المقالات

أربعينية عزيز العراق إضاءة في المسيرة السياسية

643 16:52:00 2009-10-03

عمار العامري

رجحت كفة المحللين والمراقبين السياسيين للعملية السياسية في العراق والذي أكدوا أن التأييد الجماهيري الذي يحظى به تيار شهيد المحراب لم يتراجع رغم ما رافق نتائج الانتخابات المحلية الماضية من تقدم طفيف عبرت عنه وسائل الإعلام بالانخفاض- والذي حصل نتيجة استثمار تيار حزب المالكي لجهود الحكومة العراقية الحالية والذي اعتبرته الماكنة الإعلامية والسياسية المؤيدة للمالكي نجاحات تحسب لشخص المالكي فقط بعيدا عن الجهود والتقدم الحاصل في العملية السياسية وكأنما هو ترسيخ لنظرية (القائد الضرورة) في الوقت الذي انطلت فيه هذه الألعوبة على القاعدة الجماهيرية التي أيدت قائمة المالكي في الانتخابات والتي لم تميز بين الجهود المشتركة للحكومة العراقية وبين ثقافة القائد الأوحد والحزب الواحد-.

فقد أثبتت الفترة الماضية تأكيدات فشل توقع المراقبين بانخفاض شعبية تيار شهيد المحراب لاسيما أن الفترة من يوم الإعلان عن الائتلاف الوطني العراقي والى يوم أحياء ذكرى أربعينية عزيز العراق السيد الحكيم الراحل وقد ثبت أن القاعدة الجماهيرية لتيار شهيد المحراب لم تتراجع عن تأييدها لمبادئ التيار ومتبنياته وكشفت التقارير والاستطلاعات الصحفية أن هناك تغيير كبير في توجهات الشارع العراقي حصلت وان نسبة التأييد لصالح الائتلاف الوطني العراقي ازدادت بشكل واضح نتيجة قناعة المواطن العراقي بالمبادئ والأهداف والبرنامج الانتخابي للائتلاف الوطني وان الرؤى والتصورات التي كانت يحملها عزيز العراق حول مستقبل العراق السياسي يحتاج لمثل هكذا برنامج انتخابي متكامل والمبني على (أن الوطنية الحقيقية هي الشراكة في أقرار القرارات المصيرية الخاصة بالشأن العراقي وان الأحادية في اتخاذ القرارات وتغليب المصالح الحزبية والفئوية على مصلحة الوطن هي النظرية التي جعلت العراق يحكم لمدة ثمان عقود بحكم انفرادي حزبي أوحد كما أن دعوة عزيز العراق كافة أبناء الشعب العراقي للمطالبة الحقيقية بحقوقهم هي دعم لضمان حقوق كافة أطياف الشعب العراقي والابتعاد عن استحصال البعض لحقوقه ونبذ الآخرين) وقد تضمن برنامج الائتلاف الوطني كل رؤى وتطلعات عزيز العراق الراحل.

لذا نرى أن المشاركة العفوية الواسعة والتي تحظى فيها أربعينية عزيز العراق الراحل هي مصداق مطابق لرويا المتابعين الذين لم يشككوا في ابتعاد القاعدة الجماهيرية عن مبادئها ومتبنيات قيادتها رغم أن فراق السيد الحكيم كان له اثر بالغ على الشعب العراقي عامة وظهر ذلك جليا في علامات الحزن والأسى طيلة الفترة الماضية ألا أن المبادئ السياسية التي جاهد من اجلها عزيز العراق منذ الأيام شبابه الأولى حيث مشاركة في (لجنة المشورة) لإصلاح الحوزة العلمية والتي أطلقها السيد محمد باقر الصدر التي شكلها السيد محمد باقر الصدر وعلاقته مع الحركة الإسلامية في فترة المواجهة مع النظام العراقي قبل استلام صدام للحكم في العراق وبعدها في تشكيله (لحركة المجاهدين العراقيين) ودوره في تأسيس (المجلس الأعلى للثورة الإسلامية ) مع أخيه السيد شهيد المحراب وجهاده في فترة المعارضة وعلى الأصعدة السياسية والتوثيقية والجهادية وما أحدثه من دور كبير في تشكيل (مجلس الحكم العراقي) بعد التغيير في 2003 وتشكيل (الائتلاف العراقي الموحد) وتشكيل الحكومة الوطنية و(كتابة الدستور العراقي الدائم) ومساعيه في استعادة (العراق للسيادة والاستقلال) ودعوة لإعادة تشكيل (الائتلاف الوطني العراقي) كلها تشكل انعطافات تاريخية في مسيرة العراق السياسية ومحطات مضيئة تجعل المواطن العراقي يتأمل كثيرا في الجهود التي بذلها عزيز العراق مع تأكيده المستمر على أنها كانت من اجل الشعب العراقي مستكملا ذلك في المبادئ والأهداف التي رفعها الائتلاف الوطني العراقي وان خروج الشعب العراقي بكافة أطيافه للمشاركة إحياء أربعينية عزيز العراق ما هو ألا حالة لتجديد البيعة للمرجعية الدينية التي أزرت هذه الجهود المتوافقة وتطلعاتها لبناء العراق الجديد وتأييده للمبادئ والأهداف التي جاهدة من اجلها عزيز العراق(طاب ثراه).

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك