المقالات

التسلسل الهرمي بين البنك المركزي والمصارف التجارية

1053 23:27:00 2009-10-05

الدكتور مجيد الشرع

نعني بالعلاقة الهرمية في هذا الصدد ان ترتبط المصارف التجارية بالبنك المركزي ضمن امتداد للصلاحيات في تفويض تلك المصارف في اجازة التعامل المصرفي ضمن ضوابط يقننها البنك المركزي وهو بهذه الحالة( اي البنك المركزي) يشكل قمة الهرم الذي يرسل اشارات الصلاحيات الى القاعدة التي نعني به (المصارف التجارية).واذا مانظرنا الى شفافية التعامل والعلاقة التي ينبغي ان تسود بين البنك المركزي والمصارف التجارية يمكننا التقرير ان كل من الطرفين يسعى الى تحقيق مصلحة عامة فضلا عن المصلحة الخاصة.ان الظرف الراهن في الدول ومنها العراق هوسيطرة الازمة المالية على اقتصاديات تلك الدول ولا زال تأثيرها مستمرا رغم القناعات المشكوك في عمقها بان الشفاء قريب وعودت الاقتصاد العالمي الى النمو.وقد طرحت لجنة بازل مؤخرا توصيات عشر على المصارف محاولة بذلك سد الثغرات التي ظهرت اخطارها اثناء الازمة المالية.ان خلاصة هذه التوصيات تلقي على البنوك المركزية والتي تمثل الجانب الحكومي في ادارة الازمة دورا كبيرا في الرقابة على اداء المصارف ولا سيما الجارية منها حيث اوضحت هذه التوصيات بان على كل دولة الحصول على الادوات اللازمة والمهمة التي تساعد على استقرار انظمتها المالية والتقليل من حجم الاخطار فتحمي المودعين والمستثمرين وتضمن حسن اداء اسواق المال.واذا ما اردنا تطبيق مفهوم هذه التوصيات على وضعنا العراقي نجد ان البنك المركزي يتكأ على عصا القاضي ان صح التعبير وهو مفهوم اجتماعي لا يسمح المجال في شرحه الا ان مدلوله ان البنك المركزي لم يتابع نشاط المصارف التجارية على ارض الواقع الا من خلال تقارير ترفع له عن نشاطات تقليدية اضحت مختصرة ومقتصرة على جوانب ضيقة من العمل المصرفي دون المضي في استثمار النقدية الفائضة لدى تلك المصارف وخاصة الحكومية منها في مشروعات تخدم البنية التحتية ومرد ذلك الى حجج تتهاوى عند النقد البناء.ومن خلال اطلاعنا على التقارير المالية لبعض المصارف التجارية والتي تترجم نشاطها المالي خلال سنة مالية نجد ان هذه التقارير توحي بفقدان النظرة المستقبلية الواعدة لنشاطات تلك المصارف التقليدية وذلك خوفا من المجازفة غير المحسوبة كما ان منح الائتمان المصرفي وهو عنصر مهم في تنمية المشروعات وتنفيذها اخذ يشكك في الضمانات المقدمة واهم عنصر فيها رهن العقار حيث تحكمت في هذا العنصر ظروف البلد من حيث عدم انسيابة عمليات البيع والشراء في مناطق مهمة من العراق.كما ورد في احدى التوصيات وفي تاكيد الحماية القانونية التي تعد مرجعا للمنازعات ان تسعى الدول في وضع اطار قانوني يتضمن ادوات ردع باقرار عقوبات للمخالفين ومهددي الاستقرار المالي ووضع الاجراءات اللازمة لتنفيذها.وفي اطار المفهوم المشار اليه فأنه يجب على البنك المركزي العراقي باعتباره يمثل راس الهرم في السياسة المالية والنقدية ان يفعل اجراءاته القانونية في حماية اموال المودعين على اختلاف مشاربهم في البنوك التجارية والتي تشكل ايداعاتهم مع ما تمتلكه تلك البنوك من اموال متاحة للاستثمار النافع وهذا الاستثمار اذا ما وجد البيئة الحمائية ومنها ما يتعلق في الجانب القانوني السريع التنفيذ تتجه الاستثمارات حينئذ الى ما يخدم التنمية الاقتصادية حيث يكون الاستثمار الموجه بدلا من الاستثمار المزاجي.ومن ناحية اخرى اشارت التوصيات المعنية الى اهمية العمل المصرفي ودوره في اقتصاديات الدول المختلفة وتبدو في حيثيات تلك التوصيات اشارات مهمة للبنوك المركزية ان تأخذ دورها في تنمية العمل المصرفي وان تسعى في تسهيل عمليات البنوك التجارية وتحاول جهد امكانها ان تنشط المساهمة الدولية في عمل تلك المصارف.ونحن في هذا المقام ومع تقديرنا للجهود التي يبذلها البنك المركزي العراقي ومنها استقرار اسعار الصرف للدينار العراقي وهي نقطة جديرة بالأهتمام من قبل المختصين في السياسة النقدية ولكن نستدرك من ذلك ان يعمل البنك المركزي بطاقة اكثر شمولية في ترشيد عمل المصارف التجارية وخاصة بنوك القطاع الخاص حيث نجد تذمرا واضحا لدى مدراء تلك البنوك من بعض السياسات التي يفرضها البنك المركزي وخاصة في مجال الاستثمار الليلي وضخامة الاحتياطيات.ان وضوح العمليات المصرفية وفهم العملاء الى ما يترتب عليهم من حقوق والتزامات اضحت محل اهتمام للجان الدولية التي تهتم بالجانب المالي وكذلك محل اهتمام منظمات مهنية مثل لجنة معايير المحاسبة الدولية وتشكيل خطط لأدارة الازمات مع اظهار عناصر الشفافية في تبادل المعلومات وصولا الى امكانية وضع الحلول بأقل الاضرار المتوقعة، وهذا يتطلب من البنك المركزي العراقي والمصارف التجارية العاملة في العراق بناء جسور الثقة وان تبنى سياسة مصرفية بناءة مقتدية بالمسارات العالمية وتفعيل دور التدريب المصرفي من اجل اعداد كوادر مؤهلة في ظل بوادر الامن والاستقرار التي تسعى اليها الحكومة العراقية.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك