ان هناك اسس وطرق علمية واحصائية ، نظرية وعملية ، متعارف عليها دوليا ومنذ ان عرف تعداد السكان كأسلوب لجمع المعلومات الاحصائية ولمختلف جوانب الحياة في المجتمعات ، وقد تطورت هذه الاسس والطرق بتطور الحياة ويتضمن التعداد عدة عمليات تحتاج الى التنفيذ ميدانياً ومكتبياً ووفق ضوابط محددة ومتعارف عليها ، ان عملية الحصر والترقيم تكلف مبالغ مالية كبيرة وهي عادة ما تنفذ قبل يوم التعداد بفترة زمنية تتراوح بين شهرين الى ثلاثة اشهر والغرض منها اصلاً هو تحديد الاحتياجات والمستلزمات المادية والبشرية التي يتطلبها تنفيذ التعداد العام للسكان في الوقت المحدد له .إن هذا عرض بسيط وموجز علماً بأنه يمكنني ان اشير الى جوانب كثيرة وتفصيلات عديدة وبشروط ومزايا كثيرة يمكن ان يوفرها عمل حصر وترقيم المباني والمساكن والسكان غير اني اؤكد على أهمية الاختصار وخير الكلام ما قل ودل .لقد اعلنت وزارة التخطيط وجهاز الاحصاء فيها الى انها سوف تقوم بتنفيذ عملية حصر وترقيم السكان في العراق ابتداءً من هذا اليوم 6/10/2009 لاغراض التعداد العام للسكان والذي سوف ينفذ ان شاء الله في العام القادم .ان تنفيذ هذه العملية الان يعني هدر كبير وغير مسؤول للاموال العامة التي يمكن الاستفادة منها لاغراض اخرى اكثر عملية لخدمة الشعب في بناء قطاع الخدمات وقطاعات انتاجية أو ماشابه ذلك ، والمعروف ان المجتمع يتغير في جوانبه السكنية والبشرية والسكان خلال السنة بنسب كبيرة وخاصة في الريف وظروف العراق الحالية فان هذه التغييرات سوف تكون اكبر واكثر اتساعاً ، كما ان المشكلة التي ادت الى تأجيل ، التعداد الذي كان مقرراً هذه السنة لم تحل حتى الان وبالتالي فانها سوف تؤثر على ما سوف تقوم به الوزارة وجهازها الاحصائي في تنفيذ عملية الترقيم والحصر واعتقد وارجو ان اكون مخطئاً ، ان قرب انتهاء السنة المالية ووجود مبالغ مالية زائدة وكذلك قرب انتهاء الدورة الانتخابية والحكومة فان الجهات المسؤولة تعمل على صرف الاموال في مثل هذه العمليات التي لاتوفر مردود ايجابي ومفيد للاقتصاد والاعمار والبناء ، خاصة وان هذا العمل سوف يتطلب اعادة تنفيذ وتعديل بنسبة كبيرة في حالة صدور قرار مؤكد لاجراء تعداد للسكان في العام القادم وفي الامكان التأكد من بعض المختصين في العراق ومن مواطني العراق حول هذه الجوانب وعدم ركون الوزارة وجهاز الاحصاء الى الجهات الاجنبية والتي ليس لها مصلحة لخدمة العراق ولا تتوفر لديها خبرة عن اوضاع العراق وشعبه .
والله من وراء القصد
عباس ابراهيم البهادليماجستير في السكانوالموارد البشرية
https://telegram.me/buratha