المقالات

إلى متى يبقى الشعب العراقي يأسف على السَّلَف! ويخيب أمله بالخَلَف!؟

938 17:57:00 2009-09-29

سالم كمال الطائي

أنه من سخريات القدر الظالم ومن مسخرة جهل أكثر ساستنا! اليوم - في عهد الاستعمار الجديد - وأطماعهم المادية المختلطة بالنزعة الطائفية والحرص على الدين والمذهب!! إضافة إلى التدخلات الخارجية.. أن يترحم الناس اليوم على "عهد صدام الهدام"؛ حيث سبق للناس المساكين المظلومين في كل العهود السابقة ما عدا "ربيع عبد الكريم قاسم" فقد كانت قصتهم مع الحكام والقادة عهود كلها خريف كئيب وشتاء مؤلم بلا غيث أو مطر! وليس لهم من السعادة والراحة نصيب, ولم يصيبهم من هذه الدنيا في ظل تلك الحكومات غير سفك الدماء وتناثر الأشلاء, فقد ترحموا على الأتراك بعد دخول الإنكليز المحتلين, وترحموا على "نوري السعيد" حتى بعد انقلاب عبد الكريم قاسم!! وترحموا حتى على عهد عبد الكريم قاسم بعد مأساة المؤامرة الكبرى عليه والتي قادتها المخابرات الأميركية والإنكليزية والعربية!! يا عيني على الحكام العرب والنخوة العربية فهم "أسدٌ عليَّ وفي الحروب نعامة"؛ حتى "جمال عبد الناصر" الذي وُصِفَ بأنه "أعْظَمُ زعيمٍ عربي.. حقَّقَ أكْبَرُ هزيمة لشعبه وأمَّتِهِ"!!؟ حتى هذا الجبان تآمرَ على الشعب العراقي وشارك في إسقاط عبد الكريم قاسم بمساعدة القومجية!! وحثالاتهم من "محلة الذهب"!! و "الميدان"!؟ وسماسرة شارع 52 ورواد الريسز وسياس الخيول هذه هي قواعدهم التي يتحركون بها -بالأمس واليوم - وفي العهد الجديد كان تمركزهم في شارع حيفا الذي شهد أحداث كثيرة وراح ضحيتها الكثير من أبناء الشعب الأبرياء, وكانت راية هؤلاء المنحطين ولافتاتهم هي الدفاع عن العروبة والإسلام!!؟

أما اليوم فإن واحد من الأسباب المهمة في ترحم الناس على أيام أبشع طاغية عرفه العراق "صدام الهدام" هو أولئك النواب والوزراء الذين كانوا يحلمون بأن يشتغلوا "جايجية" في دوائر الدولة أو بياعة "لنكه" و"خرده فروش" في الميدان وباب الشرقي وساحة الطيران! والذي جعل تلك النماذج تتسلم تلك المناصب والمهام هي القوائم المغلقة التي تمت بموجبها الانتخابات السابقة حيث لا تدري في هذه "السلة من البيض" في ذلك الصيف الحار!! أيهما الفاسد ومَنْ هو الصالح العابد!, وحتى لا نظلم الآخرين ولا نقع في مَطَب الإطلاق والتعميم فإن من بين هؤلاء وأولئك بعض المخلصين والجديرين بهذه المهام إلا أن وجودهم في ذلك الوسط وهذه البيئة كان كنقطة ماء نقية في بركة من الفساد والتسيب؛ لا صوت مسموع لهم ولا رأي معقول مقبول عند "الأكثرية" المتخلفة! في مجلس النواب خاصة, وفي دوائر الدولة يكاد صوتهم لا يذكر وهم ضائعون في "جوكة حِسِن"!!؟

ولا ندري هل سيترحم أبناء الشعب العراقي على المنْتَخَبِين القدامى - على علاتهم- بعد أن يبدأ المنتَخَبون الجُدد نشاطهم في مجال "اللفظ واللهف" والفساد والرشوة وسرقة أموال الشعب أم أن القدر سيرحمنا هذه المرة ونكتشف أن لدينا رجال أمناء مخلصين غيورين على البلد وأبناءه الذين هم منهم؛ بعد أن نرى أسماءهم وصورهم في الانتخابات القادمة حتى نختار الأفضل و الأشرف والأنظف!!؟ هذه الانتخابات القادمة والتي يبدو أن أبناء الشعب سوف لن يشاركوا فيها بحماس مثل سابقتها لأنهم أحبطوا ويئسوا من الوعود والعهود ثم بعد ذلك الجمود ولم يصبهم أي مردود ويشتغل اللطم على الخدود!! وهي ظاهرة ومقدمة للترحم على النواب والوزراء "السابقون"!, وعلى إخواننا القراء والكتاب أن يفيدوننا بالأسباب والدوافع وراء ترحم الناس على السَّلَف من الخَلَف!!؟ وإلى متى يستمر هذا الحال ونحن اليوم ومسئولينا نَدَّعِي أننا نعيش عهد امتلاك ثرواتنا؛ وعهد الحرية والديمقراطية.. أم أن كل ذلك حبرٌ على وَرَق وثرثرة لا نهاية لها ولا طائل منها.

ومن المحزن أن نسمع اليوم على كل لسان إنسان مظلوم ومسحوق ومعذب تلك العبارة المؤلمة حقاً وهي: "رحمة الله على أيام صدام"؛ لقد هلكنا في ظل حكومات "الأنعام" إلا قليلاً منهم!!؟

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
محمد الربيعي
2009-09-30
القائمة المفتوحة هي الحل .وانا احترم راي الكاتب بكل ما أورده واشكره على لغته المهذبة واتمنى من كل كتابنا ان ينتهجوا هذه اللغة وعدم التصقيط فرب عدو لك امس حميم لك اليوم والايام دول
ابو حسنين النجفي
2009-09-30
للاسف ياعزيزي سيبقى كلامك هو الصحيح لان طريق الحق قليلا سالكيه فان الخيرين موجودين والخبرة موجودة ولكن من يترحم اليوم وغدا هو باقي في نفس المكان لا بعلم يراوح لا يساعد ولا ينصح ولا يتخذ موقفا ولا يعلم من هو الاحق كي يدلي بدلوه في اي انتخايات والسيي هو الخوف والطمعيخاف من ان ينقلب السحر على الساحر وطامع لانه لا ينتخب الا اذا كان يحظى بمثل ما اخذ الاخرون قبله (على قول ام كلثوم العيب فينا وبحبايبنا) والجاي اعظم اذا لم نتخذ موقف جدي من كل مسؤل حتى لو سبب لنا عزله منا
سليم الطائي
2009-09-30
سيدى العزيز كاتب المقال اود ان ابشرك بان القادم اسوءواذا تكرمت وسالتني كيف عرفت اقول لك . عمري قد شارف على الستين وهي لو حسبتها لوجدت انها سنين محن ومحنه تعقب الاخرى وفي كل محنه ترانا رافعي ايدينا بالدعاء بانتضار الفرج وعندما ياتي الفرج واذ بنا بمحنه اشد واقسى من سابقاتها . فنحن الى الهاويه سائرون لان التغيير الذاتي غير حاصل وهو مقرون بالتغيير الالهي كما نصت الايه الشريفه( لايغير الله مابقوم)
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك