المقالات

سوريا والسعودية ولم الشمل

868 22:47:00 2009-10-08

د.سيف الدين احمد

من المفرح لنا في ارض الرافدين ان نرى ان الاخوة السوريين وهم يعانقون اخوتهم السعوديين وان يذوب جليد التوترات بين بلدين عربيين لم تستطع الجامعة العربية ان تذيب هذا الجليد خلال العمر الطويل الذي قطعته هذه الجامعة العتيدة ، اعوام قطعتها العلاقات السعودية السورية وهي تعيش حياة الاضطراب وعدم الوفاق لكن الزيارتين الاخيرتين المتبادلتين بين البلدين السورية للسعودية والسعودية لسوريا التي سميت بزيارة لم الشمل والتي تعانق فيها الزعيمان العربيان الزعيم القومي والزعيم العميل لامريكا او خائن الحرمين الشرفين الاسم الذي اطلقه نظام صدام الاجرامي ولم يكن ذلك العناق عفويا بل لم يكن الاتفاق على تشكيل وحدة وطنية في لبنان كما اعلن الرئيسان سبب لم الشمل هذا بل من ينظر نظرة موضوعية يجد ان سبب لمك الشمل هذا يعود لما حاكته امريكا والسعودية لدفع سوريا للارتماء باحضان المملكة السعودية (نجد والحجاز ) مما يعني ارتماءها باحضان امريكا والعمل على تفعيل المشروع السعودي الذي عمل جاهدا ومنذ ست سنوات على رفض العملية السياسية التي قامت في العراق على اساس ديمقراطي ورغم ان السعودية لايعنيها ان يكون المشروع ديمقراطيا او غيره بل ما يهمها هو عودة المشروع الطائفي الذي تبناه حزب البعث العربي المحضور في العراق وعملت جاهدة على الدفع وتحت عنوان ما سمي بمشروع المصالحة الوطنية ( او مشروع اعادة البعث الى السلطة ) وان هذا الارتماء السوري لم يأت عفويا ورغم ان سوريا مانعت كثيرا في دخول الحضيرة الامريكية لكن العراق هذه المرة دفعها لان تذهب باتجاه السعودية وتبني المشروع الطائفي السعودي فالسعودية كانت تعمل على استقطاب سوريا باتجاهها ليس حبا بسوريا او حرصا على فكرة العروبة التي لايؤمن بها اغلب الزعماء العرب لان انتمائهم لامريكا يتقاطع ابدا مع فكرة العروبة وان مادفع السعودية لهذا الاستقطاب هو تكوين جبهة ضد ايران وارض الحرام فيها العراق وكانت الخاصرة الرخوة في حرب الابادة القادمة هي سوريا التي يمكنها ان تكون ورقة الضغط الايرانية امام المشروع الامريكي الاسرائيلي لذلك عملت امريكا والسعودية على مشروع الاستقطاب السوري بالترهيب والترغيب بالجزرة ومن دونها وكانت سوريا سعيدة بدورها لكن يبدو ان المشروع الامريكي الاسرائلي نجح على يد الحكومة العراقية التي دفعت سوريا الى قبول المر بدل الموت

فقد اكدت الصحافة الامريكية ان زيارة الرئيس المالكي الى امريكا تمخضت عن اتفاق يقضي بالتصعيد باتجاه سوريا ولقد استغل الامريكيون نفس ذلك الاسلوب الذي استخدموه مع صدام عندما دفعه الى الشعور بالقوة والمنعة وانه قادر على ان يفعل كل شيء حتى منعه غروره من الانسحاب من الكويت عندما دعي الى ذلك كما منعه غروره من الحصول على حق اللجوء في قطر او الامارات مقابل ترك السلطة قبل اجتياح امريكي للعراق وكانت امريكا في المرتين تدفع صدام من حيث لايشعر الى رفض الحلول العقلائية ويبدو ان اللعبة نفسها استخدمت مع دولة الرئيس المالكي ما دفعه الى الطلب بمحكمة دولية وهذه المحكمة كانت تعني ان سوريا ستدخل تحت البند السابع من قرارات الامم المتحدة وكانت امريكا والسعودية جادة في استخدام العراق ذلك السلم الذي اما يدفع سوريا الى احضان امريكا والمملكة الطائفية او الى احضان البند السابع والولاية الامية ويبدو ان الحسبة العراقية لم تكن واعية لان الحكومة فكرت في انها ستكسب جولات كثيرة في ضغطها على سوريا الجولة الاولى ان تجعل من سوريا شرطيا يحمي حدودها من دون جهد وجولة اخرى في ان الحكومة الحالية قد تحصل على الفاريين من زعماء البعث الذين يديرون عمليات القتل من سوريا وجولة ثالثة يستفيد منها دولة رئيس الوزراء في الانتخابات القادمة لانه يعرف ان الوضع النفسي العام للعراقيين يريد كلمة قوية ومستوى عالي من التصريحات التي تدل على القوة ضد الدول المحيطة بالعراق وخاصة العربية لذا نرى ان الشارع تفاعل مع تصريحات المالكي وراح يتغنى لها

وهذا التغني دفع الحكومة لتصعيد موقفها ليس حبا في المصلحة الوطنية بل لان الموضوع برمته كان يشكل عقلا جمعيا ربما سينفع المالكي في انتخاباته القادمة ولم يكن يحسب المالكي لقصر نظره الخطوة المقابلة وكان يعتقد ان الوحيد الذي يفكر ويستفيد ونسي ان على الطرف الاخر الكثير ممن يفكر وهو يسبق تفكير المالكي بخطوات وكان يحسب المالكي ان النصيحة الامريكية كانت لصالحه لانه كان واهما ان امريكا بدأت ترتاح له او تعشقه لكنه لابد من انه ادرك الان ان الفخ الذي وضع اليه سار هو اليه من دون ان يدفعه احد لكنها سار مندفعا وطائعا له ولا اعرف ماذا سيفعل في الايام القادمة لاخراج العراق من الشرك الذي اوقعه فيه ولا احسب المالكي يهتم كثيرا للعراق مادام قد وفر الكثير من لتأمين المستقبل على حساب الفقر العراقي .

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك