بقلم:فائز التميمي.
يتحدث كل السياسيين عن مؤامرة ولكن هنالك خلط واضح بعضه لجهل وبعضه متعمد وبعضه الخوف من نتائج الإنتخابات.وهي مؤامرات وليست مؤامرة واحدة تترى ولا تتوقف.أما ماصرح به رئيس الوزراء من أن هنالك مؤامرة تستهدف العملية السياسية وكأنه يقول شيئاً لا يعرفه الناس فأصغر وأبله مواطن عراقي يقول لك بأن السعودية والإمارات ومن لف لفهم يسعون الى هدم العملية السياسية ولا يحتاجون الى عناء كبير لإثبات ذلك فالمفخخات والإنتحاريين والصحف الصفراء وقنوات البغدادية والشرقية والعربية ..الخ كلها تصرح بـذلك ولا تخفيه.وليست تفجيرات الأربعاء الدامي كانت هي المؤشر بل ربما أكثرها تحدي.وهـذا النوع هو المؤامرات الخطيرة من خارج الحدود.وهنالك من يتكلم عن مؤامرات داخلية تحاك ضد هـذا الطرف أو ذاك فمرة يقولون مؤامرة دوكان وأخرى مؤامرة البرلمان لتعطيل مشروع الخدمات وبإختصار فكل توجه يخالف الجهة "س" أو الجهة"ص" فهو مؤامرة .فكل شيء يفسر بالمؤامرة وكلها لم تسقط الوزارة ولا رئيس الوزراء فما أضعفها من مؤامرت!! وهي لا توجد إلا في خيالات وأوهام السياسيين الـذين إستيقظوا في السبعة الأشهر الأخيرة من عمر الحكومة لينجزوا مشاريع جبارة لا تتم بأقل من عشرة سنيين ناهيك عن ضرورة وجود دراسات جادة لجدواها أو كلفتها..الخ.قد تكون نوايا البعض طيبة ويريد فعلاً خدمة الشعب ولا يجوز دائماً إتهام كل من يريد إنجاز مشروع بإنه يريده دعاية إنتخابية.ولكن النية الحسنة والحماس غير كافيين في نجاح المشاريع العملاقة.إن ما يسموه مؤامرات داخلية يمكن ترجمتها الى " إنعدام الثقة" أو "ضعفها" بين المشاركين في العملية السياسية وبين عدم التحمس لفقدان الثقة والمؤامرة بون شاسع ففي الأول قد تكون النوايا حسنة أما في المؤامرة فالنوايا لا يمكن إلا أن تكون خبيثة !!. وإذا كان مثل كل محاولة لعزل أي وزير أو رئيس وزراء هي مؤامرة فإن إبعاد رئيس حزب يمكن أن تصنف في نفس الخانة. فإذا رضيتم بإن إبعاد السيد الجعفري كان مؤامرة فلتكن محاولة إبعاد(مفترضة حتى لو كانت وهمية) السيد رئيس الوزراء مؤامرة أيضاً . فإن قيل أن ذلك تم في سياق إنتخابات في الحزب فهـذا أيضاً إذا تم يتم في سياق التصويت لحجب الثقة في البرلمان.تـذكرت نشيداً ناصريا أيام حروب ناصر: مؤامرة..مؤامرة..فلتسقط المؤامرة!! والعجيب أن ناصر الـذي يتكلم عن المؤامرات كان أكثر حاكم عربي متهم بالتآمر على العراق واليمن وسوريا والسعودية والمغرب ..الخ.!!
https://telegram.me/buratha