علي الخياط
البقيع في الاصل قطعة ارض فيها اشجار العوسج تقع في المدينة المنورة واول من دفن فيها اسعد بن زرارة الانصاري ثم دفن من بعده الصحابي الجليل عثمان بن مضعون ومن ثم دفن فيها ابراهيم ابن الرسول الأكرم صلى الله عليه وآله ولما رأى المسلمون ان الرسول صلى الله عليه وآله قد دفن ابنه فيها اتخذوها مقبرة لهم حيث قاموا بقطع الاشجار واعداد الارض لذلك،البقيع في معناها الروحي تمثل جانبا من مظلومية العترة الطاهره بل صرخة الدهر بوجه الظالمين على امتداد السنين.. يعتقد الوهابيون على خلاف جمهور المسلمين أن زيارة وتعظيم قبور الأنبياء وأئمة أهل البيت عليهم السلام عبادة لأصحاب هذه القبور وشرك بالله يستحق القتل وإهدار الدم وعقوبات اخرى لايصدقها العقل ، ولم يتحفظ الوهابيون في تبيان آرائهم، بل شرعوا بتطبيقها على المسلمين بقوة الحديد والنار فكانت المجازر التي لم تسلم منها بقعة في العالم الإسلامي الاو طالتها أيديهم في العراق والشام ومناطق اخرى،ولقد انصب الحقد الوهابي في كل مكان سيطروا عليه، وعملوا على هدم قبور الصحابة وخيرة التابعين وأهل بيت النبي الذين طهرهم الله من الرجس تطهيرا، وقد روى مسلم في الصحيح عن عائشة أنها قالت (كان رسول الله ص كلما كانت ليلتي منه يخرج من أخر الليل الى البقيع فيقول سلامٌ عليكم دار قومٍ مؤمنين , واتاكم ماتوعدون , وانّا أن شاء الله بكم لاحقون , اللهم أغفر لاهل بقيع الغردق).. وكانت المدينتان المقدستان (مكة والمدينة) ولكثرة ما فيهما من آثار دينية، من أكثر المدن تعرضا لهذه المحنة العصيبة، التي أدمت قلوب المسلمين وقطعتهم عن تراثهم وماضيهم التليد. وكان من ذلك هدم البقيع الغردق بما فيه من قباب طاهرة لذرية رسول الله (ص) وأهل بيته وخيرة أصحابه وزوجاته وكبار شخصيات المسلمين اذاصبح البقيع في أرض المدينة المنورة مدفناً لعدد من عظماء المسلمين , وأئمتهم , وأعلام الأنصار والمهاجرين , وكان النبي (ص) يقصد البقيع , يؤمه كلما مات أحد من الصحابة ليصلي عليه ويحضر دفنه.. وقد يزور البقيع في أوقات أخرى ليناجي الأموات من أصحابه ، يقول الرحالة السويسري لويس بورخارت والذي اعتنق الاسلام وسمى نفسه ابراهيم: (تبدو مقبرة البقيع حقيرة جدا لا تليق بقدسية الشخصيات المدفونة فيها. وقد تكون أقذر واتعس من أية مقبرة موجودة في المدن الشرقية الأخرى التي تضاهي المدينة المنورة في حجمها، فهي تخلوا من اي قبر مشيد تشييدا مناسبا، وتنتشر القبور فيها وهي أكوام غير منتظمة من التراب. يحد كل منها عدد من الأحجار الموضوعة فوقها.. ويعزى تخريب المقبرة الى الوهابيين.ثم يصف هذا الرحالة قبور أئمة أهل البيت (ع) وقبر العباس (ع) وعمات النبي (ص) بالقول (فالموقع بأجمعه عبارة عن أكوام من التراب المبعثر، وحفر عريضة ومزابل).. تمر عليناهذه الايام ذكرى هدم قبور البقيع وهي مناسبة لتذكير المسلمين بأهمية أصحاب هذه القبور وتأثيرهم في التأريخ الاسلامي وهي في ذات الوقت يجب ان تكون دعوة لأعادة بنائها بما يليق بهم كونهم من أرسى دعائم الدين الاسلامي فضلا عن قرابتهم من الرسول الاعظم (ص).. المطلوب ايضا اشراك المؤسسات الدولية كاليونسكوفي هذه القضية كون هذه القبور تعد من الاثار التأريخية الاسلامية ويجب الحفاظ عليهاكونها تراثا انسانيا يهم الملايين من البشر وبقائها على هذه الحال يمس معتقداتهم ,نرجوا ونتمنى مثل هذا التحرك قريبا ان شاء الله..
https://telegram.me/buratha