المقالات

العودة الى حماقات الماضي

818 14:08:00 2009-09-28

عبد الحمزة الخزاعي

يبلغ عمري الان 57 عاما وبضعة شهور.. وشاركت في ما يعرف بحرب الشمال عام 1974، لاخضاع ما كان نظام حزب البعث يطلق عليه بالعصاة الاكراد، وشاركت لمدة ستة اعوام في الحرب ضد ايران، وبعدها اودعت السجن لمدة ثلاثة اعوام، واقحمت في حرب غزو الكويت لكن سرعت ما هربت وبقيت بعدها مشردا تائها ضائعا بين سجن الداخل الكبير وغربة وقسوة المهجر.

وقد يسألني شخص ما ماذا جنيت من سني عمرك السبعة والخمسين؟.. وسأجيب دون تردد ولاتفكير ولاتوقف لم اجني شيئا سوى الالم والمعاناة والحزن والضياع والفقر والحرمان، وماذا تتوقعون ان يحصل شخصا كان في كل الاوقات مثله مثل الالاف او الملايين من ابناء وطنه وقودا لحروب عبثية اتت على الاخضر واليابس، متى يمكن ان يدرس ويتعلم او يعمل او يبصر الدنيا ليرى ما فيها من فرص وافاق رحبة وواسعة وفسيحة؟.

لم يترك النظام البعثي الصدامي متنفسا لا لي ولا لغيري، ولافسحة امل ولو صغيرة.. اذ كان مطلوبا ان نسد جبهات العدوان التي فتحها مع الاكراد في الشمال ومع جيران العراق-سوريا وايران والكويت-ومع ابناء شعبنا في الجنوب، بل ومع العالم كله. وما جنيناه بعد كل تلك المسيبرة الطويلة واضح وشاخص وماثل للعيان. ولكن الانكى والافضع من كل ذلك الا نتعض من دروس الماضي، ونكرر الحماقات والكوارث التي ارتكبها النظام البعثي الصدامي ونفتح من جديد جبهات مواجهة وصراع ونشن حروبا على سوريا والكويت وعلى وعلى وعلى ....!!. انطلاقا من مزاجيات وعقد نفسية وحسابات مصلحية ضيقة، وليس انطلاقا وحرصا على مصالح البلاد وابناء الشعب العراقي.لااتمنى ان يعيد الاخ الكبير والمجاهد ابو اسراء المالكي-وليسمح لي ان اخاطبه بكنيته التي طالما خاطبته بها ايام المعارضة-ذلك التأريخ الاسود المظلم، فأنا الذي لم اجني شيئا من حياتي لا اريد لولدي الاثنين ان يصلا بعد ثلاثة او اربعة عقود الى نفس النتيجة المأساوية والمؤلمة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك