ابو هاني الشمري
عذرا اخوتي القراء ان رجعت مرة اخرى اهاجم البرلمان لانكم ستشاركوني الرأي فيما سأذهب اليه وهو اهل لهذا الهجوم بل وأكثر!!.. فكلكم تتذكرون كيف تمت مناقشة قرارات امتيازات اعضاء البرلمان وكيف صدرت بفترة قياسية جعلت ابناء العراق من اقصاه الى اقصاه يصابون بالدهشة والحيرة من تلك السرعة العجيبة في اصدار هكذا قانون يخدم جيوب اعضاءه وجيوب عوائلهم بينما نرى بقية القوانين والتشريعات حتى وان كانت بسيطة لاتمر عبر دهاليز هذا البرلمان الضيقة الا بعد عسر ولادة شديد بل واكثرها تنتظر ايام وشهور وربما سنين طويلة عسى ان تحظى بلحظة قراءة لها داخل قاعة البرلمان الموقر, ومن تلك القرارات والقوانين , قانون النفط والغاز وقانون الانتخابات وقانون الاحزاب وقانون شبكة الحماية وما يقارب الـ 37 قانونا لم يتم قراءتها و80 قانونا سيتم قرائتها قراءة ثانية ... ومن خلال ملاحظة حالة التسيب واللامبالاة بين اغلب اعضاء البرلمان الذين منحوا انفسهم اجازة مفتوحة براتب تام سنعلم علم اليقين بأن عشر تلك القوانين سوف لن يتم اصدارها بسبب قصر المدة المتبقية وانشغال السادة النواب بمشاريعهم الانتخابية التي هي اهم بكثير من اصدار قوانين لاقيمة لها كقانون شبكة الحماية الاجتماعية او قانون زيادة رواتب المتقاعدين!!.كلنا نتذكر ان قانون امتيازات النواب تم التصويت عليه بحضور 169 نائبا برلمانيا داخل القاعة اي بمعنى اكتمال النصاب القانوني للتصويت وفي اليوم التالي بعد تصويتهم على هذا القانون لم يستطع المجلس ان يصوت على اي قانون لعدم اكتمال النصاب القانوني لاعضائه مما تطلّب تأجيل الجلسات الى مابعد عطلة العيد!!.من هذه الحادثة نستطيع ان نجزم بأن اغلب الاعضاء هم ممن يبحث عن امتيازات لنفسه من اموال الشعب الذي سلمه امانة الحفاظ على هذا البلد ولمن يريد ان يعرف هؤلاء النواب فيمكنه ببساطة الوصول الى اسماء شخصياتهم من خلال جدول الحضور الرسمي لهؤلاء النواب في اجتماعات البرلمان ومقارنة عدم حضور الذين اعنيهم بمقالتي بدون عذر مقبول.ان تشريع قانون امتيازات النواب اضافة الى مايحصلون عليه من امتيازات لاتوجد حتى في اكبر الدول ايرادا وتطورا بحيث ان نسبة كبيرة من ميزانية العراق تذهب لهؤلاء بلا مقابل ملموس يحصل عليه ابناء العراق منهم حتى اصبح اغلبهم عالة على ميزانية واقتصاد البلد بل وحتى مشروعه السياسي والامني.. بينما نجد قانون زيادة رواتب المتقاعدين الذين هم شريحة مهمة من ابناء العراق تحتاج الى الفلس والدرهم كي تعيش بشرف لما بقي لهم من ايام عمرهم التي افنوها في خدمة هذا البلد, نجد ان اعضاء المجلس في حرب دائمة ونقاشات طويلة وافكار غريبة وعجيبة تصدر من هذا وذاك لم نشاهدها صدرت عنهم حينما نوقشت امتيازاتهم الخيالية لالشئ سوى لتأخير اصدار هذا القانون!! ونفس الشئ ينطبق على قانون شبكة الحماية الاجتماعية الذي من اسمه سنعرف من الذين سيستفيدون من اصدار هكذا قانون ..
اما قانون النفط والغاز الذي طال انتظاره فهو غني عن التعريف وأن مجرد ذكره فأنه يعني الخير للعراق كله بلا استثناء لانه يمس مصدر اساسي بل اكبر مورد لدخل العراق بلا منازع ولكن مع معرفة السادة النواب بهذا القانون واهميته فلا زال يقبع في ادراج مكاتبهم الوثيرة او باعتراضاتهم التي لانهاية لها لانه يخدم العراق, وكل شئ يخدم العراق لايجوز ان يمر من خلال البرلمان ... ولكي نكون منصفين فالكلام ليس شاملا لكل البرلمانين لان بعضهم اصحاب مواقف مشرفة رغم ان صوتهم لايصل الى مستوى الطموح.
فترة انتهاء هذا البرلمان على وشك الانتهاء وما شاهده الشعب من دور له يجعله يقول بلا تردد (كوم حجار ولا هالجار) فبرلمان بهكذا شخوص بين افراده لايتمكن من اصدار قوانين تخدم العراق وتخدم اوسع شريحة لديه الا وهم المتقاعدين والمسحوقين الذين لايجدون الا راتب شبكة الحماية الاجتماعية حري بنا ان نفرح لزواله عسى ان يرحمنا الله بأشخاص اصحاب غيرة ونخوة حقيقية على العراق وشعبه.
https://telegram.me/buratha