المقالات

العزوف عن المشاركة في الأنتخابات القادمة لا يتحمله المواطن

1042 18:15:00 2009-10-01

قاسم العجرش

في مقاربة سابقة جرى الحديث عن النسبة المتدنية للمشاركين في التصويت في أنتخابات مجالس المحافظات، وتناولنا واحدا من الأسباب وهو المتعلق بالمتخلفين عن المشاركة من يمكن وصفهم بالواقفين على التل، من الإنتهازيين وأصحاب المطامع...بيد أن هناك أسباب أخرى، من بينها بقاء صدام وهو في قبره يقود البلاد! فليس بيد مفوضية الأنتخابات أو الحكومة أو أي جهاز من أجهزة الدولة من وسيلة يتثبتون بها عراقية العراقي، غير البطاقة التموينية اللعينة، هذه البطاقة التي وضعها صدام للسيطرة على العراقيين، وأتخذها وسيلة لإحكام قبضته على رقابهم قبل بطونهم، ومع أننا لا نجهز إلا بثلث موادها،إلا أنها شيئا فشيئا تحولت الى أهم وثيقة يستوثق بها منا! ومنذ سنة 1977 لغاية اليوم لم يجر تعداد للسكان توضع بموجبه الخطط والسياسات لمستقبل العراق،

وكشفت نتائج المشاركة في الإنتخابات التي أعتمدت البطاقة التموينية أساسا لمعلومات الناخبين، أن هذه البطاقة لم تعد صالحة لأداء مثل هكذا وظيفة، وأن أعدادا كبيرة جدا لم تتح لهم فرصة المشاركة في الإنتخابات بسبب أخطاء إعتماد البطاقة التموينية، وإذا كان أمامنا إستحقاق إنتخابي أكبر في نهاية هذا العام لإنتخاب مجلس النواب، فهذا يعني أننا سنواجه كارثة كبرى ستعيق البناء الديمقراطي في الوطن.... في الأنتخابات القادمة ستتكرر خيبة لكن بصورة أشد، والدليل هو عزوف المواطنين عن تحديث سجل الناخبين، وهو عزوف منطقي، ليس بسبب كراهيتهم للأنتخابات ولا لعدم أيمانهم بالعملية السياسية، ولكن بسبب أن المواطن غير مجبر أن يقوم بعمل يفترض أن يأتي الى بابه لا أن يذهب اليه برجله، وليس على المواطن أن يؤسس قاعدة بيانات تخدم السياسيين، فهذه مهمة الدولة وليست مهمة المواطن البسيط، كما أنه ليس عليه ان ينفق عليها فلسا واحدان أوأن يترك عمله أو يضيع وقته ليوم أو بعضه من أجل مهمة كان يفترض أن تقوم بها الدولة، ففي عملية تحديث سجل الناخبين صارت مهمة المواطن أن يقوم بتعداد نفسه وهو أمر غير واقعي وغاية في الغرابة ..

...ولعل إجراء رابع ممارسة إنتخابية في ظل عدم وجود قانون أو تشريع للأحزاب ينظم الحياة السياسية في الوطن، يؤشر خللا كبيرا في العملية السياسية ، وثغرة تنفذ من خلالها الأخطاء، فقد مضى عمر الدورة البرلمانية الحالية ولم يتبق منها سوى بضعة أشهر، وقبلها أنجزت الجمعية الوطنية مهامها، والعمل السياسي في العراق يجري بدون ضوابط تحكمه، وهي حالة نادرة في البلدان، وربما هي الحالة الأكثر فرادة في جميع الديمقراطيات، فلى تنمو الديمقراطية نموا صحيحا في الفوضى، وحتما ستنتج نتائج سلبية من هذه الفوضى، وكان أن ترشح عدد يفوق القياسات بكثير، فلإشغال (440) مقعدا لمجالس المحافظات، ترشح (14430) مرشح! ومعنى هذا أن المقعد الواحد قد تنافس عليه (33) شخص،وهو رقم كبير أدى الى تنافس محموم أستخدمت فيه أدوات مختلفة، أغلبها غير مقبول، لكن عدم المقبولية هذه غير محكومة بقانون، مما أدى الى أن تمتليء شوارعنا بملصقات لمرشحين أغلبهم لا يعرفهم المواطن الناخب، فكان أن إستخدم عقله وعزف عن المشاركة!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك