المقالات

اربعينية عزيز العراق

1017 20:57:00 2009-10-03

صلاح الغراوي

عكس مشهد اربعينية عزيز العراق رضوان الله تعالى عليه صورة صادقة للمشهد العراقي المتنوع ومكوناته التي بات رحيل الحكيم قاسمها المشترك .. وايمانا منها بذلك المشوار الجهادي الطويل الذي طرز حياته الشريفة اكد المشاركون ان عزائهم الوحيد في هذا المصاب ان اسرة ال الحكيم ستبقى ذلك الينبوع الذي يرفد الساحة العراقية بالقادة التاريخيين وإذا كانت معايير العظمة ومقاييس القادة تقف عند حدود الحياة .. فلن يتردد احد في أن السيد الحكيم هو واحد من أولئك الذين ارتشفوا الحكمة والعظمة من منابعها .. وهامت بحبه قلوب الفقراء والمحرومين والساسة على اختلاف اتجاهاتهم ..

وإذا كانت سيرة الإنسان تنتهي بانقضاء حياته فان رحيل عزيز العراق يمثل حياة جديدة تستمد معطياتها من تلك السيرة الجهادية التي انصهر بها حتى غدا شخصا بلا حدود. ومن هنا كان طبيعيا أن تحزن بغداد اليوم على هذه الشخصية الوطنية ويصطف قادتها في اربعينيته مؤبنين ومستذكرين مواقفه الخالدة .. كيف لا والسيد الحكيم قائدا عظيماً أضاف بموهبته وعطائه الثر إضافة مرموقة إلى تاريخ العراق المعاصر . ويبدو أن دواعي الفخر بهذا الفارس لا تقف عند هذا الاعتبار بل تتخطاه إلى اعتبارات ومعان أخرى تتصل بشخصيته وموقفه من هذه المرحلة التي يعيشها العراقيون وبالمثل العليا التي قادت خطاه في حياته وجلجلت أصداؤها في مشواره الطويل . لقد استطاع السيد الحكيم حيا وميتا أن يجمع العراقيين على ساحتهم ويكون حلقة وصل بين فرقائها وصمام أمان وحدتهم منطلقا في ذلك كله من نقطة جوهرية مفادها أن العراق يجتاز مرحلة لها من الخطورة ما يلزمنا أن ننظر إلى الأمور نظرة واعية ومدركة وهادفة. وان نقضي ونعصف بالأفكار المكفنة التي لا تعي سوى مشاكلها الضيقة الحدود.. فهنيئا لك ايها الحكيم وانت تنعم في رياض الخلود .. وسلام عليك يوم جاهدت ويوم رسمت للعراقيين طريق حريتهم ويوم أصبحت رمزا في ذاكرة العراق.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك