المقالات

الفكر الوهابي انتحاري فجر نفسه في روح الإسلام

931 20:39:00 2009-10-09

عامر هادي العيساوي

بتاريخ 9/10/2009 تناقلت جميع وكالات الإنباء واغلب القنوات الفضائية العالمية والإقليمية والمحلية خبرين مختلفين لا علاقة لأحدهما بالآخر ولكنهما أذيعا بالتعاقب في وقت واحد لأنهما كانا قد وقعا في يوم واحد, ويتلخص الخبر الأول بقيام وكالة الفضاء الأمريكية (ناسا)بقصف القمر بقنابل عملاقة من اجل استكشاف المياه الجوفية او الثلوج في باطنه أما الخبر الثاني فهو قيام انتحاري بتفجير نفسه في احد الأسواق الشعبية في مدينة بيشاور الباكستانية مما أدى إلى مقتل وجرح المئات من الأبرياء.

وكما يعلم الجميع فان الانتحاري والذين يقفون خلفه من التكفيريين يعتبرون منفذي ومهندسي غزو القمر كفارا وملا حدة ولا يعرفون الله ومأواهم جهنم وبئس المصير أما الشخص الذي فجر نفسه بين أبناء بلده وإخوته في الخلق والدين بالطريقة المعروفة سيكون غداؤه في اليوم التالي مع رسول الله صلى الله عليه واله وسلم. وليس من أهدافي الترويج للأمريكان او غيرهم بصلاح عقائدهم فهذه الأنشطة علمية بحتة ولا علاقة لها بالأديان او المعتقدات وإنما أردت المقارنة بين اناس يبحثون عن فرص للحياة لهم ولأجيالهم القادمة وبين اناس يقتلون الحياة ويزهقون الأرواح ويذبحون بعضهم بعضا زاعمين أن الإسلام يأمرهم بذلك والاسلام منهم ومن أفكارهم المجنونة براء.إن الوهابية التي فرخت هذا الشكل المخزي من السلوك المنحرف والمخيف لا يمكن أن تمت بأية صلة لأية منظومة فكرية إنسانية او أي دين فضلا عن الدين الاسلامي الحنيف المعروف بتسامحه وجنوحه للسلام والمحبة والإخاء.ذلك الدين الذي طالما قال(من شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر)(وجادلهم بالتي هي أحسن)(لست عليهم بوكيل)(ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة ).لقد عاش المسلمون في مختلف العصور وعبر مئات السنين والى جانبهم عاشت مختلف العقائد والأديان ولم نسمع أن أحدا منهم استهدف يهوديا او مسيحيا او بوذيا او صابئيا او سيخيا بسبب دينه او عقيدته, وربما يتذكر بعض العراقيين ممن التحقوا بالخدمة العسكرية كيف كانوا يتجنبون ذكر الشيطان بسوء احتراما لبعض الجنود الذين يحترمون الشيطان وفقا لدياناتهم,فلماذا يصر هؤلاء على قتل البعض من طوائف المسلمين لا لسبب إلا لأنهم يختلفون معهم ولا يفكرون بالطريقة الشاذة التي يفكرون بها؟

ان الحقيقة الساطعة التي لا غبار عليها وقد لا يختلف عليها عاقلان تؤكد بان المنهج الذي يدفع الوهابيون الدين الاسلامي الحنيف باتجاهه لا يمكن أن تكون دوافعه دينية او من باب الحرص على سلامة الفكر الاسلامي من التحريف ولو كان الأمر كذلك لكانت حركة فكرية هادئة ومسالمة وعاقلة ولكن الأمر كله مدبر في ليل, إن وراء هذا المنهج المدمر جهات لا تريد لهذه المنطقة الحيوية من العالم الهدوء ولا الاستقرار فلنبحث جميعا عن المستفيد من زج هذه الامة في صراع له أول ولكن ليس له آخر اللهم إلا اذا كان الهدف المزيد من التشرذم حتى تحقيق الهدف النهائي بالانقراض. وهنا أقول إن أي مؤرخ مهما كان نابها ومسلحا بالعلم والمعرفة سيكون عاجزا عن فهم التاريخ فهما علميا وموضوعيا صحيحا وكاملا اذا لم يراقب أصابع بني اسرائيل الموجودة دائما في كل زمان ومكان وهي طويلة هنا في المنطقة وفي جميع أنحاء العالم, إن الوهابية سرطان يهدد هذه الأمة في وجودها وسوف لن تقوم لها قائمة ما دام هذا الشبح المرعب يجول في ديار المسلمين وصحاريهم.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك