سالم كمال الطائي
يبدو أن السيد مثال الآلوسي مصابٌ بمرض الحقد الأعمى, وتقول بعض الدراسات أن "الحقد يولِّد البلادة والنسيان", ويتراءى لنا أن "الآلوسي" نسى!! أنه كان قد زارَ "إسرائيل" مرتين سرَّاً ثم انكشف هذا السر وحدث ما حدث بعد ذلك.
لقد دافع "الآلوسي" عن موقفه وبرر زيارته لأسباب كان يعتبرها البعض معقولة!؟ واعتبرها آخرون "جريمة" يجب أن يعاقَب عليها, ولكن تلك الزيارة كانت إلى "إسرائيل" على أية حال, وإسرائيل دولة صهيونية معتدية محتلة لأرض فلسطين ثم شردت أهلها ولا زالوا يعيشون في المخيمات والمنافي والمهاجر ومنذ ستين سنة ولا زالت تأكل الأرض العربية الفلسطينية كالسرطان تحقيقا لمخطط استراتيجي بعيد المدى للسيطرة على منطقة الشرق الأوسط بأكملها وإخضاعها للسيطرة الأميركية والغربية بمساعدة القاعدة الأميركية الغربية "إسرائيل". و"إسرائيل" شريكة للولايات المتحدة الأميركية ودخلت عناصرها العراق مع القوات الأميركية!! عَلِمَ بذلك "الآلوسي" أو لم يعلم, فإذا علمَ بذلك فتلك مصيبة وإذا لم يعلم بالمصيبة أعظم, على هذا الأساس فإن زيارته لإسرائيل وبأي حجة وسبب لا مبرر لها وهو يعلم أن تلك الزيارة ستعرض موقفه السياسي وما يتمتع به من إدعاء الإخلاص للشعب والوطن للخطر والخزي والعار, وقد استغل خصومه وحتى أنصاره هذه الخطوة وتعرض لنقد لاذع وإجراءات برلمانية أخرى كانت بمثابة لفت نظره إلى ما قام به من عمل لا مبرر له البتة. أما ما يقوله البعض والآلوسي معهم أن هناك دول عربية وإسلامية!! لها علاقات مختلفة مع إسرائيل فما الضير من زيارته إليها؟؟ هذا الواقع صحيح ومعروف ولكنه لا يناسبنا ولا يناسب المرحلة التي نمر بها اليوم وليس مستساغة ولا مقبولة لدى شعبنا في الوقت الحاضر, وهذا ما لا يحسب حسابه السيد الآلوسي!؟
وبالمقارنة بين إسرائيل وإيران؛ نجد أن إيران مهما كان لها من مواقف ونشاطات تمليها عليها مصالحها الخاصة ومهما قيل ويقال بأنها تتدخل في شؤون العراق فإنها دولة جارة قبل كل شيء وجوارها يمتد إلى أكثر من ألف كيلو متر طول! ولدينا علاقات وروابط مختلفة معها منذ القدم أو الأزل!! وهي على أية حال لو كان في نيتها التدخل الإيجابي! في العراق فسوف لن يضير العراق هذا التدخل - فرضا-ً لأنها بلد غني ونفطي وزراعي وتجاري وفي باطن أرضه ثروات طبيعية هائلة, فإن تدخلها! إن صح لا يضيرنا بقدر ما سوف ينفعنا.. وحتى "صدام حسين" العدو التقليدي لإيران تنازل عن حقده وتعصبه! وسمح لإيران أيام الحصار أن تمرر بضاعتها وموادها وإيصالها إلى الشعب العراقي الذي كان بأمس الحاجة إلى تلك المساعدات, إضافة إلى إيوائها إلى ملايين المهجَّرين والمُهاجرين إليها مهما كانت ظروفهم أو شكاواهم فهم وفروا الملجأ الآمن لهم في حينها. أما "إسرائيل" فهي عكس ذلك الكلام كله باختصار شديد!؟ فما هو الضير إذا ما زار السيد أحمد السامرائي رئيس مجلس النواب العراق إيران بقصد التفاوض والتفاهم على مشاكل عالقة وتحتاج إلى حلول سريعة ومن أهمها المياه والحدود, فهذه الزيارة فيها نوع من المرونة في التعامل مع الجوار وحل ما يعرقل التفاهم بالطرق السلمية تلافيا لضرورة حل النزاعات بالحروب التي رأينا كيف أهلكت الحرث والنسل وكم خلفت من المآسي والأضرار التي لا زالت آثارها باقية إلى اليوم؟؟ فشتان بين الزيارتين, زيارة الآلوسي إلى إسرائيل وزيارة السامرائي إلى إيران.
