بقلم : باسم حاتم الحطاب
يوم انتظرناه و ليس ككل الايام , يوم انتظرنا قدومه رغم كل المحاولات التي مورست لالغائه من خلال التاجيلات المستمرة , يوم كيوم محاكمة ازلام النظام البائد و من منا لم يكن ينتظر محاكمة الجلادين ؟ نعم انه جلاد من نوع ثان ابى طيلة فترة استيزاره ان يذوق ابناء العراق ساعة راحة ليس عن طريق الاعتقال و الاعدام , بل عن طريق آخر هو الحكم على هذا الشعب بالسجن المؤبد في بيتـه دون كهرباء .
نعم انه يوم محاكمة طاغية زمن الديموقراطية و لا ابالغ ان قلت هذا , و برغم تاخر هذه المحاكمة و محاولات التسويف التي لم تنقطع كي يفلت المفسدون الذين تسندهم في الخفاء شخصيات ذات تاثير و قوائم ينتمون لها , لكنها اتت اخيرا و كانت كالصاعقة على رأس السيد الوزيرالذي حاول و بكل ما اوتي من تلاعب بالالفاظ و مراوغة لطالما حاول خداعنا بها طوال السنوات الاربع الماضية الا ان المصداق الذي امامنا لا يمكننا تكذيبه و هو مشغل المولد و رأس الشهر و عطل الجوزة وانقطاع السلك و الجطل (بنقط ثلاث تحت الجيم) و كسر زجاجة الفانوس و المهفة و... و... و القائمة تطول .
كنت متسمرا امام شاشة التلفاز و اسجل الاستجواب كي اراه ثانية و ثالثة و رابعة بقدر الالام التي تسبب بها لنا هذا الوزير و اراهن على ان اغلب العراقيين الذين كانت لديهم كهرباء في هذا الوقت كانوا مثلي يراقبون السيدة النائبة و هي توجه الصفعات الواحدة تلو الاخرى و بالدليل القاطع و بالارقام و الشواهد , و ايضا يراقبون محاولات الوزير للافلات من سؤال بالتحول و التهرب الى امر بعيد كل البعد عن السؤال مما اطال الاستجواب و تاجيله الى جلسة الثلاثاء .
و كعادتي يوميا تابعت نشرات الاخبار و بالذات قناة العراقية التابعة لشبكة الاعلام العراقي و التي من المفترض ان تنقل معاناة ابناء الشعب كي تسمع الحكومة و وزراء الحكومة انين هذا الشعب و ادهشني جدا ما رايت على هذه القناة و كانه اعلان مدفوع الثمن كما حدث قبل ايام حين التقت القناة نفسها و عبر لقاء خاص بالسيد الوزير . فقد التقت في نشرة الاخبار بالكاتب و الاعلامي علي الشلاه لسؤاله عن رايه في الاستجواب فاستطرد الضيف و كانه ناطق باسم الحكومة حيث ابتدا بالقول ان الاستجواب غير دستوري و غير قانوني و ان المقصر ليس وزير الكهرباء بل مجلس النواب ايضا حيث لم يصادق على الموازنة التكميلية و لم يصدر السندات و الى آخره من الكلمات الدعائية التي يستخدمها اعضاء ائتلاف دولة القانون .
و ادعى بان ما سمعه هو عموميات في الاسئلة و ليس هنالك شئ محدد و كانه سنع باذن غير آذاننا و يمكن ان يكون نائما و شرح له احد اطفاله الجلسة فاستنبط انها عموميات و لم يذكر لغة الارقام و الدقة في المعلومة التي اكدت النائبة عليها و انها مستعدة لمناقشة ذلك من خلال لجان تشكل لمتابعة الشواهد التي ذكرتها اثناء استجوابها و الوثائق التي عرضتها امام السيد الوزير .
و كذلك انطلق مقدم النشرة الاخبارية و زميلته و كانهم في ندوة خاصة و نسوا مهنيتهم في عدم الانحياز لجهة معينة و دافعوا ايضا عن الموازنة التكميلية التي تعطل الكهرباء و كان الشعب اعمى حتى يصدق هذه الترهات لمجرد ان فلان قالها فاين كانت الاموال المهدورة لمدة اربع سنوات حتى يتوقف العمل على موازنة تكميلية و خلال اربعة اشهر هي الباقية من عمر الحكومة . و هل سيتمكن الوزير من تحسين الكهرباء في هذه الفترة و بهذه الموازنة التكميلية ؟؟ على من تضحكون ؟؟
و هنا انا اتسائل هل ان السيد الشلاه و مقدم النشرة و زميلته قد انضموا الى ائتلاف دولة القانون من ضمن الثمانين او التسعين كيانا التي انضمت لها ام انهم ياخذون اجرا عن هذا الكلام ؟؟ انا لا اتهم و لكن اتسائل فلماذا هذا الخداع المستمر بحجة ان الاستجواب سياسي ؟؟ اليس هذا ما يحدث في كل الدول الديموقراطية و هناك يمكن ان يطيح بحكومات ؟؟ و اذا كان الاستجواب سياسي فيمكن ايضا استغلاله سياسيا من قبل الوزير , فحين يثبت برائته من كل ما اثير يكون له حظ كبير في الانتخابات القادمة , فلماذا تاخذون وجها و تتركون الآخر ؟؟
كلمة اخيرة اود ان اقولها لشبكة الاعلام العراقي هي اما ان تغيروا اسم قناة العراقية الى الحكومية او ان تغيروا اسلوبها الى عراقية تنطق باسم الشعب و ليس باسم الحكومة .
https://telegram.me/buratha