المقالات

العراق وظاهرة الافلات من العقاب

824 11:03:00 2009-10-07

د. كاظم الجنابي

الجوع والفقر والجهل والحروب هي اضلاع مربع العنف والجريمة الذي يجتاح العالم وخصوصا تلك البلدان التي لم تر نور الحضارة ولم تتلمس طريقها نحو بناء مؤسساتها المدنية الحديثة، وعلى راس تلك المؤسسات القضاء الذي يتربع على قمة هرم الدولة المدنية الحديثة. واذا كانت الاحكام القضائية التي تصدر بحق الخارجين عن القانون وعليه تمثل عقابا جزائيا عليهم فانها في الوقت نفسه تمثل رادعا لفئات المجتمع الاخرى.

وفي الوقت الذي تعمل المجتمعات المتقدمة جاهدة على الحد من الجريمة باشكالها المختلفة وفي المنحيين "وقاية وعلاج" بطرق شتى تاتي في مقدمتها احترام القضاء وتمكينه من اداء واجبه بافضل صورة، نرى في مجتمعات اخرى ان المجرم غالبا مايحظى بفرصة كبيرة في القفز على العقاب والافلات منه، وقد ابتلي بلدنا بهكذا آفة حتى اضحت ظاهرة عامة تسود شرائح المجتمع وقطاعاته المختلفة. وموضوع الافلات من العقاب ياتي في مجتمعنا لاسباب مختلفة منها:

1. عدم تمكن وتمكين الدولة وسلطاتها من النيل من المتهم واحالته الى القضاء.2. نظام الادارة اللامركزية والصلاحيات الواسعة التي تعطى الى الادارات المحلية مع بداية تكوين الدولة العراقية الحديثة. 3. ثغرات عديدة في جسم القضاء العراقي.4. سيادة الاعراف العشائرية التي غالبا ما تدافع عن افرادها في الحق والباطل.5. الفساد والمفسدين والفاسدين.6. النفوذ والسلطة والمال.7. الفساد السياسي والصراعات السياسية وتوظيف الامور لصالح جهات سياسية على حساب العدل والقضاء.8. ضعف مرافق الدولة وعلى الخصوص الامنية منها والتي غالبا ما تؤدي الى هروب او تهريب المجرمين والمتهمين.9. ضعف وضبابية الكثير من القوانين والتشريعات والحقوق والواجبات والمسؤوليات يشجع الاجرام ويساعد على الافلات من القضاء، وما ظاهرة شيوع الفساد المالي والاداري الا مثالا على ذلك.10. كما وعانت الدولة العراقية من الكثير من قوانين "العفو العام والخاص" والتي غالبا ما تاتي بديباجة ظاهرها حق وباطنها باطل الغرض منها تحقيق مكاسب.11. جوار للعراق لايريدون له خيرا اما لضعف مؤسساتها او العمل بمبدا التآمر مما يسهل افلات المجرمين وتامين الملاذات الامنة لهم.

ان ظاهرة الافلات من العقاب الذي يعاني منها شعبنا ومجتمعنا كما باقي الشعوب النامية والمتخلفة تشجع وبشكل كيير على العنف وارتكاب الجريمة، فما الرادع والمانع من ارتكاب المخالفات والاجرام مادام مرتكبه مطمئنا بان يد العدالة اقصر واضعف من ان تطاله؟ وبالتالي يجب على الجميع دولة وافراد العمل في مجالين مهمين للحد من هذه الظاهرة:

1. تحقيق العدالة2. وقاية المواطن والمجتمع

وياتي في المقدمة دور ومسؤولية رجال الدين والاعلام والمثقفين ومؤسسات المجتمع المدني والمؤسسات التعليمية المختلفة والاحزاب والتنظيمات وغيرها في دعم الدولة في محاربة ظاهرة الافلات من العقاب والقضاء عليها لبناء مجتمع مدني آمن. كما وانه لمن الجدير بالذكر ان ياخذ القضاء تشريعاته وقوانينه من الشريعة الاسلامية لسببين اولهما احتواءها على التشريعات الرادعة وثانيهما "ولاء" او "ادعاء" الكثير من الاحزاب والتكتلات والشخصيات بتبنيها العقيدة الاسلامية كمنهج حياة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو مجتبى الساعدي
2009-10-09
عاشت يمينك الاخ الجنابي وكنا نتمنى ان تكون كل الاقلام مثل قلمك الشجاع لان الاسلام لم يكن في يوم ما عقيدة خارجة عن القانون ولكن التغييرات الاخيرة في منهج الحكومة وتقريب المجرمين كمخبرين سريين واساليب الابتزاز المعتادة ومطاردة المجاهدين والمظلومين وغض النظر عن المجرمين الجنائئين جعل المعايير حافز لكي نكتب ونقول راجين من السيد المالكي الانتباه واصدار القرارات المناسبة ومن الله التوفيق
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك