المقالات

ما سر هوس العراقيين بلقب ( دكتور) ونبذ الغرب له ..؟

1445 19:00:00 2009-09-30

حامد جعفر

انتهينا من العصر العثماني حيث كان يسعى كل غني او صاحب منصب مهم لنيل لقب بيك وبعدها باشا حتى لو ضحى بما يمتلك من اموال واطيان في سبيل السلطان وذلك لانه بعد حصوله على اللقب سيزداد نفوذا على نفوذه وتملأ خزائنه باضعاف ما كان يمتلك من المال ويصبح وجيها مرعبا رغم جهله اوغبائه او سوء سمعته بين اهلة وناسه. وحتى يومنا هذا نرى المصريين في مسلسلاتهم التلفزيونية يطلقون لقب بيه على صاحب السلطة والنفوذ والمال.

كان لي صديق مهندس قد جندوه ومديره حامل الشهادة العليا في هندسة الكهرباء في الجيش الشعبي في ايام الحرب في الثمانينات..جاءني ذات يوم دهشا مستغربا وأخبرني أن العريف, ذلك الانسان البسيط, تجرأ ونادى مديره حامل الشهادة العليا باسمه الحاف بدون لقب كما تعودنا ان نسمية..!! وهذا ما لم يستسغه صديقي المهندس الذي اعتاد ومن معه من موظفين على تسمية ذلك المدير بلقبه الاكاديمي والخوف منه ومن جبروته والارتباك والشعور بالضعة امامه رغم ان شهادته العليا لم تضف لثقافته الاجتماعية اي شئ ولم تغير من نفسيته شيئا ان لم تسئ اليها ولم يتعلم في حياته شيئا سوى المزيد في علم الكهرباء , الذي سينساه مع الزمن بعد الدراسه لانشغاله بالمناصب الادارية وتركه العمل في اختصاصه..

ولما كان مدير قسم تافه في شركة تافهة له مثل هذه المكانة والقدرة المرعبة والامتيازات لمجرد انه حاصل على شهادة عليا مما مكنه من ايذاء من يترأس عليهم واستغلالهم حتى في بناء قصر له , فلماذا اذن لا يتقاتل المتقاتلون ويدسون الدسائس لبعضهم البعض للحصول على هذا اللقب السعيد حتى لو كان الحصول على هذا اللقب بدفع رزم الدولار او في اختصاصات تافهة لا تسمن ولا تغني عن جوع..المهم يا قوم هلموا الى لقب ( دكتور) لتفتح لكم ابواب خزائن قارون ..!!

ولفد قرأت في ما مضى رواية لكاتب عراقي مبدع عنوانها (الدكتور ابراهيم) ان لم تخني الذاكرة..ملخصها أن أحد الطلاب البسطاء واسمه ابراهيم حصل على بعثة دراسية الى بريطانيا العظمى في ايام العهد الملكي في العراق. ولما التحق بالبعثة هناك تزوج من فتاة انكليزية ذلك لان اباها غني وملاك كبير. ويصفه الكاتب بالخسة والنفاق والمصلحية حيث لا يردعه دين ولا حياء. ولما حصل على لقب دكتور عاد الى العراق ليعين مديرا في وزارة الزراعة . وهناك استغل منصبة اسوأ استغلال , وكان رأس المفسدين وكبير الحرامية الملاعين.. وأخذ يحارب الخريجين الفقراء الذين يريدون التعيين عنده ونسي انه ذات يوم كان مثلهم قبل بعثته الميمونة..ولما كثرت فضائحه وبان معدنه الردي تصدى له الوطنيون المخلصون وكادون ان يوقعوه في مصيدة القضاء لولا انه هرب للخارج محملا بما سرق لا يلوي على شئ..

وما اشبه اليوم بالبارحة .. فقد زخرت ايامنا بعد سقوط العفالقة بالدكتورجية الذين جلسوا على سنام الوزارات والادارات الحساسة منتفخة انوفهم بلقب الدكتور وكانت النتيجة انهم كانوا حرامية, الا القليلين من الشرفاء. وبعد ان اوغلوا في سرقة الشعب العراقي المسكين وسرقوا المليارات وليس الملايين وانكشف أمرهم هربوا كالجرذان والغريب ان الحكومة لم تلاحقهم وأكتفت بهروبهم..!!

أما علماء صدام الدكاترة الذين يتباكى اليوم عليهم العربان ويسمونهم بالعلماء , فقد كانوا من الفاشلين في الدراسة ولم يحصل احسنهم على أكثر من معدل ستين في البكلوريا ولكن لكونهم او افراد من عوائلهم ينتسبون للامن او المخابرات ولتأكد العفالقة من أنهم من معدومي الضمير والمروءة , فقد بعث بهم الى جامعات اوربا وغير اوربا ليحصلوا على الدكتوراه في اختصاصات تفيد السلطة العفلقية وخصوصا الكيمياء ليستغلهم في الاسلحة الكيمياوية ولم تعبأ الحكومة العفلقية بعدد السنين التي يقضيها هؤلاء للحصول على اللقب حتى ان أكثرهم أستغرق اكثر من عشر سنين على حساب العراقيين..!! أما اليوم فكثير منهم لاجئون بالدول الغربية واستراليا ونيوزيلاندا حيث يعمل بعضهم سائق تاكسي والاخر الذي سرق مالا كثيرا يعمل صاحب محطة بانزين واخر يعمل في كندا في متجر لبيع الملابس وهلم جرا..!! ذلك لان هؤلاء يعتبرون على المقياس العلمي الغربي متخلفين جهلة .. علما أن الغربيين لا يهتمون بالشهادات العليا بل بالمهارات والعقول .. الشركات الغربية الرأسمالية تهتم بخريج الجامعة او المعهد وتزج به بشكل مستمر في دورات تقنية متطورة حتى يصبح بعد سنين عالما متخصصا لا يشق له غبار ويصبح أكبر دكتور تلميذا صغيرا بين يديه.

ولذلك فنحن نطالب المالكي الذي وعد ببعث عشرة الاف طالب لجامعات العالم ليعودوا حاملين لقب دكتوراه ان يغير رأيه ويبعث بعشرة ألاف من المهندسين والفنيين بالوزارات المهمة كالكهرباء والزراعة والبناء في دورات تدريبية علمية لدى افضل الشركات ليعودوا مهرة ومتخصصين فينتفع منهم العراقيون ..

حامد جعفرصوت الحرية

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
صباالعمر
2009-10-02
الشهادة محترمة ولكن عندما تعطي نتائج ايجابية في خدمة المجتع وليس ألأنانية التي يحملها صاحب تلك الشهادة والتي لاتغني عن شيء سوى التفاخر والمباهاة , تحترم الشهادة عندما تكون ذي فعالية بموقعها لخدمة المجتمع كثير من اصحاب الشهادات يفتقرون الى ابسط الثوابت ألأجتماعية لو جلسو مثلا في مناسبات اجتماعية فهم يرغبون بتمييز انفسهم عن الآخرين وهنا تكمن المشكلة عندما يشعر الفرد بنقص في جانب ما محاولا اظهاره من خلال اللقب او السلوك اللافت لأنظار الغير نرجو من اصحاب الشهادات التواضع قليلأ لخدمة مجتمعهم
البصري
2009-10-01
ومع الاسف أغلبية العراقيين أصحاب الشهادات العليا سواء الذين يعيشون في العراق أو في خارج العراق لا فرق مع الاسف ينظرون للحياة من منظار مادي بحت يعني نفسيتهم فقيرة لو تطرقنا الى كفاءات الخارج يسافرون الى العراق لكي يحصلوا على قطعة من الكعكة العراقية ليصبحوا أثرياء ويرجعوا الى بلدانهم الاوروبية كما يفعل المقاولون الغربيين والاعراب والكلام ينطبق على حيتان الداخل يعني الانانية هي الصفة الغالبة وليست كما يفعل الغرب في بلدانهم من وضع خطط لتطور بلدانهم تمتد لعشرات السنين متى يشبعوا أصحاب الكروش ؟؟؟؟؟؟؟؟
البصري
2009-10-01
بصراحة أنا سافرت للدنمارك وسويسرا والسويد وهنكاريا ومن خلال علاقاتي مع بعض الاجانب أصحاب الشهادات العليا من دكتوراة وماجستير والله لم أعرف بأن فلان يمتلك دكتوراة او ماجستير اللا بعد فترة طويلة وبعد ان اسالة ,,,بينما العرب نراة يستأنس عندما نطلق علية بالاستاذ او الدكتور واللقب العلمي ملازم لأسمة في جميع الميادين الحياتية العامة والخاصة كيف يستصغر الاخرين ويغير من أسلوب كلامة وملابسة وسيارتة ليوحي للاخر بأن لدية شهادة ,,وأرجوا أن لا يأخذ كلامي على أن فاقد الشئ لا يعطية ولكن هذه حقيقة الكل يعرفها
البصري
2009-10-01
مقال الاخ الكاتب به من الصواب شيئا ومن الخطا شيئا أخر وأعتقد أن ما يقال عن العراقيين ينطبق تماما على جميع العرب 1-نحن نعلم أن الكاتب لا ينتقد أصحاب الشهادات العليا قاطبة بل الاغلبية 3-الغرب يجدوا ويجتهدوا ويبذلوا ما بوسعهم من أجل طلب العلم والمعرفة ولا يتوقفو عن طلبالعلم عند عمر أو ظروف معينة وهذا هو سبب تطورهم 4-العرب وجماعة الشرق الاوسط خصوصا يبذلوا الغالي والنفيس ويجدوا ويجتهدوا من أجل الحصول على اللقب العلمي للتباهي والمكانة الاجتماعية والترقية من أجل الراتب الشهري وهذا هو سبب تخلفنا
شخص غير حاصل على الدكتوراه
2009-10-01
الخ ناقم على حملة الدكتوراه فاي شهادة يحمل هو وكذلك يقول انهم حصلوا على معدل60%بالبكالوريافكم معدله بالبكالورياويقول على حامل دكتوراه كهرباءمديرقسم تافه ماهوالاختصاص الذي له قيمة بنظره اظن انه فاشل في البكالوريا اذاكان صاحب درجات عالية فليخبرنا كم معدله في البكالورياهذا اذاكان اكمل الثانوية
صباالعمر
2009-10-01
عين الصواب بحسن المقال نعم هذه جريرة الزمن الذي اصبح كل من هب ودب وذو مرض نفسي تراه تارة تلبسه البدلة الجميلة اكثر مما يلبسها وتارة تراهم يهزون كراسيهم من شدة الأعجاب بأنفسهم وخصوصأ عندما يظهرون على التلفاز وهلم جرا نعم هناك ممن تواضع لخدمة بلده وأهله وعراقه وهذا القليل لم يكن يومأ مقياس لبناء بلد توالت عليه النكبات والهموم فأن هؤلاء الغالبية هم بأمس الحاجة الى دورات انظباطية وأخلاقية أولأ ثم يقيمون كل حسب ما قدم من خدمة وأذلال العقبات للعراقيين ثانيأ هناك ألأمثلة الكثيرة لايسعنا ذكرها الآن
صاحب رأي
2009-10-01
اود البيان بان الشهادات بالعراق كلها لاتوجد بها اي عدالة فتجد مثلا ان خريج كلية العلوم في اختصاص معين ممكن ان يفيد الدولة لفضل من دكتوراه عربي لا تسمن ولا تغني من جوع وكذلك نجد ان قلة الاختصاصات العلمية في المدارس والجامعات العراقية
زيــــــد مغير
2009-10-01
ردا ً على تعليق أخي (خوش ولد ) صالح طالح المطلك دكتور ولكن بأي إختصاص ؟؟ الدكتور أيهم السامرائي ...هذه النمايم الذين ملئو قلوبنا قيحــــــــــــــــــــا ً , ومن هل مال حمل جمــــــــــــــــــــال
خوش ولد
2009-10-01
السيد كاتب المقال يبدو ان مقالك جاء كردة فعل لتصرفات بعض من حمله شهادات الدكتوراه في الحكومة الحالية ولكني رأيتك تتهجم على حملة شهادات الدكتوراة في زمن صدام كذلك... رحمه على امك وابوك كلي ياحملة شهادة دكتوراه يعجبوك حتى نعتمد رأيك ونوجه ابنائنا لذلك ... تريد الصدك مقالك يبحث مسأله شخصية بحته واعتقد ان هذا لايتماشى مع سياسه وكاله براثا فيرجى الانتباه لذلك ايها الساده براثا....والى كاتب المقال اقول (اللي ماينوش العنقود يكول حامض) وشكرا
رائد مهدي
2009-10-01
اعتقد ان للصناع والفنيين الحق ايضاً في البعثات الدراسية ولكن دعونا لا ننسى ان من يحمل العراق وحمل العراق خلال الثماني عشر سنة الماضية كان حملة شهادات الدكتوراة والماجستير من اطباء ومهندسين الذين درسوا خارج العراق في حقبة السبعينات ولولاهم لانهار البلد واصبحنا بحال اسوا من حال يمن علي عبد الله صالح السعيدة اما هذه النقمة على لقب دكتور فاعتقد انها من انسان جاهل مع احترامي لكاتب المقال فالدكتوراة لا تاتي هبة من الله ولا بالوراثة بل بالدراسة والعمل الدؤوب الشاق لذلك يجب ان يعطى صاحبها حقه ومكانته
army
2009-10-01
كلام صحيح فالبعثات كانت مختصرة على البعثيين فقط . اذكر في يوم ذهبت الى وزارة التعليم العالي للتقديم للبعثات لفتح ملف للتقديم وعلى نفقتي الخاصة فاعترضتني جملة من المعوقات هل انت بعثي ؟ لا مستقل هل لديك محكوم او شخص معارض خارج العراق؟ لا وهل وهل وهل ؟ الى ان انتهيت بـ هل شاركت بيوم النخوة ؟ كلا فكانت الكارثة ان لا احد يقبل اذا لم يشارك بيوم النخوة بعدها قابلت محمد الدوري فقلت له هل يتحدد مصير شخص بيوم فانا كنت خارج العراق فكيف لي المشاركة. فقال ان هذه تعليمات.
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك