حسن الهاشمي
ونحن على أعتاب العام الدراسي الجديد بحاجة إلى وقفة إزاء ما يقوي في طلاب المدارس روح العلم والتقى وروح المواضبة وتحمل المسؤولية تجاه خدمة المواطن وتطوير الوطن، بما يحقق الإستقلال الفكري والإنتاجي والتنموي والثقافي مما يوجب النمو والإزدهار الحضاري، وأن شعبا كالعراق بما يحمل من موجبات الحضارة من أرض خصبة وإنسان مبدع وثقافة رصينة لهو قادر من النهوض بعد النكوص ومن الإنطلاق بعد التعثر ومن التطور بعد التدهور... واستشعار الكوادر التربوية والتدريسية مسؤولية الأمانة الشرعية والوطنية التي على عاتقهم تجاه المواطنين هو كفيل للارتقاء بالمستوى العلمي للطلبة وان المكانة العلمية والوزن العلمي للعراق أمانة في أعناقهم كما إن المطلوب من التدريسيين الالتزام بما تقتضيه الأخلاق المهنية للتعليم من بذل كل الجهود لتعليم الطلبة وتفهيمهم المادة العلمية ومتابعة مستواهم العلمي وعدم إلجائهم إلى الدروس الخصوصية، التي قد يلجأ إليها بعض ضعاف النفوس طمعا ما في أيدي المواطنين الذين قد يضطرون إلى الدروس الخصوصية تعويضا لما فات أولادهم من فهم للدروس ما يسبب إرهاقهم من الناحية المالية، لا بأس بالدروس الخصوصية لميسوري الحال ولكن بشرط أن يستوفي الطلاب فهم الدروس في الحلقات العمومية وما يتوخوه من الخصوصية زيادة المعلومات وترسيخ المادة، والحقيقة أن الإخلاص في تعليم الأولاد يرجع إلى نفسية المعلم وتربيته وما شب عليه من ثقافة ربما لا يمكن تمييزها بالعيان ولكنها تنمو ايجابا أو سلبا وتظهر في سالف الأيام.
العملية التربوية والعلمية في كل بلد هي التي تحدد مصير وتطلع ذلك البلد من الناحية التنموية والتطويرية شريطة أن تكون مبنية على أسس المناهج العلمية الرصينة وكذلك على خطط خمسية وعشرية تضع بنظر الإعتبار رفد الحركة العلمية بما يساهم في مواكبة كل ما هو جديد علمي وتقني وكل ما هو مفيد من الناحية القيمية والسلوكية والأخلاقية، إذ أن العلم والأخلاق صنوان لا ينفكان في عملية الإبداع في أي حقل من الحقول، وكما قال الشاعر: لو كان للعلم من دون التقى شرف ،،، لكان أشرف خلق الله إبليس
إذ إننا نجد من الضروري اهتمام الكوادر التربوية ببناء منظومة للقيم والمبادئ الأخلاقية لدى الطالب خصوصاً في المراحل الأولى من الدراسة وتوجيه الطلبة نحو ضرورة الالتزام بالمعايير الدينية في حياتهم وتقويم السلوك لهم والابتعاد عن كل ما يؤدي إلى الانحراف والفساد، لاسيما ونحن نعيش زمن التكنلوجيا المتطورة التي دخلت عن طريق الأنترنت والفضائيات والهواتف النقالة إلى بيوتنا من دون استئذان، ما يضاعف مسؤولية الآباء والأمهات والأساتذة الذين يلعبون دورا مهما في تنمية ذهنية الطالب في المستوى العلمي والقيمي والأخلاقي.
وطالما نهتم بتربية أطفالنا تربية صحيحة ونزقهم بالعلوم المفيدة فإننا نقف على أرض صلدة يمكن أن ننطلق منها إلى رحاب العلم والمعرفة الحقيقية، أما إذا ما شابت عملية التربية والتعليم بعض المنغصات المادية والنفعية والجشعية والمصالح الشخصية فإنها سوف تتعثر وتندب حضها العائر وحينئذ هي بحاجة إلى نفوس متحررة وضمائر حية من انتشالها من واقعا المزري التي قد تنزلق نحوه إلى وضعها الطبيعي الذي يتطلب مزيدا من الحرص والشعور بالمسؤولية، وأخلاقية المهنة التي يتمتع بها معظم التدريسيين - وأملنا بهم كبيرا - كفيلة بانتشال أورادنا النادية وتخليصها من الأشواك والطحالب الضارة إيذانا بزهاوة ونظارة بستان التربية والتعليم في عراقنا الحبيب.
https://telegram.me/buratha