المقالات

شيعة العراق بين احتلالين ج5

1217 14:55:00 2009-10-07

هشام حيدر

كان غزوالكويت مفتاحا لتنفيذ الجزء الاخير من المرحلة التنفيذية للمشروع وكما كان الامر مع مصر فان السيناريو ذاته طبق في العراق فتم حمل الجيش العملاق برمته الى الصحراء بعديده وعدته مع انعدام الغطاء الجوي ثم ياتي امر الانسحاب الارتجالي ليتم ابادة الجيش الذي انتفت الحاجة اليه .... في الصحراء !

في الثمانينيات من القران الماضي كانت اقوى الضربات قد وجهت للحركة الاسلامية وتم تحجيم الحوزة بشكل كبير وقد قاسى زعيم الطائفة الامام الخوئي قد الامرين في سبيل الابقاء على كيانها من الاضمحلال والذوبان كما اراد الطاغية !

فرغت المساجد من المصلين وقد شهد كاتب السطور مسجد الخضراء غير ممتلىء بالمصلين رغم صغر المسد ورغم ان امام الجماعة كان السيد الخوئي نفسه !

كان كتيب تعليم الصلاة ضئيل الحجم يعني تهمة الطائفية ودخول قسم الاحكام الخاصة بعد اللتي واللتيا وقد ينهار صاحبه فيعترف( بخطه وتنظيمه) الذي يشمل اصدقائه واقربائه وجيرانه !!

بعد مسرحية الكويت وتصفية الجزء الاكبر في الانتفاضة المرتقبة من الطرفين حيث تم استدراج الشيعة بتخطيط امريكي صدامي لمحرقة ادت الى هلاك اعداد كبيرة من الشيعة وتهجير اخرين .... بدأ الطاغية بـ(الحملة الايمانية) التي شملت تخفيف الضغوط عن الشيعة و الترويج للمرجعية العراقية وشن الهجوم على (المرجعيات الفارسية) ودخول بعض الكتيبات والكتب المستنسخة للدلالة على انها (ممنوعة) ومنها كتاب سنوات المحنة وايام الحصار للنعماني مع بعض التصرف فيه حيث اذكر انه لم يكن فيه أي ذكر للسيد عبد العزيز الحكيم مثلا بل كانت كلمة(رجل)مكان اسمه !

وبدأت شائعات الفتنة تسري واتفق النظام مع السيد الشهيد محمد الصدر على ان يعامله على انه المرجع الاعلى وان تكون اقامات الاجانب بيده وكل شوؤن الحوزة والطلبة التي اعتادت الدولة التدخل فيها والتي كانت تديرها مع المرجع الاعلى عادة!

كما سمحت بطبع كتبه ورسالته العملية في المطابع الحكومية في الوقت الذي منعت فيه كتب العلماء الاخرين!

واخذت الصحف الحكومية تروج لمرجعيته الامر الذي اثار حفيظة الكثيرين وادى الى وضع عدة علامات استفهام على السيد الشهيد نفسه !

وهذا ماراده النظام !

وقد توسعت حوزة السيد كثيرا وضمت اعدادا كبيرة من الطلبة وكلهم من العراقيين لاسيما ان الطاغية كان قد اعفى طلبة السيد من الخدمة العسكرية لمن لم يؤدها بعد !

وقد اثير ان هناك العديد من العناصر المشبوهة في صفوف اولئك الطلبة واخبر السيد بذلك فقال نحن نعرف ذلك ولاسبيل للخلاص منهم لكن دعهم يبقون بين صفوفكم علهم يتاثرون بهذه الاجواء وبدلا من استعدائهم قد تنعكس الاية فنكسبهم الى صفوفنا ونفشل مخططاتهم !

كما ان النظام اراد ان يعطي للسيد الشهيد صورة المرجع الذي تخشى السلطة جانبه ولايمكنها الاحتكاك به فكانت ترسل بعض عناصر الامن علانية اليه بمسمع ومرأى الناس لاغراض معينة تثير حفظيته وكان ينهرهم بصوت عال ويطردهم فيبدون كمذعورين ويخرجون مسرعين !

وحين كان البعض يشكل بهذه الامور على الدعاة لمرجعيته قد كانوا يجيبون ان السلطة باتت تخشى نفوذه وقاعدته الواسعة وهي ليست بقوتها قبل الغزو والحكومة صارت ضعيفة الخ !

لكن مايثبت عدم صحة ذلك وانه امر معد وكان مجرد استدراج لااكثر هو القيام باغتيال السيد وهو في اوج قوته وجماهيريته دون حصول ماكان البعض ينظر له اللهم الا حوادث بسيطة هنا وهناك !

وكان ماحدث مع الشهيد الصدر الاول يتكرر مستنسخا مع الصدر الثاني !

في الاثناء قام بعض المحسوبين على مرجعية الشهيد الصدر بالاستحواذ على المدرسة الباكستانية التي يتولى وقفها ال الحكيم ليشعل ذلك شرارة من البغضاء بين الاسرتين وانصارهما ظلت تزداد اشتعالا مع مرور الزمن لتتحول الى عداء مستحكم ينجر الى الموجودين في ايران من ال الحكيم والمجلس الاعلى برمته وفيلق بدر الذي كان يقض مضاجع الطاغية وازلامه رغم ان معظم كوادر الفيلق من مقلدي الشهيد صدر نفسه !!

لقد لعب المندسين في حوزة الشهيد الصدر ولازالوا ادوار كبيرة وخطيرة في تفتيت الجسد الشيعي !

في اجتماع لمدراء المكاتب كما يسمونهم يقول احد هؤلاء المدراء ان (كتب التاريخ! تتحدث عن العداء لال الصدر)!! بل لقد ذهب مثل (ابوسجاد ) بعيدا حين صرح لاحدى الصحف الامريكية قائلا ان عدوه الرئيس واللدود الان هو (فيلق بدر)!!

لايقبل البعض انذاك ان يقال ان هناك عناصر بعثية بين هؤلاء كما لم يقبلوا لاحقا هذه التهم ضد صفوف جيش المهدي او حزب الفضيلة وعلى راسه صديق خلف العليان نديم الجابري ثم تبين صحة كل هذا وانقلب هؤلاء على السيد مقتدى الصدر او اليعقوبي او انهم قاموا اصلا باقصائهم !

يوما ما اعتبروا مثل اسماعيل الوائلي مجاهدا صدريا يذوب في ال الصدر واخذوا اراجيفه في كتبيه سيء الصيت السفير الخامس على انها مسلمات ولاندري بم يجيبون اليوم حين يشاهدون صورة الوائلي وكانه اكبر ملياردير في العالم كيف لا وقد سجلوا له في بنوك الكويت رصيدا يزيد على مليوني دينار كويتي وثروة اجمالية تقدر بثمانية مليار دولار !!

بعيد سقوط صنم بغداد وجهت الاقلام تجاه الامام السيستاني ونجله السيدمحمد رضا وقالت ماقالت الا ان مواقف السيستاني واختلاف الاجواء من انفتاح وحرية الاعلام جعلت من السيستاني بطلا وطنيا الامر الذي رد سهام هؤلاء الى نحورهم !

ولم ينفع اليوم ما نجح بالامس مع الامام الحكيم او الامام الخوئي قد حيث برع البعض في اختلاق التهم واطلاقها وتلاقفتها الانفس المريضة دون ان تطلب الدليل او ان تناقش في اصل التهمة الواهية !

لكن ان فشل الامر مع السيستاني نفسه فما المانع من توجيه الجهد الى جهازه وعلى راسهم محمد رضا ومن ثم المتعلقين به والمنفذين لتوجيهات المرجع في العراق الجديد..؟؟

روجوا الى ان السيستاني مريض وعاجز وان الامور تدار دون تدخل السيستاني من قبل محمد رضا (رجل اطلاعات)!!

لكن زيارات مبعوثي الامم المتحدة والجامعة العربية والكثير من السياسيين المغرضين لا المنصفين فضحت زيف ذلك ولعل من ابرزها زيارة طارق الهاشمي حاملا ماسماه (بالمشروع الوطني ) ليطلع المرجع الاعلى عليه فوجد ان نسخة من المشروع في جيب الامام مع بعض الملاحظات عليها رغم انها لم تعلن الا قبل يوم واحد فقط !

ووجد ان السيستاني ملم بكل تفاصيل الشان العراقي ومتابع للاحداث بدقة بتفاصيلها!

وكما نشر الاخضر الابراهيمي مااثار دهشته من اطلاع السيستاني على مقال لهيكل عن تفاصيل حوار ضمه الى جانب الابراهيمي وادوارد سعيد في مطعم في لندن ! اذا لابد من مهاجمة السيستاني بطريقة اخرى غير مباشرة ! يجب اثبات ان المرجعية هي المسؤول الاول والاخير عما يجري في العراق !

العراق الذي تضاعف فيه عدد من يتقاضون المرتبات من الدولة اضعافا كثيرة من موظفين او مشمولين بشبكات الرعاية او عوائل الشهداء والسجناء .... والراتب الذي تضاعف بدوره مضاعفات قياسية حيث ارتفع معدل الراتب من ثلاثة الاف دينار(دولار امريكي) الى مابين500 الف دينار(400 دولار) الى مليونين (حوالي الفي دولار) اوثلاثة ملايين (حوالي 2500 دولار) لاساتذة الجامعات من حملة الشهادات العليا والاطباء مثلا !

هذا العراق صار يقال انه شعبه يعاني الجوع بسبب سياسة الائتلاف !!! ولو صح هذا فما يمكن ان يقال عن شعب العراق زمن الطاغية المقبور...؟؟؟؟؟ مع اننا لاننسب هذا للائتلاف او غيره فان كل الحكومات المتتالية لم تكن احداها تمثل على وجه التحديد والدقة حكومة للائتلاف ! ورغم سوء الكثير من وزراء الائتلاف الا ان الوزراء الاخرين لم يكونوا احسن حالا كوزراء التحالف او التوافق او غيرهم ! وان كان بعض نواب الائتلاف غير ملتزمين او انهم لم يقدموا ماكان ينتظر منهم فان الامر ذاته بل وبشكل اكبر ينطبق على نواب الكتل الاخرى ! الامر الذي تسبب (اضافة الى ملابسات اخرى) في تعطيل دور المجلس لاسيما بعد انسحاب الكتلة الصدرية وكتلة الفضيلة من الائتلاف ! الائتلاف الاول ضم مسيحيين وصابئة عدا السنة والكرد ..... لكنه طائفي ! والائتلاف الاخير يضم حميد الهايس رئيس مجلس انقاذ الانبار والشيخ خالدالملا رئيس جماعة علماء العراق فرع الجنوب والشيخ فواز الجربة شيخ عشائر شمر واخيرا لعلها قائمة علاوي ............ لكنه بقي ائتلاف طائفي ... شيعي ! كيف لا ونحن نرى ان ذلك يقال من نائب يقال انه (شيعي) يقول ان هناك في الطريق ائتلافين .... ائتلاف وطني واخر شيعي !!! واذا كان اعداء الشيعة سابقا ينفون عنهم صفة الوطنية الا ان التهمة هذه المرة جائتهم من ابناء جلدتهم ! من مهرج يدعى ......... سامي العسكري !

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
زيــــــد مغير
2009-10-10
بإختصار , قبل نجاح الثورة ألاسلامية في إيران وحينما أدرك أعداء الأسلام إن الثورة ناجحة لا محالة فلا بد أن يطوق الخناق على إيران فدخل الروس الى افغانستان ودفعوا جرذ العوجة لأسقاط الدولة الأسلامية وفشلت خططهم فجاءوا من جهة الباكستان والخليج ومن ثم العراق مرة ثانية ..بالاضافة الى زرع البغضاء ضد ايران الأسلامية وخصوصا ً من قبل دول الجوار ..لكن إرادة الله أقوى ,,لا يريد العالم كله قيام دولة اسلامية وللعلم لا يصح أن يقال عن الدول العربية اسلامية بسبب الفجور وتعضيم المغنيين وانتشار الحانات .
عراقي يكره البعثيه
2009-10-08
ياحبذا الاخ الكاتب ينشر هذه المقالات برابط واحد ويعنونها ككتاب لما فيها من معلومات خطيره وتشير الى حقبه حساسه في تاريخ الاسلام السياسي وشرارة الثورة الاسلاميه في العراق واستطيع فعل ذلك اذا خولني الكاتب شرعا واكون بالخدمه
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك