بقلم : العقيد وطن الفيلي
في المؤتمر العام للكرد الفيليين الذي عقد يومي 14و15/ 8 / 2009 كان من ابرز الحضور والمؤيدين لوحدة الصف الفيلي هو وزير الهجرة والمهجرين عبد الصمد رحمن .. وكان جالساً في الصف الأول ومجاوراً تماماً للشيخ محمد سعيد النعماني رئيس المؤتمر ( صورة رقم 1 ) ، واستبشرنا خيراً في ضل تلك الأجواء التي كانت مليئة بعبارات رنانة مثل وحدة الصف الفيلي والتكاتف وعدم التشرذم والسمو فوق المصالح الشخصية ... الخ من هذه العبارات التي طالما سمعناها في المؤتمرات والندوات . دون ان نرى لها تطبيقاً حيا في على ارض الواقع .
المهم .. انتهت اعمال المؤتمر وانبثقت عنه مقررات مهمة وتأسست خلاله وبعده لجان عديدة ، كل هذا يصب في مصلحة الفيليين لا محالة وكل هذا رائع بغض النظر عن الاسماء والمسميات ، وكان من ابرز ما طرح هو الدخول في الانتخابات المقبلة بقائمة وكيان سياسي موحد يجتمع تحت خيمته كل الفيليين . وهذا الحق ( أو نظام الكوتا ) كان لنا وفق الدستور منذ زمن بعيد ولكن من يسمون قادتنا قد تنازلوا عنه بعد ان لوح لهم الاخرون بمنصب هنا وموقع هناك .
بعد ختام المؤتمر تنفسنا الصعداء وهتفنا بلسان واحد ( وأخيراً ها هم الكرد الفيليون قد توحدوا ) . وكانت بحق فرحة كبيرة لأبناء شريحتنا المظلومة . ولكن ما هي الا ايام حتى دبت الخلافات من جديد و (عادت ريمة لعادتها القديمة ) كما يقول المثل ، بدأ السادة اعيان الفيليين قدس الله سرهم بدراسة حسابات الربح والخسارة الشخصية . ومنهم السيد وزير الهجرة والمهجرين المبجل ، الذي بداً بالتحرك هنا وهناك محاولاً كسب ود بعض صغار الشخصيات الجديدة على الساحة السياسية العراقية عموما والكردية خصوصاً ، ومحاولاً لم بقايا المائدة التي ظن وفق حساباته الخاطئة انها سترفع من امامه وخطا خطوة بالأتجاه المعاكس ويقيناً سيخسر بهذه الخطوة ما لم يكن سيخسره لو ضل تحت خيمة الفيليين الموحدة .
وهكذا فقد حمل السيد الوزير سكين الانتهازية ليشق بها الخيمة التي جمعتنا لأول مرة في تاريخنا وانشق عمن كانوا إخوته قبل ايام ليطل علينا يوم 28/9 معلناً انشقاقه عن المؤتمر الفيلي الموحد وتشكيل كتلة سياسية جديدة ولكن المصيبة هي قوله بالحرف الواحد ان : " اعلانه عن (الكتلة العراقية المستقلة الموحدة ) لايعني انشقاقا في الوسط الفيلي" !! ( صورة رقم 2 ) . الى هنا انتهت عبارة الوزير المحترم .
حاولت كثيراً ان ارتقي بفكري الى عبقرية الوزير العملاق وان افهم كيف ان ( الانشقاق لا يعني انشقاقاً ) !! فلم اهتدي الى حل لهذا اللغز المبهم ، و ذكرتني عبارة الوزير الفذ بوصايا جرذ العوجة التي لا يفهم منها ( الراس من الجعب ) ، حيث عدت بذاكرتي سنوات الى الوراء ، الى ايام الدكتاتورية الصدامية .. لقد كنا حينها مجموعة من الاصدقاء جالسين نتحدث وكان موضوع حوارنا هو تلك الوصايا المضحكة ، واقترحت على اصدقائي ان نقوم بتمثيل احداها لعلنا نفهمها وكانت بالنص ( إجعل عدوك امام عينيك واسبقه ولا تدعه خلف ظهرك !! ) ، فقام ( صبيح ) رحمه الله بتمثيل دور العدو ووضعته امام عيني ثم سبقته فصار خلف ظهري ولكن وصية القائد الضرورة تقول لا تدعه خلف ظهرك ، فما كان منه الا ان يركض في الشارع وانا اركض خلفه !! والناس ينظرون الينا مستغربين اذ لا يبدو من هيئتنا اننا مجانين فمالنا نركض ونضحك ؟؟ ... وهذا الضحك بالضبط هو ما فعلته حين قرأت تصريح الوزير المنشق من ان الانشقاق لا يعني انشقاقاً !!
إذن فالسيد وزير الهجرة والمهجرين قد هاجر خيمة الفيليين الموحدة ، وهذا ليس غريبا على شخصية السيد عبد الصمد رحمن ، فقد سبق ان هاجر خيمة الائتلاف العراقي الموحد والمجلس الاعلى الاسلامي العراقي الذي جعل منه وزيراً وهو لم يكن قد وصل العراق بعد ولم يعرف بأنه صار وزيراً الا عن طريق ( الموبايل ) !! ورغم هذه الخلفية المعروفة عن السيد الوزير الذي يجيد صبغ شواربه !! الا ان الخيمة الموحدة للفيليين قد رحبت به بعد ان نزلت قيمة اسهمه لدى رفاق الأمس ولكن ها هو من جديد يغادر الفيليين بعد ان غادر الائتلاف الاسلامي ليحط هذه المرة عند ائتلاف دولة القانون متوهماً انه قد يحصل على مكاسب معينة .
وفي تقييم سريع للسيد وزير الهجرة والمهجرين يظهر جلياً انه لم يحقق أي انجاز يذكر اثناء عمله على رأس هذه الوزارة المهمة ولا نذكر منه طيلة فترة استيزاره الا بعض العبارات المضحكة المبكية في نفس الوقت كما رأينا في حلقة برنامج ( حوار) الذي بثته قناة الشرقية بتاريخ 10/4/2008 والتي قال فيها ضمن سلسلة الكذب المفضوح ما لا يقبله عقل ولا منطق إذ قال : ( ان المهجرين في داخل العراق يعيشون بمستوى معاشي أفضل من مستوى المواطنين العراقيين الآخرين ) !! في الوقت الذي كنا نرى المهجرين أو من نجا منهم وهم يفتشرون العراء في ملعب الشعب الدولي وعشرات الاماكن الأخرى خاصة وانهم بلغوا مئات الالاف في حينها حسب الأحصائيات الرسمية .
ولا بأس من ذكر منجز اخر يضاف الى منجزات الوزير الهمام وهو ما حصل قبل عدة اشهر حينما حضرت احتفالية تخص الكرد الفيليين اقامها مجلس النواب على حدائق الزوراء وكان وزير الهجرة حاضراً ، وبعد ان القى كلمته وبعد ان توالت كلمات الحضور ، فوجئت به يخاطب عرفاء الحفل واذكر انهم كانوا الدكتور بختيار امين والسيدة فيروز حاتم التي اذاعت ما قاله الوزير الجهبذ من ان ( كل من لا يملك شهادة الجنسية العراقية فليحضر الى وزارة المهجرين يوم غد لأستلام الشهادة !!! ) فما كان من الحضور الا ان يضحك على هكذا تصريح الغى بموجبه وزارة الداخلية ودوائر الجنسية التي هي المخولة قانوناً بأصدار هذا النوع من الوثائق ، وحسناً فعل السيد محمد امين الدلوي الذي صادف ان تكون كلمته بعد هذا التصريح حينما قال ( لأول مرة اسمع ان وزارة الهجرة هي التي تمنح شهادة الجنسية ولكن يبدو ان البعض يستغل هذا التجمع لأغراض انتخابية ) .
والخلاصة أخوتي وحسب رأيي المتواضع ارى ان السيد الوزير المهاجر الذي ترك خيمة الفيليين الموحدة يستحق وبجدارة قول الشاعر :
ما زاد حنون في الاسلام خردلة ... ولا نقصت النصارى بأسلام حنون !!
العقيدوطن الفيلي12/10/2009 - بغداد
https://telegram.me/buratha