المقالات

حكومة الخدمة الوطنية..مفتاح النجاح والاستقرار

1086 18:36:00 2009-10-09

احمد عبد الرحمن

من الطبيعي ان اعطاء الاولوية للمصالح الوطنية العامة يفضي الى ترسيخ منهج ومفهوم الخدمة الوطنية العامة بكل عناوينها وتفاصيلها الى كافة الفئات والشرائح الاجتماعية من دون النظر او التوقف عند هذا العنوان او ذاك من العناوين القومية او الطائفية او الدينية او المذهبية او السياسية، والعكس صحيح.

فمنهج ومفهوم الخدمة الوطنية في حال تم ترسيخه واصبح احد الثوابت الوطنية فأنه يمكن ان يساهم الى حد كبير في ترسيخ الهوية الوطنية، وفي تقليص حجم الفوارق الاجتماعية، وتجسير الهوة بين فئات وشرائح اجتماعية مختلفة، وتحقيق اكبر قدر من العدالة والمساواة بين ابناء المجتمع، ويعزز فرص وامكانيات التعايش والوئام السياسي بين الجميع، وبالتالي يساهم في بناء مجتمع مستقر ومتوازن يكون احد عناصر بناء الدولة العصرية بناء سليما ورصينا وقويا.

اذا اريد لاي مجتمع ان يكون ايجابيا وفاعلا فأنه ينبغي قبل كل شيء ان يحظى بفرص الحياة الجيدة والمناسبة التي تمثل المدخل الرئيسي للابداع والفاعلية والنجاح والتقدم الى الامام، والحكومة-الدولة هي من يقع على عاتقه توفير فرص الحياة الجيدة والمناسبة للمجتمع، ولتحقيق وانجاز ذلك لابد من ان تتمتع الحكومة بأقصى درجات الانسجام والتجانس والتوافق بين مكوناتها، وهذا الانسجام والتجانس والتوافق يكون محور المصالح الوطنية العامة، ونقطة الالتقاء الاساسية والمحورية للجميع، مع اختلاف رؤاهم وتوجهاتهم واجنداتهم السياسية ومشاربهم الايديولوجية، وبدون القدر المعقول والمناسب من التوافق والانسجام، فأن الجميع اما يبقون يدورون في حلقة مفرغة او يصلون عاجلا ام اجلا الى طريق مسدود.ان الاتفاق والتوافق على المباديء العامة، والثوابت الوطنية،لايعني بأي حال من الاحوال ذوبان كل طرف بالاخر، والغاء كل الخصوصيات، فهذا امر غير ممكن بالمرة، ولكنه يعني تقديم ما هو عام على ما هو خاص. اذ ان العام في كل الاحوال ينعكس على الخاص.

ولعل نقطة الفشل والاخفاق الرئيسية لدى الكثير من الحكومات والانظمة السياسية في بقاع شتى من العالم وفي حقب وعصور مختلفة تكمن في ان برامجها وسياساتها تتمحور وتتركز على مفاهيم وسلوكيات الهيمنة والاستئثار الاحتكار والتسلط على المجتمعات، وليس على توفير الحياة الكريمة وتأمين متطلبات وظروف العيش الرغيد لرعاياها. وهناك فرق كبير بين نظام سياسي يسعى الى ان يجعل الناس خدما وعبيدا لرموزه وقادته وزعمائه، ونظام سياسي يقوم على فكرة ان وظيفته تتمثل بالدرجة الاساس بتقديم الخدمة للجميع، بعيدا عن اية حسابات واجندات يمكن ان تفضي الى اعطاء هذا المكون وحرمان المكون الاخر. فالاستقرار بمعناه الواسع لايمكن ان يتحقق من دون توفر العدالة والمساواة واعطاء كل ذي حق حقه.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك