المقالات

الحكومة والفساد والقانون

1515 00:56:00 2009-10-10

المهندس بهاء صبيح الفيلي

بعد اتهام وزير التجارة السابق فلاح السوداني والذي كان من أعضاء حزب الدعوة الذي يترأسه المالكي, لم يعد هناك شك إن المالكي كان على علم بصورة وبأخرى على ما كان يقوم به الوزير الفاسد, وإلا كيف يكون رئيس وزراء ولا يعلم ما يقوم به وزرائه, والشيء الأكيد انه لا يريد التحقيق مع وزير آخر لخشيته أن يكون فاسداً هو الآخر او انه يعرف انه فاسد ولا يريد أن يفتضح أمره, وهذا ما يؤدي إلى سقوطه الأكيد من كرسيه الذهبي الذي لا يريد أن يتخلى عنه, والحقيقة تقال الكرسي له جاذبية ما بعده جاذبية, يكثر المتخاصمين عليه, ولكن لما التخاصم عليه إذا كان الكرسي مخصص لخدمة الناس عامة, وليس فيه امتيازات أخرى كتعين أفراد حزبه أو معارفه أو أقاربه في المناصب الأخرى, وتوفير مكاسب مادية غير مشروعة, ولذلك نسأل سؤالاً ساذجاً, هل استفاد المالكي وحزبه من كرسي رئاسة الوزراء؟ والجواب معلوم فالسوداني واحد من أفراد حزبه العتيد, إنسان مؤمن ويقسم بجميع المقدسات والأئمة انه نزيه, ولكن القانون والأدلة تدينه ورئيس الوزراء يحاول أن ينفي عنه تهمة الفساد والسرقة, فرئيس الوزراء يرى إن القانون بغير حق يدين هذا اللص السمين كقطط المطابخ, ومن جهة أخرى يدعي ببناء دولة القانون فأي قانون يا ترى ستكون الدولة عليه, أنا لا أرى إلا أن يتم استجواب جميع وزراء المالكي, ونعرف أسباب التردي في الخدمات وأين ذهبت أموال الخزينة العراقية؟ ونود أن نتعرف على قطط المطابخ التي تملأ الوزارات والدوائر ومجالس المحافظات والبلديات على شاكلة السوداني ويتم تقديمهم للمسائلة, لكي نتأكد إن الدولة دولة قانون عام وليست دولة قانون خاص, والشيء الأكيد نود أن نعرف الأسباب التي أدت بالمالكي لإعادة البعثيين إلى وزارتي الداخلية والدفاع هل في ذلك حكمة أم نقمة على الشعب العراقي.

يقال إن عبد الكريم قاسم لم يقم بتغير الأجهزة الأمنية الملكية إلا بشكل صوري, ولذلك سار النهج التعسفي على نهجه السابق وهذا بشهادة الكثير من الذين اعتقلوا خلال الفترة الملكية وأبان حكم عبد الكريم قاسم, ولكن البعثيين وخصوصاً بطل الحفرة فطن لهذه المسألة وقام بتغير شامل وجذري لهذه الأجهزة وصارت الأجهزة الأمنية موالية تماماً له ولحزبه الخرف, ولما أستاذنا المالكي يستعين بهؤلاء فحتماً تصرفه خاطئ ولا ينم عن أي فطنة سياسية أو وطنية فهذه الأجهزة الأمنية بنيت وترعرعت لأن تكون أداة لقمع العراقيين وموالية لحزب البعث الخرف وقائدهم بطل الحفرة ولا بد انه أصيب بنشوة السلطة عندما رفع البعض من هذه الأجهزة صورته على الأكتاف في إحدى احتفاليات القوات الأمنية.

السيد المالكي اخطأ بتسمية تحالفه بدولة القانون كان المفروض أن يسميه دولة العشائر أو دولة شيوخ العشائر لكثرة تردده لاجتماعات شيوخ العشائر, واستعانته بهم, لا بد إننا سائرون مع دولة المالكي إلى الجاهلية حيث كان شيخ القبيلة هو الحاكم, ولا بد إن شيوخ العشائر لا تريد بناء دولة مدنية على أساس المواطنة بل على أساس السادة والعبيد أو السادة والخدم.المهندس بهاء صبيح الفيلي

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
التعليقات
د مالك ال ماهود
2009-10-10
انالعلاقة بين الساسة والجاهير هى علاقة الخادم للامة وادا لم تكن كدالك فستسقط وتنهار مهما اعطيت من الجرع المنشطة اموالا او وعودا وحتى يبتعد الساسة عن ممارسة اى اسلوب للعب فى ادهان البسطاء نرى ان يصدر مجلس النواب الموقر تشريعا يمنع صرف المنافع الاجتماعية للرئاسات الشلا ث حتى يبتعد الجميع عن ممارسة هدا الحرام السيسى والشرعى
army
2009-10-10
لو لم يكن السير نيوتن عالماً وكان سياسياً لوضع قانون بعلم السياسة هو قانون نيوتن الرابع والذي ينص : " ان قوة الجاذبية لسلطان كرسي الملك هي اكبر واقوى بكثير من كل القوى التي تحيط به حتى ولو ادعى ذلك السلطان النبوة ".
الاكثر مشاهدة في (المقالات)
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك