المقالات

الوصول الى السلطة ليست غاية

1067 19:59:00 2009-10-07

ابو ميثم الثوري

اذا كان الوصول للسلطة غاية ما دونها غاية فان تحقيقها يتأكد عبر كافة السبل الموصلة اليها حتى عن طريق الدبابات ووقع البساطيل والمؤامرات والتخلي عن كل القيم الاخلاقية والانسانية وتأكيد المقولة الميكافيلة البائسة "الغاية تبرر الوسيلة". وعندما تكون السلطة غاية قصوى فان كل شىء دونها سيكون هامشياً ومهملاً وستتحول المبادىء والقيم الى تراثيات لتخدير الشعوب وخداع البسطاء وشعارات لاغراء السذج والرأي العام وحينذ تصبح جريمة قتل الشهيدين الصدرين وجريمة حلبجة والانفال والاهوار عملية وقائية واستباقية للحفاظ على الغاية الكبرى (السلطة) ويصبح العالم كله متفرجاً على كوارثنا ومصائبنا لانها (شأن داخلي) كما كان اداء الاشقاء والاصدقاء في العهد السابق.

قد يكون صحيحاً ان السلطة احياناً تكون غاية كبيرة لغاية اكبر ومقدمة مهمة لنتائج اهم وان السعي اليها ضرورياً لتحقيق اهداف عليا نستطيع من خلالها قيادة الناس الى بر الامان وتحقيق العدل والمساواة ونشر الفضيلة والقيم النبيلة في الوطن.  لا نريد الانعزال والانطواء والابتعاد عن العمل السياسي بحجة بعض الاخطاء السياسية فان ذلك خطر اكبر فلا يمكن ان نتصور عملية سياسية بلا اخطاء او خلل او زلل ولكن "لا يترك الميسور بالمعسور".لا يمكن ان يكون السعي الى السلطة دون غايات ومبررات موضوعية فان ذلك يقودنا الى ايجاد سبل خطيرة للوصول الى السلطة تتحول فيها الغايات الى وسائل والوسائل الى غايات ويكون الشعب اداة لخدمة الحاكمين والسلطة العليا بيد جماعة تتحكم بمقدرات الناس ومصيرهم.

اذا كانت غايتنا القصوى الوصول الى السلطة فاننا سنخسر السلطة ورضا الجماهير وعندما يكون همنا الكبير خدمة المواطنين فاننا سنربح ثقة الجماهير والسلطة والرضوان الالهي. لو كنا نطمح الى السلطة بكافة السبل ونتجاهل كل ما ناضلنا وقاتلنا من اجله ولو من ضمن المقدور وما تسمح به الظروف فاننا سنكون امام مسائلة صارخة امام الله والضمير والشهداء وقد يشملنا قوله تعالى " الذين ضل سعيهم في الحياة الدنيا وهم يحسبون انهم يحسنون صنعاً"

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك