المقالات

ماذا لو أُجريت الانتخابات كل سنة؟

608 19:00:00 2009-10-11

منى البغدادي

ثمة امنية تراود المواطن العراقي مع كلفتها للمال العام والمفوضية العليا المستقلة للانتخابات والامنية هي " لو تقام الانتخابات كل سنة او كل ستة اشهر في العراق" بل بعض المواطنين من الدخل المحدود او المتردي يتمنى لو كانت الانتخابات كل ثلاثة اشهر او شهرين!.لماذا يتمنى المواطن العراقي ذلك رغم ان الاستعداد للانتخابات يحتاج الى فترة اطول وجهود وامكانات دعائية واعلامية وتحديث سجل الناخبين وكلفة باهضة وميزانية تكلف الدولة اموالاً كبيرة يمكن استثمارها في مشاريع خدمية وخصوصاً اموال الحملات الانتخابية والدعائية.هؤلاء المواطنون الذين يتمنون ان تكون الانتخابات سنوية او نصف سنوية او حتى شهرية هم ليسوا من اصحاب المطابع الذين تنتعش ارزاقهم في ظروف الانتخابات بل هم مواطنون عاديون وبعيدون احياناً عن السنة بل لا تهمهم في اغلب الاحيان القائمة المغلقة او المفتوحة او الدائرة الواحدة او المتعددة بل لا يهمهم من يكون رئيساً للوزراء مازال ينفق الاموال قبيل اجراء الانتخابات بقليل.اذن من هم هؤلاء الداعون الى اجراء الانتخابات سنوياً وليس اربع سنوات ولماذا يرغبون بذلك؟الاجابة بشكل سريع ومبسط ان هؤلاء يتفاجئون قبيل الانتخابات بحملة كبيرة من الهبات والمنح والمكافئات وزيارة الرواتب وتزداد كلما قرب وقت الانتخابات!بعض رجالات الحكومة بخيلاً وشحيحاً بافراط ولكن يتحول الى كريم وجواد في ظروف الانتخابات فيمنح الاموال والهدايا ويقيم الموائد على شرف كبار شيوخ العشائر ويوزع المنح المعطلة للسجناء والشهداء ويزيد رواتب المتقاعدين والموظفين.في ظروف الانتخابات تنتعش جيوب المواطنين وخاصة وجهاء وكبار العشائر واخص منهم من لديه الاستعداد لبيع ضميرة وذمته مقابل حفنة من المال العام الذي سيوزع لكل من هب ودب دون مراعاة لميزانية او صلاحيات.وموسم الانتخابات السنوي او النصف سنوي سيكون موسم المداحين والمتملقين الذين يتاجرون بقصائدهم ومدائحهم اصحاب المال والقرار وسيصعدون في الثناء الزائف والمدح الكاذب ويخلقون لنا الف طاغية مستقبلي والف مستبد احتياطي وعند الطلب.موسم الانتخابات سيكون موسماً مربحاً لاصحاب المدح والمولعين بالتصفيق وعقد المؤتمرات وتحشيد كبار العشائر من احل تشكيل مجالس الاسناد في مناطق آمنة وغير ساخنة ولا تحتاج الى مجالس اسناد او صحوة او لجان شعبية والا كيف نتصور ان تشهد مناطق الجنوب والفرات الاوسط كمحافظتي السماوة والديوانية تشكيل مجالس اسناد ولمن هذه المجالس ولمن تسند.المتفاعلون مع هذه المجالس من اجل استحصال الاموال من المال العام ناقمون على المعترضين على تشكيلها لانها فرصة لتدفق الاموال عليهم من ميزانية الدولة والمال العام.لسنا ضد زيارة رواتب المتقاعدين والموظفين ومساعدة الفقراء والمحتاجين او دعم العشائر والمواطنين بل توقيت ذلك والصرف غير القانوني من ميزانية لم توضع لهذه الموارد وتبديد المال العام لقضايا شخصية وحزبية.ومشكلة الواقعية ان كل الوعود والعهود التي يقطعها المتنافسون في حملتهم الانتخابية تذهب ادراج الرياح بمجرد انتهاء الانتخابات وتنتهي معها كل الهدايا والهبات والمنح والمساعدات لكي ينتظر المواطنون اربع سنوات اخرى وهي مدة طويلة لا يمكن الاستمرار بانتظارها.اصبحت قناعة لدى المواطنين بان الموسم الانتخابي هو الموسم الانتعاشي للجيوب واحياء القلوب ونتوقع ان تخرج المظاهرات في عموم العراق للمطالبة باجراء الانتخابات كل سنة لتحقيق الحظ الاوفر للهدايا والمنح والمكافئات.

اشترك في قناة وكالة انباء براثا على التلجرام
https://telegram.me/buratha
المقالات لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
اضف تعليقك
الاسم والنص والتحقق من الروبوت ضروري
الاسعار الرسمية للعملات مقابل الدينار
دينار بحريني 0
يورو 0
الجنيه المصري 0
تومان ايراني 0
دينار اردني 0
دينار كويتي 0
ليرة لبنانية 0
ريال عماني 0
ريال قطري 0
ريال سعودي 0
ليرة سورية 0
دولار امريكي 0
ريال يمني 0
التعليقات
حيدر الاعرجي : دوله رئيس الوزراء المحترم معالي سيد وزير التعليم العالي المحترم يرجى التفضل بالموافقه على شمول الطلبه السادس ...
الموضوع :
مجلس الوزراء : موقع الكتروني لإستقبال الشكاوى وتقديم التعيينات
سهام جاسم حاتم : احسنتم..... الحسين بن علي بن أبي طالب عليهما السلام.جسد اعلى القيم الانسانية. لكل الطوائف ومختلف الاقوام سواء ...
الموضوع :
الحسين في قلب المسيح
Muna : بارك الله فيكم ...احسنتم النشر ...
الموضوع :
للامام علي (ع) اربع حروب في زمن خلافته
الحاج سلمان : هذه الفلتة الذي ذكرها الحاكم الثاني بعد ما قضى نبي الرحمة (ص) أعيدت لمصطفى إبن عبد اللطيف ...
الموضوع :
رسالة الى رئيس الوزراءالسابق ( الشعبوي) مصطفى الكاظمي
فاديه البعاج : اللهم صلي على محمد وال محمد يارب بحق موسى ابن جعفر ان تسهل لاولادي دراستهم ونجاح ابني ...
الموضوع :
صلاة الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام) لقضاء الحوائج
محمد الخالدي : الحمد لله على سلامة جميع الركاب وطاقم الطائرة من طيارين ومضيفين ، والشكر والتقدير الى الطواقم الجوية ...
الموضوع :
وزير النقل يثني على سرعة التعاطي مع الهبوط الاضطراري لطائرة قطرية في مطار البصرة
Maher : وياريت هذا الجسر يكون طريق الزوار ايضا بأيام المناسبات الدينية لان ديسدون شارع المشاتل من البداية للنهاية ...
الموضوع :
أمانة بغداد: إنشاء أكبر مجسر ببغداد في منطقة الأعظمية
ساهر اليمني : الَّذِينَ إِن مَّكَّنَّاهُمْ فِي الْأَرْضِ أَقَامُوا الصَّلَاةَ وَآتَوُا الزَّكَاةَ وَأَمَرُوا بِالْمَعْرُوفِ وَنَهَوْا عَنِ الْمُنكَرِ وَلِلَّهِ عَاقِبَةُ الْأُمُورِ ...
الموضوع :
السوداني : عاشوراء صارت جزءا من مفهومنا عن مواجهة الحق للباطل
هيثم العبادي : السلام عليكم احسنتم على هذه القصيدة هل تسمح بقرائتها ...
الموضوع :
قصيدة الغوث والامان = يا صاحب الزمان
فيسبوك