من المعروف عن نواب البرلمانات في العالم جميعا انهم سيوف مسلطة على رقبة السلطة التنفيذية تقطع بالحق ولا تأخذها فيه لومة لائم بإستثناء البرلمانات في اغلب الدول العربية التي يقف اعضاءها لقادة بلادهم ويهم يهتفون ( بالروح بالدم نفديك ... ) محولين قاعة البرلمان الى صالة حفلات تهزها الزغاريد وتزلزلها الأهازيج .
ويبدو ان بعض النواب في عراقنا الجديد أمثال حيدر العبادي وسامي العسكري ومن وقف معهم في التصدي لأستجواب الوزراء والمسؤولين قد حنت قلوبهم الى الزمن الغابر واشتاقت عيونهم لرؤية قائد ضرورة يتخذ من القانون مطية ولا يحكم بالعدل والسوية ولا يهمه شأن الرعية ليقفوا مهللين له وممجدين لبطولاته وليجعلهم من اصحابه المقربين وخاصته المنتجبين فيصولوا ويجولوا في الساحة الخالية من الرقيب . ان كلماتهم لم تكن جارحة لنظرائهم النواب ولكنها كانت طعنة في خاصرة العراق الجريح الذي قدم الملايين من الضحايا من اجل ان يصل الى هذه اللحظة التي يحاسب فيها المسؤول عن عمله ولا يبقى القانون مجرد سياط مسلطة على المواطن البسيط في حين ان رجال الدولة من الحزب الحاكم لهم حصانة كحصانة عمر بن الخطاب كما قال صدام وهو يخاطب قادة الحزب المنحل . وكيف يمكن لـ ( دولة القانون ) ؟! ان تكون دولة قانون مع هذه الأفكار الدكتاتورية والأرواح التواقة الى الشمولية في الحكم وهم من اعمدة " ائتلاف دولة القانون " .
اننا لا نريد ان نوجه لهم التهم لمجرد الرغبة في تشويه صورتهم او لعداء شخصي ولكننا لا نجامل على حساب دماء الشهداء ودموع اليتامى وآهات الأرامل ولن نسكت عن اموال الجياع التي ابتلعتها بطون المفسدين واختزنتها كروش الأنتهازيين فما زال المعدمون في العراق يبحثون في اكوام النفايات عن كسرة خبز يأكلونها , وأما أصحاب المعالي والفخامة والسيادة فإنهم يقضمون مال الله قضم الأبل لنبتة الربيع ومع ذلك نجد نوابا يدافعون عنهم دفاع الأم عن ولدها الوحيد . فالسؤال الذي تردده الألسن هو ( ليش يا نواب آخر زمن ) ؟.
https://telegram.me/buratha