المقالات

الاشكال المنهجية في تدمير الآثار الاسلامية في شبه الجزيرة العربية دراسة تحليلية

1588 02:17:00 2009-10-03

الاستاذ الدكتور وليد سعيد البياتي

محاضرة القيت في مركز الابرار- لندنبتاريخ: 1 /تشرين الاول/2009

توطئة:

سبق وإن تشرفنا بالقاء اكثر من محاضرة في هذا المركز وغيره من المراكز الاسلامية داخل بريطانيا وخارجها، وانجزنا عددا من البحوث والدراسات حول قضية تدمير الاثار الاسلامية في شبه الجزيرة العربية وخاصة كل ما يتعلق بأثار وتراث الرسول الاعظم صلوات الله عليه وآله، اضافة لاثار وتراث أهل البيت عليهم السلام هذا غير تلك الاثار المتعلقة بزوجات وعمات النبي الاكرم وبعدد من الصحابة، وقد خلصنا في دراساتنا التي رفعت إلى المنظمة الدولية للثقافة والعلوم (اليونسكو) سنة 2005، ثم تلك التي ارسلت للمنظمة الدولية خلال 2007-2008 وايضا تقاريرنا حول حجم تدمير الاثار الاسلامية خلال القرن الاخير والتي بلغت رقما مهولا حيث تبين لنا انه تم تدمير اكثر من 95%-98% من مجمل الاثار في مكة المكرمة والمدينة المنورة، حيث بقيت الحركة الوهابية ممثلة بالحكومات السعودية المتعاقبة تعمل وبشكل منهجي على تدمير التراث الاسلامي لفترة تجاوزت القرنين من الزمان، وكانت حجة هؤلاء تقول: (أن المحافظة على الاثار والتراث يؤدي الى التعبد بها)، تحت حجة عدم وجود نصوص توجب الحفاظ عليها، او التعامل معها كأرث انساني وتاريخي وديني، ومن هنا قالت الجماعات الوهابية بوجوب تدمير الاثار حتى وان كانت إسلامية، ومن أجل ذلك فقد اصدر علماء الفكر الوهابي عددا كبيرا من الفتاوى والبيانات التي تحض على تدمير وتخريب الاثار الاسلامية بحجج شرعية واهية لاتقوم على دليل من العقل ولا من الحكم الشرعي.

إذن فبقاء الاثار من عدمه متعلق بالحكم الشرعي كما يدعون، وهم ينفون بذلك أية قيمة تاريخية أو علمية او حتى فنية لهذا التراث الاسلامي العريق، بل ويضعون ايديهم على مجمل التراث الرسالي دون السماح للاخرين بابداء ارائهم فيها. ونحن في هذه الدراسة سنتطرق إلى عدة محاور لتبيان الحقيقة العلمية والشرعية إضافة الى كشف الوقائع التاريخية في تدمير أهم المواقع الاثرية، ومن هنا سنطرح تساؤلا مهما يقول:

" هل تدمير الاثار الاسلامية الخاصة بالرسول الاعظم واهل بيته عليهم السلام أضافة لاثار عدد من الصحابة في شبه الجزيرة العربية تم بالصدفة؟ أو انه عمل منهجي اريد منه محو التاريخ والتراث الاسلامي الخاص بالرسول الخاتم صلوات الله عليه وآله، وتدمير العلاقة بين الانسان المسلم وتاريخه الاصيل " ؟؟

الحكم الشرعي:

تدعي الحركة الوهابية بعدم وجود نصوص من الكتاب والسنة المطهرة تؤيد زيارة القبور او بناء مساجد عليها واتخاذها محلا للصلاة والتبرك، ونحن هنا نورد بعض النصوص من الكتاب العزيز والسنة النبوية الشريفة.

يقول الله تعالى في إخباره عن حادثة اهل الكهف ولجوء الفتية للغار ونومهم فيه ثم وفاتهم هناك: " وكذلك اعثرنا عليهم ليعلموا ان وعد الله حق وأن الساعة لا ريب فيها إذ يتنازعون امرهم بينهم فقالوا ابنوا عليهم بنيانا ربهم اعلم بهم، وقال الذين غلبوا على أمرهم لنتخذن عليهم مسجدا ". (1)

ويقول شيخ الطائفة الطوسي في تفسيره: " فقال بعظهم ابنوا عليهم بنيانا ليصلي فيه المؤمنون تبركا بهم". (2) مما يؤكد وجود فكرة البناء على القبور منذ الزمن القديم للتبرك بصاحب القبر قربة لله تعالى وهذه سنة في الشرائع السماوية جمعاء. وقد جاء مثله في تفسير الطبري وتفسير ابن كثير. كما أن فقهاء المذاهب قبل الحركة الوهابية قد اجازوا ذلك كما ورد في كتب الصحاح وغيرها.

وأما ما جاء في زيارة القبور في مصادر السنة:- فيما اخرجه مسلم عن بريدة: قال رسول الله (صلى الله عليه وآله): " نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها ".(3)- عن ابن مسعود: أن رسول الله (ص) قال: " كنت نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فانها تزهد في الدنيا وتذكر بالاخرة ". (4)- عن ام سلمة قالت: قال رسول الله (ص): " نهيتكم عن زيارة القبور فزوروها فان لكم فيها عبرة ". (5)

من هنا تسقط حجية عدم القول بزيارة القبور او بالبناء عليها او التبرك بها، ولما كان بحثنا لايتوقف على مجال الحكم الشرعي باعتباره بحثا تاريخيا وآثاريا فنكتفي بهذه النصوص لننتقل للبحث التاريخي.

القيمة التاريخية والاثارية للبقيع:

تكمن القيمة التاريخية للبقيع ليس فقط بكونه أول مقبرة للمسلمين في العالم الاسلامي آنذاك، بل لانه ايضا ضم رفات العديد من آل الرسول ومن خيار وكبار الصحابة والقراء وحفظة الكتاب، وعدد كبير من التابعين على مختلف العصور، ولعل اول من تشرف بالدفن في (بقيع الغرقد) (6) هو ذلك الصحابي الجليل عثمان بن مضعون (رض). وقد اشرنا في محاضرات سابقة كيف اصبح بقيع الغرقد مقبرة عامة للمسلمين، فدفن فيها من الهاشميين وغيرهم وهي بذلك لم تقتصر على بني هاشم أو آل عبد المطلب، ولكن لقرب هؤلاء من الرسول الخاتم جعل لقبورهم مكانة كبيرة في قلوب ونفوس المسلمين كافة حتى جاءت الحركة الوهابية ودمرت هذا الارث الاسلامي، فالبقيع ليس مجرد حكاية لتاريخ المسلمين، بل هو سجل توثيقي للكثير من الرجال والنساء الذين صارت شواهد قبورهم معالم اسلامية ودلالات على تلك الحقبة من التاريخ. ومن هنا فنحن لانحتاج الى مزيد في هذه النقطة ويمكن الرجوع لبحوثنا المنشورة حول الموضوع.

تدمير دار الرسول الخاتم صلوات الله عليه وآله:في الوقت الذي تتسابق فيه الامم والشعوب إلى تخليد قادتها وزعمائها ورجالاتها بمختلفى الاشكال ولولها اعتبار مواقع ولادتهم مركزا تراثيا واثاريا مهما تتوجه الانظار لرعايته وتصرف عليه المبالغ الطائلة لصيانته وحياصته وترميمة من عوادي الزمن وتقلبات الانواء، نجد ان من يدعون انفسهم حماة للاسلام يكونون أول من يهدم التراث الاسلامي العظيم.فمنذ البداية سعت الحكومات السعودية المتعاقبة الى إرضاء الميول المتشددة لدى حليفها الديني (آل عبد الوهاب الذين صاروا يعرفون بآل الشيخ)، فقامت بعلمية اخراج تدريجي للقبر الشريف من محوّطة المسجد للحيلولة دون إثارة مشاعر المسلمين الذين يرفضون هذا الاجراء الفردي والممقوت الذي تتخذه قلة متشددة حيال نبي الاسلام وما يستحقه من تبجيل واعلاءً لشأنه الكريم. ومن أجل درء محاولات المؤسسة الدينية المتشددة الرامية الى طمس معالم النبوة ومكارم الرسالة، كان المخلصون والحريصون من أهل الديار المقدسة يعملون ما بوسعهم من أجل احباط تلك المحاولات والحفاظ على ميراث النبوة وتراث الاسلام في هذه الديار. ومن بين تلك المحاولات السعي الى اخفاء مكان مولد النبي الكريم ابا القاسم المصطفى، حيث عقد المتشددون العزم على ازالة هذا المعلم الاسلامي والتاريخي المهم، وقد تم تحويله إلى مرافق عامة، ثم سعوا بعد ذلك لهدم وتدمير بيته وبيت السيدة خديجة بنت خويلد في مكة المكرمة فتم هدمه وبناء مكتبة على انقاض هذا الارث التاريخي والانساني العظيم. فقد نشرت صحيفة البلاد في عددها الصادر في الخامس والعشرين من جمادى الأول 1370هـ ـ الموافق الرابع من مارس 1951م مقالاً بعنوان (مدرسة ومكتبة في الأماكن التاريخية) جاء فيه: (تفضل حضرة صاحب الجلالة الملك المعظم الملك عبد العزيز فمنح سعادة الشيخ عباس قطان الأرض البيضاء المعروفة بدار السيدة خديجة زوجة النبي الكريم صلى الله عليه وسلم ورضى الله عنها لإقامة مدرسة لتحفيظ القرآن الكريم على أنقاض هذه الدار، كما تفضل فمنحه أيضاً المكان الذي ولد فيه الرسول الأعظم صلى الله عليه وسلم لبناء مكتبة ضخمة يؤمها رواد العلم وطلابه).

فتاوى تدمير الاثار الاسلامية:

حاولنا حصر وتحقيق عدد من الفتاوى الصادرة عن علماء الوهابية باجازة تهديم وتدمير القبور والمشاهد والاثار الاسلامية للرسول الخاتم صلوات الله عليه وآله وقد قدمنا عددا منها كوثائق جرمية لمنظمة الثقافة والفنون (اليونسكو) في معرض الدعوى لادانة النظام السعودي لارتكابه جرائم ضد الانسانية.

في شوال سنة (1344 هـ/1925) اصدر الشيخ عبد الله بن بلهيد فتوى بتهديم البقيع، وفي الثامن من شوال (1344/1925) بدات أعمال تهديم البقيع على يد جماعة الاخوان التي هي احد اول الاجنحة العسكرية للحركة الوهابية، حيث جمعوا لذلك كل بنائي المدينة واخذوا في تهديم كل ما شيد على القبور في البقيع من قباب وغيرها. وبعدها جاء وفد (جمعية خدام الحرمين) من الهند الذين حملوا معهم (ستون الف روبية) لتعويض ضحايا الحروب فاخذا ابن سعود المال منهم وارجعهم على نفس السفينة.

يقول الشيخ ابراهيم بن سليمان الجبهان في كتابه: (تبديد الظلام وتنبيه النيام، ص 389 ) المطبوع بإذن رئاسة البحوث العلمية والافتاء والدعوة والارشاد برئاسة المفتي السابق الشيخ عبد العزيز بن باز تحت رقم 1144/5 بتاريخ 11/7/1400هـ

(وإن إدخال قبره أي قبر المصطفى في المسجد أي المسجد النبوي أشد إثماً وأعظم مخالفة ) ويضيف بأن (سكوت المسلمين على بقاء هذه البنية لا يصيّرها أمراً مشروعاً). (7)

وجاءت فتوى (ابن جبرين) وذلك في كلمته الاسبوعية والتي نشرها في موقعه الخاص ، وذلك بتاريخ 7/2/2007 حيث ذكر:

(فالواجب هدم تلك الأبنية، حيث يقر أهلها بأن البناء محرم، ولا يسوغ بقاءها الناحية الفنية والجمالية في البناء، ولا أنها تراث إسلامي وعمارة إسلامية، وأما وصفها بأنها عمارة إسلامية فليس بصحيح، وإن كانت في بلاد المسلمين، ولا تسمى تراثاً إسلامياً، فإن الشرع لا يقرها، والإسلام يأمر بإزالتها، وأما تدريسها بعد إزالتها فلا مانع من ذلك، ويكون على وجه التحذير منها، فيكون تدريسها يشتمل على ذكر صفتها قبل هدمها وزمان بنائها، وكذلك سبب هدمها وإزالتها).

هذا وبعد ان اصدر (ابن جبرين) فتواه التكفيرية بمناسبة سنوية تدمير مرقد العسكريين (عليهما السلام)، قامت المنظمات التكفيرية بتدمير مرقد عبد الله بن موسى الكاظم (عليهما السلام) ، حيث ذكرت مصادر في الشرطة في يوم 16/2/2007 انه قام ارهابيون بتسوية مزار عبدالله بن موسى الكاظم (عليهما السلام) وهو نجل الامام الكاظم ومقابر مجاورة له بالارض بالجرافات كما سويت ايضا حسينية الكوثر القريبة من المزار.

وهنا يحق لنا ان نطرح تساؤلا مفاده ماهو الاثم في الحفاظ على تراث الرسول الخاتم (ص)، وكل ما نقوم به في الحج والعمرة من مراسم وشعالئر هي اعادة تكرار لماقام به نبي الله ابراهيم عليه السلام ولما قامت به السيد هاجر ام اسماعيل في السعي بين الصفا والمرة، ومحمد بن عبد الله هو خاتم الانبياء والرسل والحفاظ على تراثه امر الهي واجب وهو من المودة ومحبة الرسول التي اوجبها الله علينا والزمنا بها.

الهدم الاول: (1220هـ/1805م)

يروي صاحب لمع الشهاب قضية التدمير الاول وهي رواية شاهد عيان: " في سنة (1220هـ/1805م) دخل ابن سعود المدينة وطلب من الخدام السودان الذين يخدمون حرم النبي (ص) وقال لهم اريد منكم الدلالة على خزائن النبي فقالوا باجمعهم نحن لا نوليك عليها ولا نسلطك فامر بضربهم وحبسهم حتى اضطروا واجابوه فدلوه على بعض من ذلك وكان فيها (في الخزائن) من النقود ما لا يحصى، وفيها تاج كسرى انوشروان الذي حصل عليه المسلمون يوم فتح المدائن، وسيف هارون الرشيد، وعقد لزبيدة زوجة هارون، وفيها تحف من جملة ما ارسله سلاطين الهند بحضرته (ص) وتزيينا لقبته (ص) واخذ قناديل الذهب وجواهر عديدة ".(8)

ويقول الجبرتي في تاريخه عن احداث يوم 15 رجب 1220 (9 تشرين الاول (اكتوبر) 1805: " وردت الاخبار بأن الوهابيين استولوا على المدينة المنورة على ساكنها افضل الصلاة والسلام بعد حصارها نحو سنة ونصف ".(9) ويشير في موضع أخر الى (هدم القباب). (10)

الهدم الثاني: (1344هـ/1925م)

لعل اصدق وصف لهذه القضية هي تلك الرسالة التي ارسلها احد الحجاج العراقيين لاحد علماء الشيعة في العراق والتي نصها:

" صدر الامر بهدم وتخريب المراقد الشريفة، فشرع الجند اولا بنهب جميع ما تحتويه تلك البنايات المقدسة في البقيع من الفرش والستائر والمعلقات والسرج وغير ذلك ثم بدؤا يخربون تلك المشاهد المقدسة وفرضوا على جميع بنائي المدينة الاشتراك في التخريب والهدم ". (11)

وهذا الجانب من التهديم اعتبر اساسا لكل اعمال التهديم والتدمير التي تعرضت لها الاثار الاسلامية بعد هذا التاريخ خاصة ان كل هذه الاعمال تم دعمها بالفتاوى والاحكام السياسية في ذات الوقت.

منهجية تدمير الاثار الاسلامية:

لم يكن تدمير الاثار الاسلامية في شبه الجزيرة العربية نتاجا لاختلاف فقهي أو لاخطاء سياسية، ولا يمكن اعتبارها فقط كأحد مساويء الادارة العامة، ولكنها في الواقع عمل منهجي منظم سعى إلى إزالة الاثار الاسلامية وقطع علاقة الانسان المسلم بتاريخة وتراثة الاسلامية، واضعاف هيبة ومكانتة الرسول الخاتم بين المسلمين لايجاد مبررات لنقض الفكر الاسلامي ككل وهدم تعلق المسلمين بالنبي الخاتم واهل بيته الاطهار وصحابته الاخيار، وهي بالتالي اهانة لمشاعر مليوني مسلم على هذه الارض. أما إدعاء الحكومة السعودية الحالية بانها صرفت مبلغ (19 مليار دولار امريكي) في اعمال توسعة الحرمين فان ذلك كان مجرد خطة أخرى للانقضاض على ما بقي من آثار محيطة بالحرمين المكي والمدني، فاذا جازلهم مثلا تهديم البيوت التاريخية وخاصة بيت النبي الاكرم ومحل ولادته في مكة المكرمة فهل يجوز لهم تهديم المساجد التي بنيت في العصور المختلفة وخاصة تلك التي يعود تاريخها للقرن الاسلامي الاول ولعصر دولة الرسول في المدينة المنورة؟

برنامج التهديم:

يقوم برنامج التهديم على تفعيل عدد من المراحل لتحقيق الغاية وازالة الاثار الاسلامية، فقد ادركت الحركة الوهابية منذ البداية نوع وحجم ردود الافعال التي ستواجهها من قبل المسلمين في كل انحاء العالم لتعلق الجميع بشخصية وتراث الرسول الخاتم (ص). ولذلك اتبعت عددا من الخطوات:

1- ادخال مساحات جغرافية غير تاريخية ضمن المخططات التاريخية لاضعاف الجانب التاريخي للاصل (اي للاماكن التاريخية المهمة وذات القيمة العالية) وبالتالي يمكن ازالتها جميعا وتهديمها كماحدث في البقيع في اكثر من مرة.2- وضع خرائط مزيفة واعادة تسمية بعض الاماكن باسماء غير تلك التي عرفت بها تاريخيا لتسهيل عملية ازالتها بدعوى انها لاتمثل تراثا عريقا.3- اضعاف هيبة الاماكن التاريخية في نفوس الناس بتحويل اهم المواقع وهو موقع ولادة الرسول الخاتم الى مرافق عامة. 4- المساواة بين ما هو أصيل وبين ذلك المزيف تمهيدا لازالة الاصيل والمزيف كما في قبور عدد من آل البيت والصحابة في البقيع وخارجه.5- التمويه على المواقع الاثارية المهمة واهمال المواقع الاصيلة كما حدث في موقع قبر السيدة آمنة بنت وهب أم النبي الخاتم في منطقة الابواء خارج المدينة المنورة.6- اصدار الفتاوى لدعم العمل الاجرامي، وهذه الفتاوى قد تزايدت في العصر الحالي.7- ايجاد حالة من القبول العام تتمثل بصمت الاجهزة السياسية عن ما يحدث ومشاركتها في التأييد للمزيد من اعمال الهدم وتخريب التراث، والتمويه على الناس بعقد المؤتمرات الاسلامية وغيرها.8- استغلال وسائل الاعلام للتمويه على العالم الاسلامي والرأي العام، واثارة قضايا جانبية للتغطية على الفعل الاجرامي المستمر، كما حدث في زيارة البقيع مؤخرا والتحرش بالسيدات اللواتي جئن لزيارة قبور الائمة عليهم السلام.9- انكار اية قيمة تاريخية او تراثية او فنية فيما يتعلق بالاثار الاسلامية في مكة والمدينة.10-استغلال النظام التعليمي ببث افكار وقيم سلبية في عقول الاطفال والناشئة وابعادهم عن تراثهم الاسلامي الاصيل بخلق نوازع نفسية وفكرية سلبية تجاه الاصالة الاسلامية، وقد امتلآت كتب المدارس السعودية بالهجوم المستمر على الشيعة وتعليم الاطفال على رفض الاتصال والتعامل مع الشيعة، عبر تكفيرهم من قبل فقهاء الوهابية مما خلق نواعا عنيفا من التطرف الديني.

عملنا مع اليونسكو:

لقد تم خلال السنوات السبع الماضية رفع أحد عشر تقريرا، واعداد ثمانية عشر بحثا ودراسة تحليلية عن حجم الجرائم التي ارتكبتها الحركة الوهابية ممثلة بالنظام السعودي بحق الاثار الاسلامية في مكة المكرمة، والمدينة المنورة، وهي آثار لاتتعلق جملتها باتباع المذهب الجعفري، بل باعتبارها تراثا اسلاميا لملياري مسلم في بقاع الارض، هذا غير اشاراتنا المستمرة إلى تدمير الاثار الاسلامية في العراق ومصر وشمال افريقيا، وفي كل مرة كنا نحاول ان نحصل على تقدم في عملنا القانوني وفي مفاوضاتنا ومناقشاتنا مع المسؤولين الدوليين، كان المال السعودي والضغط السياسي يتدخل لتقويض هذه الجهود والانجازات، هذا غير التحرك الاعلامي اضافة الى التهديد المستمر والمباشر من قبل اشخاص مجهولين ولكنهم في طروحاتهم ينتمون للحركة الوهابية كما يتضح من نوع الافكاروالتشدد الفقهي.

لاشك ان التظاهرات والمسيرات والتنظيم الاعلامي ضد النظام السعودي اثر تفجير الحرم العسكري في سامراء، وما قام به الاخ السراي من اقامة الدعوى القانونية ضد الرموز الدينية الوهابية، قد جعل النظام السعودي يقع في حرج سياسي واعلامي كبيرين، لكن خفوت هذا الاندفاع والاكتفاء بالمناسبات السنوية قد كشف عن عدم اهتمام جدي بالموضوع مما سمح للنظام السعودي بمعاودة نشاطه بشدة اكبر.

لقد فاتحنا عددا من الحكومات الاسلامية ولم نجد دعما، كما خاطبنا الحوزات العلمية في العراق لاعلان فتاوى تتصدى لما يحدث وكانت الاجابة دائما: (بان العراق لايحتاج لاثارة مشاكل مع السعودية في هذه المرحلة) ومثل هذا الكلام سمعناه من عدد من المسؤولين العراقيين في الحكومة مما اصاب عملنا بالكثير من الاحباط.

مطالب قانونية: في الخاتمة نطلب ما يلي:

أولا: تأسيس منظمة دولية تسجل لدى الامم المتحدة تعمل على حماية التاريخ والتراث الاسلامي من العبث.ثانيا: المطالبة بتسجيل كل الاثار الاسلامية في المنظمة الدولية باعتبارها تراثا انسانيا يهم البشرية اجمع.ثالثا: العمل قانونيا على سحب التراث الاسلامي وخاصة مكة والمدينة من تحت يد الحكومة السعودية واخضاعها للمنظمة الاسلامية الدولية التي سيتم انشائها.رابعا: مطالبة الحكومة السعودية باعادة كل ما سرق ونهب خلال القرنين الاخيرين، وتعويض الخسائر التي سببتها عن كل ما نهب وسرق واتلف ودمر من الاثار الاسلامية في مكة المكرمة والمدينة المنورة وخاصة تلك التي في البقيع لوجود الشواهد التاريخية عليها.خامسا: كشف كل الاثار الاسلامية في كل انحاء العالم للمسلمين كافة باعتبارها تراثا يجب احترامه وتقدير قيمته التاريخية والادبية والفنية.سادسا: يحق لكل مسلم زيارة الاثار الاسلامية في كل مكان واقامة الطقوس المناسبة والخاصة بكل منها وفق المواسم السنوية وغيرها، دون التعرض له او انتهاك حقوقه الدينية والمذهبية.

........................1- الكهف/21.2- راجع التبيان في تفسير القرآن: 7/25. وراجع ايضا تفسير الطبري وتفسير ابن كثير في نفس المعنى.3- راجع صحيح مسلم: 2/672.4- انظر سنن ابن ماجه/501.5- انظر المعجم الكبير: 23/278.6- بقيع الغرقد: البقيع لغة: الموضع من الارض فيه أروم الشجر( اي اصول وجذور الاشجار) وبه سمي بقيع الغرقد بالمدينة المنورة. وفي كتاب( العين) الغرقد: ضرب من الشجر(نوع من الاشجار)، وايضا: هو شجر له شوك كان ينبت هناك فذهب وبقي الاسم ملازما للموضع، راجع مجمع البحرين.7- راجع تبديد الظلام/389.8- مجلة الثورة الاسلامية، العدد/74 /رمضان/71.9- راجع تاريخ الجبرتي/104.10-المصدر السابق/106-107.11-راجع الوردي، الدكتور علي، لمحات اجتماعية من تاريخ العراق الحديث، 6/306.

الاستاذ الدكتور وليد سعيد البياتيdr-albayati50@hotmail.co.ukرئيس ومؤسس الاتحاد الشيعي العالمي (اتشيع)المملكة المتحدة - لندن

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك