المقالات

لا يعرف أهل العلم إلا ذووه فقيه يتحدث عن فقيه

832 15:48:00 2009-10-08

بقلم / إدريس الحساني

في كلمه للمرجع الكبير سماحة آية الله العظمى السيد محمد سعيد الحكيم ألقاها سماحة حجة الإسلام والمسلمين السيد عدنان البكاء في الحفل التأبيني لأربعينية (شهيد المحراب ) في السادس من شعبان لسنة 1424هجريه حملت هذه الكلمة معان كثر ولخصت مجمل الخطوط العامة في حركة شهيد المحراب وشخصيته الفذة فبعد ان يصف الخطوط العامة في حركة المرجع الشهيد الحكيم بمرارة واسى عميقين يعبر عن الحاجة الماسة لهذه الشخصية الكبيرة وفي وقت كهذا فيقول .(..فوجئنا بفقده ونحن في امس الحاجة اليه في هذا الظرف العصيب والأوضاع المعقدة ولله أمر هو بالغه ) ويسترسل سماحة السيد بالحديث عن تبني شهيد المحراب مشروعه كواجب مقدس ليقف عند جمله من الأمور التي عبر عنها سماحته بأنها (حقيقة بالإعجاب والإكبار لما لها من الأهمية في نفع المجتمع وسلامة المنهج ) فيشخص سماحة المرجع الحكيم اربعة امور في شخصية الشهيد السيد محمد باقر الحكيم (طاب ثراه )

الأول : سعة الأفق واحترام الجميع في قناعاتهم واتجاهاتهم والحوار والتفاهم معهم والبعد عن العنف والشدة في فرض وجهة نظره على غيره فضلا عن التهاتر والتنابز والتهريج والتشنيع.

ان هذه النقطة وقف عندها الكثيرون من علماء الدين وعلمانيون وسياسيون متمرسون وشهد بها القاصي والداني ولم ينكرها حتى أولئك الذين جعلوا من أنفسهم أعداء لخط شهيد المحراب فهم يعلنون عن مكنونهم ويقولون إن الصفة الأبرز كان احترامه للجميع وسعة الافق الذي كان يتمتع به الشهيد الحكيم (قدس سره) .

الثاني: انه كان ينفتح على الآخرين في التعاون والعمل من اجل الأحوال الجامعة والأهداف المشتركة التي تهم الجميع بغض النظر عن الخلافات والمميزات فهو داعية لجمع الكلمة وتوحيد الأمة ورص صفوفها من اجل إن تتكلل جهودها بالفلاح والنجاح وتفرض ارادتها على ارض الواقع واحترامها على الآخرين .

فالانفتاح على الآخرين هي السمة الأخرى التي كان يتحلى بها شهيد المحراب وكان ( قدس سره ) طيلة حركته المباركة يلملم حركات المعارضة العراقية بكل أصنافها وإشكالها المختلفة ويعلنها مرارا إن التركيز على الأحوال التي تجمع الجمع وتشترك جميع القوى فيها هو مطلب رئيسي نعمل من اجله ويومها كان الإطاحة بالنظام البائد مطلبا وهدفا أساس ينشده الجميع عمل الشهيد الحكيم على جمع الكلمة ورص صفوف الأمة نحو هذا الهدف السامي وهكذا بعد السقوط حول إقامة دولة يشترك فيها الجميع والمرجع الحكيم (دام ظله) بدوره يشخص هذه الصفة ويثني عليها كما ورد في قوله ( فهو داعية لجمع الكلمة وتوحيد الأمة ...)

الثــالث: إن تربيته الدينية العريقة وقوة ارتباطه بجذوره الأصيلة وثقافته الإسلامية السليمة جعلته يلتزم خط أهل البيت ( صلوات الله عليهم ) الذي رسموه لشيعتهم في عهودهم الطويلة وينشد إليه ويدافع عنه وعن كياناته القيادية المخلصة كما جعلت منه رقيبا على نفسه يمنعها من الخروج عن الميزان الشرعي والضوابط الأخلاقية الفاضلة في الدعوة وطرق العمل ومفردات السلوك ولم يحمله ثقل الهدف الذي تبناه ، ووعورة الطريق عن إغفال هذا الجانب من اجل الوصول لهدفه وهذه هي الاستقامة التي أمر الله تعالى بها وأشار إليها أمير المؤمنين ( عليه السلام ) بقوله المشهور : ( قد يرى الحول القلب وجه الحيلة ودونها حاجز من تقوى الله فيدعها رأي العين وينتهزها من لا حريجة له في الدين ).

اذا كانت ثمة شهادة شرف لشهيد المحراب حقها ان تخط بماء الذهب وتعلق على جدران ضريحه المقدس فها هي شهادة المرجع الكبير التي تضمنت أروع وأعظم شهادة كيف لا تكون شهادة عظيمه وقد أمر الله تعالى نبيه بقوله : ( فاستقم كما أمرت ومن تاب معك ) فالاستقامة على الجادة محصولها ونتائجها مقعد صدق عند مليك مقتدر ان المرجع الحكيم (دام ظله) أكد على قضيتين في هذه النقطة : الأولى: ان سماحته كان ينشد خط أهل البيت ويدافع عن قيادته المخلصة وهذا الشيء لربما فعله الآخرون ولكن ردف هذه النقطة بما يليها من ان الشهيد الحكيم كان قد( جعل رقيبا على نفسه يمنعها من الخروج عن الميزان الشرعي ...) وما بعدها من عبارات لها ثقلها من منظور شرعي جعلت الصورة متكاملة ومترابطة وكما هو واضح فالمرجع الحكيم يعزي ذلك كله إلى التربية الدينية العريقة وقوة ارتباطه بجذوره الأصيلة وثقافته الإسلامية السليمة وهي بحد ذاتها شهادة لشهيد المحراب على خلقه الرفيع وأصالته وثقافته.

الرابــــــــــع: حبه لأبناء شعبه وارتباطه بهم واخلاصه لهم وثقافته في خدمتهم وتحري صلاحهم حتى شعروا بأبوته عليهم وبان يعيش قضيتهم ويحمل همومهم وذلك روعوا بمصابه وشعروا بفداحة الخسارة بفقده والفزع الهائل بعده كما بدا ذلك للعيان في تعاملهم مع الفاجعة وتفاعلهم بها وحسب قناعتنا فان الله سبحانه وتعالى قد علم منه الإخلاص وحسن النية فشكرهما له ومنّ عليه بان عاش عزيزا سعيدا قد فاز بحب المؤمنين ورحل فقيدا شهيدا هدتهم مصيبته وذلك من أعظم النعم التي يمن بها الله تعالى على الخاصة من عباده والعاقبة للمتقين . والتضحية من اجل أبناء الشعب العراقي على طوال مسيرته الجهادية كانت أحاديث وأقوال وأفعال ووقائع لم تخف على احد وكان همه آنذاك ان يوصل صوت الشعب العراقي ومظلوميته للأوساط الدولية ومراكز القرار ليفك الحصار الظالم من قبل النظام البائد وكان يحرص على ان يصب العمل السياسي والعسكري في مصلحة الشعب ويدرأ عنه المخاطر فكان الجزاء والوفاء من أبناء الشعب لرمزهم الكبير ان يستقبلوه استقبال الأبطال ويودعوه وداع الأبطال . والمرجع الحكيم (دام ظله ) في هذه الكلمة الموجزة قد استجمع قاموس الأسى والفخر ورتل آيات الشهادة والتضحية واصفا الشهيد الحكيم حيث لا يعرف أهل العلم إلا ذووه وصاحب البيت أدرى بما فيه ولربما كانت تلك الكلمة فريدة من نوعها في رثاء الرموز والعلماء العاملين في الساحة الإسلامية وكما يطلع القارئ على تلك النقاط فإنها كما وضعها المرجع الحكيم ( دام ظله ) بأنها حقيقة بالإعجاب والإكبار فسلام علــى شهيد المحراب يوم ولـــــــد ويوم استـــــشهد ويوم يبعث حيـــــــا .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
ابو محمد
2009-10-08
سلام على عائلة هاشمية علوية تميزت بميزة لا يمتاز بها احد غيرها وهى لا يحبها بعثى ولاهى احبت البعث فسلام والف سلام على ال الحكيم ومحبيهم
ابو علي
2009-10-08
سلام على سيدنا السيد محمد باقر الحكيم صاحب الاخلاق السامية العالية ...والقلب الرؤوف الرحيم .. ما اسهل مايتاثر باخلاقه المؤمنون وبايمانه الراسخ وعقيدته النقية الصافية .. اعتقد شخصيا ان سر الاخلاق عند هذا البيت الشريف بيت الامام محسن الحكيم وهنا السيد محمد باقر الحكيم هو قوة الاعتقاد وصفائه وعلوه .. مايجعله يظهر في رفعة الاخلاق وشدة التمسك والولاء لاهل البيت الطاهرين ... وسادتنا وعلماؤنا هم الاعرف ببعضهم حفظ الله الباقين منهم وقدس الله اسرار الراحلين .. هكذا هي الدنيا تاخذ كل من نعشقه ونحبه.
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك