اسد الاسدي
كنا نعتقد ان العراق قد غادر منذ التاسع من نيسان 2003 عقلية الاستبداد والشخصنة والاملاءات الفارغة على شعب مغلوب على امره وكنا نتوقع ان حقبة التضليل والتجهيل قد انتهت الى الابد وان ليس بامكان احد الضحك على ذوقوننا وتسطيح وعينا.وكنا نسمع مذهولين ومرعوبين اعلان في تلفزيون العراق وتلفزيون الشباب يهيب بالمواطنين بكل من عثر على البطاقة التموينية العائدة لعدي صدام حسين تسليمها الى اقرب مركز للشرطة.هذا الاعلان ليس للمزحة بل هو واقع يتذكره جميعنا هذا الاعلان ووقوفنا متحيرين امام هذا الضحك على ذقوننا وتسطيح وعينا والاستخفاف بعقولنا دون ان نتحدث فيما بيننا خشية ان يكون للحيطان اذان كما كانت المخابرات العراقية تلمح وتشيع.ويبدو ان النظام نفسه معتقد تماماً بان العراقيين لم يصدقوا هذه الهرطقات ولكنه يحاول الامعان في قهرهم والسخرية بهم وهو يعلم جازماً ان لا احد بامكانه ان يصدقه فيما بينه وبين نفسه ولكن لا يجرؤ احد على الافصاح عن رأيه او الهمس مع نفسه خشية من الرقيب الذي يطارد المواطن في كل مكان.هذه الاساليب والالاعيب التي يحاول النظام السابق تسويقها علينا كانت مثار سخرية وضحك واحيانا بكاء باعتبار ان "شر البلية ما يضحك".هذه الطريقة الرخيصة التي كان النظام السابق يبتكرها بحسب الظروف والطلب كانت ضاغطة على نفسية المواطن بالاضافة الى ضغوط الحصار والظروف الصعبة والفقر والحروب.اليوم نفاجأ جميعاً باستعارة خطاب واسلوب النظام السابق وبطريقة تبدو مثيرة للسخرية والاستهجان ومحاولة بائسة ويائسة لا تجلب سوى النتائج العكسية وتداعيات خطيرة على سمعة العراق الجديد وحكامه الجدد.التبرعات الاخيرة التي أطلقها المالكي وحزبه هي جزء من سياسة الضحك على الذقون وتعيد الى اذهاننا طريقة النظام البائد بابتكارات تبدو مخجلة وهزيلة بترتيب مسرحية ولعبة مفتعلة للتغطية على اشاعات ومعلومات تصل الى اسماع المواطنين.هذه اللعبة التي اطلقها حزب الدعوة بالتبرع لحملته الانتخابية خلقت صدمة لدى الكثير من المراقبين الذين اعتقدوا ان المالكي لم ولن يريد اموالاً اضافية لحملته الانتخابية فان الاموال المرصودة تكفي ليس لتغطية الانتخابات وحدهها بل لتغطية كل الطرق والشوارع بالتبليط وتقديم الخدمات لكل المواطنين.حزب الدعوة يهدف من وراء حملته التبرعية هذه تضليل وتجهيل الجماهير وايهامها بان الاموال التي ينفقها الحزب لم تكن من المال العام بل هي تبرعات جماهيرية وان غيره من القوى والاحزاب الوطنية انما تمول من الخارج ويريد توجيه اساءة مركبة للقوى الوطنية وابناء شعبنا.والسؤال الجدير بالتذكير هو من اين كان حزب الدعوة يمول نشاطاته الحزبية والانتخابية وكيف كان يمول عمل الداخل في العهد البائد وكيف كان يمول نشاطاته الاعلامية والسياسية وليس هناك حملة تبرع؟ما نرجوه من حزب الدعوة الكف على البصق على الجماهير بهذه الطريقة النزقة.
https://telegram.me/buratha