المقالات

مأزق الإنتخابات العراقية الأخيرة متى نخرج منه؟ وكيف؟

716 13:46:00 2009-10-07

محمود الربيعي

الإنتخابات في أي بلد دليل على الرغبة الشعبية في إختيار العناصر الوطنية الكفوءة القادرة على تمثيل الشعب تمثيلا حقيقيا وهي في مرحلة اختبار أثناء أداءها داخل البرلمان ودورها في حل المشاكل المهمة التي تتعلق بحياة المواطنين ومستقبل الدولة الامني السياسي والاقتصادي والإشراف على التشريعات وسن القوانين التي تحقق مطالب الشعب ومصالح البلاد.وداخل الدول التي تتبنى سياستها نظام ديمقراطي فإن من الطبيعي جدا أن يظهر هذ التعبير من خلال الوضوح في الكشف عن البرامج والشخصيات التي تمثل المواطنين وعلى أساس من الكفاءة العلمية والسياسية التي تليق بممثل البرلمان وهو يقود الدولة في كل الظروف أوقات السلم وأوقات الحرب إذ ليس من المعفول أن يمثل الشعب مجهولون لايعرفهم الشعب، كما أن موضوع الإنتخابات ليس لعبة يلعبها أصحاب السياسات لكي تعبر فوق مصالح الوطن العليا.وفي العراق وبعد قطع شوط مهم في الحالة السياسية والأمنية وبعد مرحلة مآسي فقد فيها الشعب أهله في مقابر جماعية وضحايا إرهاب لم تشهد له البشرية له مثيلا من قبل في هذا فإن الحاجة ماسة الى وضع قانون إنتخابي يحفظ حقوق الأحياء والأموات، واعتماد قائمة مفتوحة لامغلقة، فالقائمة المغلقة تعتبر إستهانة بإلارادة الشعبية لملايين من أبناء شعبنا وبالملايين أو ألآلآف من ضحايا الحروب والاعدامات والإقتتال الداخلي وضحايا الإرهاب وهي حالة من عدم الوفاء للشعب الذي طالما تطلع الى برلمان وطني حقيقي يقوم على أساس الإنتخابات الحرة النزيهة واحتراما لقول شاعرنا الوطني عندما وصف الانظمة المعاصرة له " علم ودستور ومجلس أمة كل عن المعنى الصحيح محرف " ونحن بعد كل هذه التضحيات نريد علم ودستور ومجلس أمة يحقق طموحات شعبنا الكريم بعد أن تخلص من الدكتاتورية.وفي هذا الظرف الحساس الذي يمر بالعراق فإن الشعب العراقي بأمس الحاجة الى إنتخابات والمشاركة بقوائم مفتوحة ليتعرف على ممثليه بعد أن خبر أن القوائم المغلقة سوف لن تأتي إلا برجال مصالح وبتوجهات طائفية وعنصرية لاتحمل في قلبها نقاء حب الوطن.. وأما الذرائع التي يتشبث بها البعض بحجج قصر الوقت والفترة الزمنية للانتخابات المزمع إجراءها في 30 كانون ثاني يناير 2010، أو الظروف الأمنية الحساسة التي يمر بها البلد فهي حجج باطلة لأنها لاتعبر عن الحقيقة، فالعراق اليوم أكثر من ذي قبل حاجة الى معرفة ممثليه بعد أن ذاق ممارة شخصيات فاشلة مجهولة لاتعبر عن أمل الجماهير وطموحاتها بل جاءت لترفع الحرمان عن نفسها دون الجماهير.. كما ان الجماهير تعرف تماما أن الأمن اليوم أفضل بكثير من ذي قبل لابجهود حفنة من أهل المصالح وإنما بتضحيات الجماهير وسقوط الآلآف من الضحايا كل يوم وبجهود المثقفين الذين يصدحون ليل نهار من على شاشات الفضائيات الذين سخروا أصواتهم وأقلامهم في التوعية وبفعل جهاد الكلمة في الصحيفة والموقع والإعلام، وبجهود القاعدة الجماهيرية من أبناء الوطن وأبناء الشهداء الذين طالهم ظلم النظام السابق والذين نذروا أنفسهم وأقسموا على جهاد النظام البائد بكل ماأوتوا من طاقة وهؤلاء كلهم وقفوا إلى جانب المخلصين في السلطة وإلى جانب إخوانهم المخلصين في الجيش والشرطة للحفاظ على أمن وسيادة واستقلال العراق وتحقيق إستقراره.ماذا يضير لو تأجلت الإنتخابات شهرين أو ثلاث بعد أن ذاق شعبنا المر خلال عقود ثلاث وذاق طعم المرارة بعد سقوط النظام السابق وبعد ان تكالبت عليه جميع قوى الشر في العالمين العربي والاسلامي وشرور المجتمع الدولي من الطامعين بخيرات العراق التي حرم منها شعبنا الصابر طيلة اجيال وأجيال.أن شعبنا يريد إنتخابات مشرفة تعبر عن إرادته وطموحه لبناء عراق جديد ومستقبل سعيد، ولايريد هذا الشعب إنتخابات عرجاء معتمة تقضي على آخر أمل له بحكومة نزيهة وفق أسس ديمقراطية حقة وعادلة ومنصفة طالما حلم بتحقيقها على أرض الواقع.وإذا كانت المرجعية سفينة النجاة لمن ركبها طيلة السنين السابقة التي أعقبت سقوط الدكتاتورية، فإنها في هذه المرة ستكون كسفينة نوح ( اوتو نابشتم ) التي من ركبها نجا ومن تخلف عنها غرق، والمرجعية في رأيها الأخير دعت من خلال وسائل الإعلام وعن طريق ممثليها الى إنتخابات في( قوائم مفتوحة وبدوائر متعددة ) وهي في هذا التوجه تريد العدل ولاتريد الظلم وتدعو الى شق الطريق الصحيح لبناء عراق جديد خالي من العنف والكراهية ليس فيه ظلم لاحد، عراق يحترم العقائد والأديان والمذاهب وتصان فيه حقوق الافراد والخيارات الشعبية وبعيدا عن التفرد بالسلطة، والعمل على تقريب أصحاب الكفاءة وإنصاف المظلومين، وبناء دولة العدل والقانون وإحترام النظام وأحترام مبادئ حقوق الإنسان داخل العراق ومع محيطه الاقليمي والدولي.إن المرحلة المقبلة التي سيشهدها العراق فيما لم تستجب الاحزاب للمطالب الشعبية ستشهد إنقلابا سياسيا شعبيا في الإنتخابات يطيح بالدكتاتوريات السياسية والمصالح الحزبية، وفي كل الاحوال سوف لن يسمح لأية توجهات دكتاتورية تحلم بالتسلق على إرادة الشعب والصعود الى عضوية البرلمان والحكومة، أو أن تستلم ملفات الامن والقضاء والجيش والشرطة.. وسيشهد العراق ( إنتفاضة سياسية شعبية ) لايقاف فيضان الفساد الإداري والمالي.إن البرلمان ورغم جهاد المخلصين فيه وجهودهم يعد أكثر تخلفا في شؤون المحاصصات وسيتحول الى برلمان متخلف ومخيف فيما إذا بقي متمسكا بنفس الشعور الذي كان ينتابه تحت مظلة الدكتاتورية التي كانت تحكم العراق في ظل النظام البائد.إن الحاجة اليوم لقانون تقتضي الى تبني قانون إنتخابي علني غير سري ومعلن يستوعب كل الطاقات وأن لايكون مجموعة دكاكين مغلقة في علاوي البرلمان، ولابد من فسح المجال أكثر لدخول أعضاء جددعلى أساس من الكفاءة والوطنية، برلمان يبتعد عن الفوضوية والإنتهازية الفردية للأفراد والأحزاب ويحقق آمال العراقيين بعد أن وضع ثقته بهم طيلة المدة الفائتة.وأخيرا ونحن في هذا المقال ليس لنا موقفا من احد بقدر مانود أن يكون عراقنا الجديد عراق بناء وإعمار وسيادة وإستقلال وعمل جاد للنهوض بالحالة الصعبة والحساسة التي يمر بها شعبنا الصابر وبأسس صحيحة يعتمدها في ىلياته الديمقراطية، ولتحقيق ذلك نوصي بما يلي:أولا: أن تكون الإنتخابات حرة ونزيهة، والطريق الى ذلك أن تكون القوائم الإنتخابية مفتوحة، ومتعددة تغطي العراق.ثانيا: إحترام إرادة الشعب، وإحترام رأي المرجعية العليا، وبخلاف ذلك فإننا نرى أن الساحة الانتخابية ستشهد إنقلابا سياسيا يطيح بطموحات الأحزاب الدكتاتورية التي لها مصالح في السلطة على حساب المصالح العليا للبلاد.ثالثا: لانرى مانعا من تأخير الإنتخابات شهرين أو أكثر لتحقيق رضا الشعب، وأحترام إرادته الشعبية، ورغبة المرجعية في تحقيق المصالح العليا للعراق والعراقيين.رابعا: نثمن جهود كل من وقف الى جانب الشعب العراقي من أصدقاء ورجال سياسة وأمن، وقوى الجيش والشرطة من أجل العمل على تحصيل حقوقه الديمقراطية المشروعة العادلة.خامسا: ندعو كل السياسيين العراقيين الى تفهم رأي المرجعية وإلارادة الشعبية وعدم التصلب في الرأي وإبداء المرونة وعدم الانفراد بالقرار السياسي، ونحن نحسن الظن بالرجال المناضلين الأحرار، وندعوهم الى مراجعة دورهم البرلماني وبرنامجهم الحزبي الذي يحقق مطالب الجماهير قبل أن تفوت الفرصة.وفق الله العاملين المخلصين لتحقيق الآمال العريضة لعراقنا الصابر الممتحنوالى أن تتحقق دولة العدل التي يحلم بها في جو من السلام الكامل والشامل لتسود السعادة جميع ارجاء وطننا الحبيب من أجل أن ينعم بالخير والمحبة.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك