حسن الطائي
إطلاق التعميم، والاستلاب الذي إتسمَ به مقال السيد طالب الشطري على آبناء جلدته، في مقالة سمات المجتمع العراقي...الحاجات الاساسية إنما يَندرج تحتَ ظاهرة جديدة تعبر عن الشعور بالنقص، والضِعَة، والدونيّة، والهروب من الماضي، عبر ممارسة عمليّة إسقاط وتعميم جماعي، علي مجتمع تعرض عبر حقب التاريخ المختلفة الي شتي آنواع القهر والاضطهاد التعسفي، وعلي مراحل متواليّة ساهمت في تكوين الشخصيّة العراقيّة، وبلورتْها بشكل يتناغم مع طبيعة المرحلة، وخلقت في عمق النفسيّة العراقية ملامح التكيٌف والإلفة والانسجام .
ولسنا في مجال بحث علم النفس الاجتماعي في تشخيص السلامة النفسيّة للمجتمع العراقي، الذي وضعهُ السيد طالب الشطري في مصاف المجتمعات الطوطميّة، بل ذهب الي آبعد من ذلك في وصفهِ آن المجتمع العراقي قاتل ،وسارق، وكاذب، وعميل، بالآصالة كون ذلك بنبع من حاجاته الاساسيّة، وقد آوغل في الحكم علي العراقيين بشكل جماعي دون آن يرجع الي الدور، الحضاري والعلمي ، والثقافي الذي تميز به العراق وشعبه علي مختلف المراحل. مما يٌثير الاستغراب انّ السيد الشطري لم يستند في وصفه الي آي دليل علمي آو منطقي يدعم إدعاآته الموتوره، وخطابهٌ التعبوي ضد الشعب المقهور الذي هو احد مكوناته، إنما يوكد بعض الحالات التي طرآت بفعل الضروف الاستثنائية القاهرة، والتي ساهمت في خلق بعض الظواهر الغريبة عن طبيعة المجتمع العراقي وتسويقها علي حسب قاعدت إطلاق العموم من وجه الخصوص المطلق، بمعني آن كل آسود غراب ، وهذا يعني آن كل عراقي قاتل، وسارق، وكاذب، وعميل حسب إكتشاف السيد العراقي الجنوبي طالب الشطري الذي يتميز في نتاجه الكتابي بالمبالغة والاطراف والتصوير الغير مستند علي حقائق والتمركز العاطفي الموغل في الوجدانيات ، ففي اكثر من مقال تناول المجتمع الالماني علي آنه مركز العالم وآنهٌ الداينموا المحرك لكل الاقتصاديات العالميّة وآنهُ النموذج الاوحد في الاداء والقدرة ،
فكل هذا التفخيم لسبب انهٌ يعش في آلمانية منذ بضعة آعوام، والحقيقة آن الالمان ليس كما يوصفهم السيد الشطري، والمقارنه في الامتنان آن يكون العراق آولا في إضهار الجوانب الايجابيّة كونهُ بلد المنشآ والرافد الاول الذي إستقيت منهُ الحياة والتعليم ، فلم الشعور تجهاه العراق بالدونيّة ؟ آم نسى الشطري آن في آحدي الولايات الامريكية تعطل التيار الكهرباي لمدة ساعتين، وقد شاهد العام كيف تحولت المدينة من الحياة المدنية الي مدينة سطوا مسلح وسرقة جماعيّة لكل ماتقع عليه اليد، إذا آين عنصر المقارنه بين الطرف الاؤل العراق الذي عاش آربعة عقود تحت سلطة البعث الكاذب، والقاتل،والسارق، والعميل، هذاهو التشخيص الصحيح ياشطري، إضافة إلي إنعدام الخدمات الاساسيّة ولانهيار الامني والسياسي والاقتصادي ناهيك عن الاحتلال والتدخلات الاقليميّة والدوليّة التي حوالت العراق الي ساحة تصفيات بين قوي متنافرة، والطرف الثاني الولاية الامريكيّة ؟ آتمني من الشطري آن لايُكرر الامتهان الجماعي للشعب العراقي وآن يعيد النظر في التقييم علي شعب هو ينتمي إليه
حسن الطائي صحافي عراقي
https://telegram.me/buratha