاكراد، وشاركت لمدة ستة اعوام في الحرب ضد ايران، وبعدها اودعت السجن لمدة ثلاثة اعوام، واقحمت في حرب غزو الكويت لكن سرعت ما هربت وبقيت بعدها مشردا تائها ضائعا بين سجن الداخل الكبير وغربة وقسوة المهجر.
وقد يسألني شخص ما ماذا جنيت من سني عمرك السبعة والخمسين؟.. وسأجيب دون تردد ولاتفكير ولاتوقف لم اجني شيئا سوى الالم والمعاناة والحزن والضياع والفقر والحرمان، وماذا تتوقعون ان يحصل شخصا كان في كل الاوقات مثله مثل الالاف او الملايين من ابناء وطنه وقودا لحروب عبثية اتت على الاخضر واليابس، متى يمكن ان يدرس ويتعلم او يعمل او يبصر الدنيا ليرى ما فيها من فرص وافاق رحبة وواسعة وفسيحة؟.
لم يترك النظام البعثي الصدامي متنفسا لا لي ولا لغيري، ولافسحة امل ولو صغيرة.. اذ كان مطلوبا ان نسد جبهات العدوان التي فتحها مع الاكراد في الشمال ومع جيران العراق-سوريا وايران والكويت-ومع ابناء شعبنا في الجنوب، بل ومع العالم كله. وما جنيناه بعد كل تلك المسيبرة الطويلة واضح وشاخص وماثل للعيان. ولكن الانكى والافضع من كل ذلك الا نتعض من دروس الماضي، ونكرر الحماقات والكوارث التي ارتكبها النظام البعثي الصدامي ونفتح من جديد جبهات مواجهة وصراع ونشن حروبا على سوريا والكويت وعلى وعلى وعلى ....!!. انطلاقا من مزاجيات وعقد نفسية وحسابات مصلحية ضيقة، وليس انطلاقا وحرصا على مصالح البلاد وابناء الشعب العراقي.لااتمنى ان يعيد الاخ الكبير والمجاهد ابو اسراء المالكي-وليسمح لي ان اخاطبه بكنيته التي طالما خاطبته بها ايام المعارضة-ذلك التأريخ الاسود المظلم، فأنا الذي لم اجني شيئا من حياتي لا اريد لولدي الاثنين ان يصلا بعد ثلاثة او اربعة عقود الى نفس النتيجة المأساوية والمؤلمة.
https://telegram.me/buratha