المقالات

شيعة العراق بين احتلالين ج4

1551 23:45:00 2009-10-05

هشام حيدر

كما قلنا سابقا فان مرجعية الامام الحكيم قد عاصرت واصطدمت بكل الانظمة المتلاحقة على العراق الحديث بدءا من النظام الملكي وراعيه البريطاني ثم النظام القاسمي فالعارفي فالبعثي !!!

ولقد افشل الحكيم عدة مؤامرات ..... فقد خطط عارف مثلا لضرب الشيعة بالكرد مرددا مقولة (عبد الزهرة يضرب كاكه حمة وكاكة حمة يضرب عبد الزهرة)!! واراد ان يشن حملة ابادة ضد الكرد واستجلب لشرعنة مخططه عددا كبيرا من وعاظ البلاطات العربية لكن الامام الحكيم رفض الانسياق خلف هذا المخطط ولم يكتف بذلك بل حرم قتال الكرد فاسقط مافي يد عارف ولازال بعض الكرد حتى الان يقدرون موقف المرجعية وخصوصا الامام الحكيم ذاك !

كما ان الامام الحكيم كان قد افشل واوقف حماقة قاسم التي نفذها صدام بغزو الكويت ! فقد اصدر قاسم اوامره لحميد الحصونة بالتحرك لكن الحصونة توقف واستفتى الامام الحكيم في الموضوع الذي قال بدوره ان هناك دماء لمسلمين من الطرفين سوف تراق ! هل هناك مصلحة في ذلك ؟ يجب عدم فعل هذا الامر ! فادى ذلك الى تاخير تنفيذ المشروع الاستعماري الى عهد ربيب ميشيل المقبور صدام !

ولو ان عبد الرحمن عارف اخذ برسالة المرجعية على محمل الجد لربما كان الامر مختلفا الان لكنه فعل كفعل نوري السعيد حين اخبروه ان قاسم يخطط للانقلاب فارسل اليه قائلا (كرومي صدك تريد تسوي انقلاب علينه ..؟؟)!!! عارف ارسل الى الانقلابيين يسالهم السؤال نفسه !!

وحين ارتحل الامام الحكيم الى بارئه ترك من خلفه عدة اولاد واحفاد بين مجتهد تدور حوله شبهة الاعلمية الى مجتهد اومراهق للاجتهاد !

كما ان من تبنى الخط الحركي اوالجهادي منهم كانت لهم ادوارا ريادية لاسيما مع النظام الصدامي الذي اعتقل معظم الذكور من هذه الاسرة في مطلع الثمانينات ليساوم عليهم السيد الشهيد محمد باقر الحكيم قد في ترك العمل الجهادي ضد الطاغية !

والغريب والمثير للسخرية والاشمئزاز هوانه ومن جملة التهم ضد ابناء هذه الاسرة الطيبة تهمة حب المنصب ضد الشهيد الحكيم بسبب رفضه مساومة الطاغية الرخيصة فشنعواوقالوا انه ضحى بارحامه لاجل المنصب ! وليت شعري اي منصب هو !!!!

وكانهم يتحدثون عن زعامة دولة اوكرسي رئاسة حكومة متناسين انه حينها كان ثاني اثنين من بقايا هذه الاسرة التي لاحقها الطاغية في كل مكان ودبر لها محاولات الاغتيال اينما كان بالامكان ذلك فاغتالوا السيدمهدي الحكيم في السودان ودبروا عدة محاولات لاغتيال السيد محمد باقر الحكيم بائت كلها بالفشل !

لقد تميزت هذه الاسرة عن غيرها من الاسر بكثرة عدد ابنائها وتوجه غالبيتهم الى حلقة الدرس الحوزوي ومواظبتهم عليه بينما لم يبق من اسر اخرى الا الاسم والتاريخ كال كاشف الغطاء وال الجواهري والحبوبي وال بحر العلوم الخ !

اذا ! فقد تم تشخيص هاتين الاسرتين القادمتين من لبنان الى العراق (ال الحكيم وال الصدر) وبدأت تحاك المؤامرات تجاه الجسد الحوزوي بشكل عام وتجاه هاتين الاسرتين بشكل خاص !

لاسيما بعد استشهاد السيد محمد باقر الصدر قد ومحو جهازه المرجعية وتفرقه وتشتته مذاهب شتى !

وبعد محاولات بث الفتنة الطائفية اخذ يظهر للوجود مشروع بث الفتنة داخل الكيان الحوزوي وتصدير هذه الفكرة-المؤامرة الى الشارع خصوصا في فترة تحول العراق الى سجن كبير محاط بسور حديدي تحت قبضة طاغية العصر وخير منفذ للمشروع .... صدام حسين !

لاوسائل اتصال ولامطبوعات ولم يبق من الحوزة الا بالمقدار الذي يمكن ان يقال انه نعم توجد في النجف حوزة ودرس غالبية طلابه من الافغان!

وشرع بعض من كانوا خلف هذا المسمى او ذاك بوعي اومن دون وعي يبثون فصول تلك المؤامرة عبر كتيبات صفراء غلب عليها السرد الانشائي المفتقر الى الدليل الموضوعي كما في كتاب محمد رضا النعماني (سنوات المحنة وايام الحصار) او في مؤلفات عادل رؤوف مدفوعة الثمن واخرون!

لقد تلقف هؤلاء بعض اسس الفتنة وبنوا عليها قصورا على الرمال لكنها تحتاج الى من يميز بين الماء والسراب في فترة الضياع والتشرذم في ثمانينات وتسعينات القرن الماضي !

ينقل النعماني مثلا ان تسجيلا وجد في مديرية امن النجف في الانتفاضة الشعبانية بعيد حرب الكويت لـ (احد ابناء المراجع) يخاطب مدير امن النجف قائلا (تخلصوا من خميني النجف اولا)!

لكن فات على النعماني ان يخبرنا مصير ذلك التسجيل !!!!

وان كان فقد لسبب ما فهل من ثقات سمعوه وهو الرجل الحوزوي الذي يتعامل مع ماورد من احاديث تنسب لائمة اهل البيت بمعايير علم الدراية الدقيقة ويبحث في الرواية سندا ومتنا ودلالة قبل ان ياخذ هذه الرواية او يردها رغم نسبتها الى المعصوم .... اذا ووفقا لاية معايير يريد النعماني منا تصديق رواية هذا الشريط السحري ..؟؟؟

ورغم ان النعماني ذاته يشير الى دور السيد عبد العزيز الحكيم البطولي في كونه وسيلة الاتصال الوحيدة في فترة الحصار حيث كانوا يتفاهمون من السطوح رغم مراقبتها معرضا حياته وحياة افراد اسرته للخطر (ذكر ذلك في الهامش)! الا ان المتعارف بين كثر من الناس من خلال اشاعات ومؤلفات دعاة المشروع وجود (عداء تاريخي بين ال الصدر وال الحكيم)!!

لاينقل هؤلاء ان الاجتماع التاسيسي لحزب الدعوة كان في بيت الامام الحكيم في كربلاء !

ولاينقلون ان من بين المؤسسين كان اثنين من انجال الامام الحكيم هما السيد مهدي والسيد محمد باقر الحكيم !

ولا ينقلون ان غالبية وكلاء الامام الحكيم منضوون في حزب الدعوة !

ولاينقلون ان انشطة الحزب كانت تدار عبر مكتبات تقرر ان يكون اسمها مكتبات الامام الحكيم في كل المدن العراقية تم افتتتاحها بامره !

لاينقلون حجم العلاقة بين الامام الحكيم والسيد الصدر كما لم ينقلوا حجم تلك العلاقة التي بين السيد الصدر ذاته والسيد الخوئي قد !

بل صوروا ذلك على انه (عداء) ايضا وازمات وتشنجات في الوقت الذي ترك الشهيد الصدر رسالة هي جواب على سؤال عن تلك العلاقة التي تفيض منها مشاعر جياشة لاتعتقد وانت تقراها انها تتحدث عن علاقة بين مرجع واخر بل بين ابن بار بابيه الحنون العطوف الرؤوف!

ترى ان عادل رؤوف مثلا... يشكل على المرجع مثلا (عدم زيارته حتى لمدينة ابي صخير) !! التي تبعد عن النجف 20كم لاكما ذكر رؤوف !

وكم سمعت هذه التهمة تتردد على السن الكثيرين دون ان يشكلوا على رؤوف نفسه انه لو صح ان يقال عن هذه انها تهمة فانها تنطبق على السيد الصدر الاول ثم الثاني ايضا !!!

ولكن هل كان المرجع يمثل دور صدام ليقضي اوقاته يتجول في المدن ؟

وهل كان المرجع مرجعا للعراق فحسب ام لكل الامة ..؟؟

ولوكان للعراق..... فكم سيحتاج من الوقت ليقوم بزيارة كل مدنه وقراه ..؟؟

وماجدوى تلك الزيارة اصلا ..؟؟؟!!!!!!

اما الجولات التي تهدف الى ايصال الرسائل للسلطات فان الامام الحكيم كان مبتكرها ورائدها بلا منازع !

ورغم كل مواقف الامام الحكيم في مواجهة الانظمة المتلاحقة رغم مختلف الضروف المحيطة في كل عصر الا انك تجد من يروي لك ان الامام الحكيم كان ساكنا لايتحرك مهما كانت الضروف وفي احدى التظاهرات في احدى المناسبات التي كان (الشارع يغلي فيها)!!.. مر المتظاهرون على باب الحكيم (المغلق فرشقوه بالاحذية)!!!

حيثما توفرت لك ملكة وامكانية الكتابة فشمر عن ساعديك وستجد من يدفع لك لينشر لاالعكس !

فلاحسيب ولارقيب !!

وتحدث اخرون لاحقا عن املاك محمد باقر الحكيم وقصوره في ايران !

وبعيد استشهاده توجهت الاقلام صوب اخر جواهر الامام الحكيم كما عبر عنها بعض العلماء كاية الله النجفي دام ظله !

فصار يقال ان اخيه (الشهيد الحكيم) كان قائدا شجاعا عادلا اما (هذا ) فقد انحرف وغرته المناصب والاموال وتحول هو وابنه عمار الى صدام وعدي يتبارون في سلب العقارات من الناس الذين اخرستهم (مخابرات حكومة ال الحكيم) ربما فلم نسمع احدهم يشتكي ولو كذبا ولو عبر الاعلام ليقول ان عبد العزيز او عمارا قد سلبني العمارة او الارض الفلانية في الوقت الذي تقام فيه الدعاوى ضد اكبر الشخصيات دون خوف !

لاسيما ان هناك من يتلقف ويتكفل مثل هذه الدعاوى ضد مثل هؤلاء ولو كانت كيدية عارية عن الصحة !!

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك