بقلم : سامي جواد كاظم
ان التجربة التي مرت بها الكتل السياسية عامة والشخصيات السياسية خاصة تحتم عليهم معالجة الثغرات السياسية ولملمة الاوراق المبعثرة والعمل على توحيد الصف ونبذ الطائفية والمحاصصة فعلا لا مجرد قولا ، ولكن المؤلم لم يتحقق ذلك بل التفرق والتشتت زاد حتى بين افراد العائلة الواحدة وهذا لا يصب في صالحهم قبل صالح الشعب العراقي ، وترتب على ذلك بعض المنابذات الاعلامية بين هذا وذاك وهذه الكتلة وتلك ، ومما زاد الطين بلة هو عدم اقبال الناخب على تحديث او تسجيل اسمه في سجل الناخبين مما سيجني مساوئ هذا العزوف اكثر من الكتلة او السياسي او الحكومة قاطبة .والذي يتحمل عبء تجميع او تشتيت اصوات الناخبين الاعلام حيث اثاره السلبية عندما ينتقد بقسوة او يجامل بنفاق والنقد القاسي هو انكار محاسن الاخر او تلفيق محاسن الى من لم يستحقها ، والاكثر اهتماما على الساحة العراقية والعربية والامريكية هي كتلة الائتلالف الوطني والمالكي فقط دون غيره .داخل العراق وبتمويل معروفة المصادر تحاول كتل معينة معروفة الهوية والاتجاه ان تستقطب ما امكن من شخصيات الى كتلتها مع العمل على اغراء البعض ممن هم كانوا على الائتلاف سابقا بتاسيس كتلة اذا عجزوا من ضمهم الى كتلتهم حتى يتشتت الصوت اكثر ويخسر المغرر به اكثر ، هذا ناهيك عن ما يستخدمه بعض المتنفذين في السلطة من اساليب محاولة عرقلة الاخر ومؤازة من يقف الى جنبه سواء باتخاذ القرارات او تعطيل مشاريع .ولان كتلة الائتلاف الوطني قطعت شوطا طويلا في دراسة منهجها المستقبلي قي حلتها الجديدة مع ردم الثغرات التي حدثت في مسيرة الائتلاف للسنوات الاربعة ومحاولة ضم اكبر عدد ممكن من السياسيين والكتل وبمختلف الاتجاهات وهي الافضل تشكيلا لحد الان ، كل ذلك جعلها هذفا لمناوئيها .اما المالكي الذي يعتبر احد اعمدة الائتلاف بعد السنة الثالثة من حكمه فانه اعتمد على نتائج انتخابات مجلس المحافظات وحقيقة هذه النتائج لا يعول عليها مائة في المائة لان المتغيرات على الساحة العراقية تقلب الاوضاع راسا على عقب ومن ضمنها راي المواطن العراقي ، ولكن الملاحظ هنالك حدة في نقد المالكي لعدم انضمامه الى الائتلاف وهذا النقد اراه زاد عن حدوده فامام النقد هنالك خطوات جبارة قام بها المالكي لايمكن لنا ان نبخسها حتى وان جاءت بتظافر الجهود معه ممن حواليه من سياسيين ومن مختلف الكتل الا ان بعض القرارات الشخصية التي اقرها كانت تستحق الثناء على سبيل المثال سيذكر التاريخ العراقي طالما هنالك ليل ونهار ان المالكي هو الذي امضى بقلمه الكريم تعليق صدام من على المشنقة بعد ما تهربت الرئاسة من ذلك فقد انزل المالكي العقاب العادل بحق طاغية العراق عندما وقع على اعدامه في الوقت الذي كان هو خارج مكتبه لمشاركته في مناسبة عائلية وجيء بالاوراق له ووقع الاعدام .كما وان اسلوب المالكي في المفاوضات العراقية الامريكية لتوقيع المعاهدة واسلوب حواره مع بقية الكتل استطاع ان يحصل على منجزات ولعل اهمها انسحاب القوات الامريكية من المدن العراقية في 30 حزيران ، ولاننسى صولة الفرسان هذه الصولة التي خطف بريقها مساوئ الحكومة العراقية والتي انقذت البصرة من العصابات الخارجة على القانون والتي عبثت بالارواح والمال العام من خلال سرقة نفط البصرة .
الملاحظ الان ان هذا البريق الذي رافقه فرض القانون بعد ان حقق نجاحات في بعض المحافظات بدأ يخفت بعض الشيء وكاننا كنا على هاوية الامان مع تصريحات الامريكان بان الامان هش وجاءت تفجيرات الاربعاء مع التصريحات غير الدقيقة من قبل مؤيدي المالكي جعل قلم الانتقاد يكتب وبالرغم من ذلك هذا لا يهمنا بقدر ما يهمنا وحدتنا .ان هذا الاختلاف مع الائتلاف واي كان السبب لا يصب في صالح المواطن العراقي والعملية السياسية وليس ما قلته بجديد على القاريء او المعنين في الائتلاف ودولة القانون ، فمع التشتت والهفوات الامنية وقلة رغبة الشارع العراقي في المشاركة في الانتخابات فاني لا استبعد ضياع ما تحلمون به من تكملة المسيرة فالوقت فيه المتسع لمعالجة الامر وعلى الائتلاف ودولة القانون تدارك هذا الخلاف قبل ان يداهمكم الوقت او قد يدس من هو ضعيف نفس من قبل اجندة خارجية فيزيد الهوة بينكم وعندها سنخسر كلنا خسارة تزيد من جراح حكم صدام وارهاب السنوات الست .
https://telegram.me/buratha