وإذا كان السيد الآلوسي حريص على العراق ومصالحه ومستقبله فليوجه حرصه هذا ضد قوات التحالف أو "الاحتلال" التي عاثت في البلاد فساداً ودماراً وخلقت الأزمة الطائفية وأججت نار الحقد والكراهية بين أبناء الشعب العراقي الواحد, وما فعله المحتل وعصاباته لم تفعله إيران و"عصاباتها"!! إذا جازت المقارنة, وإن أعداء الشعب الحقيقيين أمام "الآلوسي" وخلفه وفي كل مكان هم وقياداتهم ودباباتهم وطائراتهم التي تزعج الناس ليل نهار وتدخلهم في كل صغيرة وكبيرة من أمور البلد, تُعَيِّن مَنْ تشاء, وتفصل مَنْ تشاء؛ وتغتال مَنْ تشاء؛ فهي تحيي وتميت وهي على كل شيء قدير!!؟ فهي جديرة بالحقد والكراهية عند "الآلوسي" من حقده الأعمى على إيران و"عملائها"!!؟ الذين لهم ما يبرر تعاونهم وعلاقاتهم مع إيران, ذلك التعاون وتلك العلاقات التاريخية والجوارية! وحتى "الصهرية"!! ويبدو أن السيد الآلوسي يريد أن يضمن حياته وبقاءه ليحقق أحلامه!! بالتودد إلى إسرائيل والتهجم على إيران, وليس على إيران فحسب بل حتى على الذين يزورنها بين الحين والآخر؛ سواء كانت زيارات سياسية أو تجارية أو مصالح أخرى تهم مصالح العراق مع جيرانه؛ كانت منذ القدم ولا زالت وسوف تبقى تحكمها المصالح المشتركة العادلة دون خلق المشاكل مع إيران وإيجاد المبررات إلى معاداتها ومن ثم التعرض لها وفقا للأجندة الأميركية والغربية في المنطقة التي تخطط لحرب أخرى أو احتلال آخر تشارك فيه "إسرائيل"!!؟
لا أدري ولا يدري الكثير ما هو السر في معاداة إيران وإظهار الحقد والكراهية ضدها وهي لم تفعل ما فعلته "إسرائيل" بالعرب والإسلام!! ولم تقوم بما قامت به أميركا في العراق وأفغانستان, ولم تتآمر كما تآمر علينا قادة الأمة العربية المجيدة!!؟ الذين يعلنون بصراحة الأغبياء بأن الخطر الإيراني هو أكبر من الخطر الإسرائيلي الصهيوني!!؟ يا للحقد الأعمى الذي يخلف البلادة والنسيان والغباء.. الحقد الأعمى وحده ليس إلا.. أننا كمبدأ وطني خالص لا نرضى بأي تدخل في شؤوننا الداخلية السلبي!؟ لا من إيران ولا من بقية دول الجوار التي أثبتت غباءها وحقدها على العراق والعراقيين أكثر مما قامت به إيران كما يزعمون, وسنبقى ندافع عن وجودنا ووطننا بكل ما نملك من قوة السلاح وقوة الإيمان المؤطرة بالوحدة الوطنية التي هي أمضى من كل سلاح على الساحة.. نسأل الله أن يوفق السيد أحمد السامرائي في مهمته في إيران, وأن لا يوفق "الآلوسي" في مهماته!!؟ إلى إسرائيل!!؟ والسلام عليكم
https://telegram.me/buratha